ريو دي جانيرو - يرى الملايين من عشاق كرة القدم في جميع أنحاء العالم أن استمرار كأس القارات أهم كثيرا من احتجاجات البرازيليين بشأن مشاكل إجتماعية. ويتظاهر الألاف من البرازيليين إحتجاجا على إرتفاع كلفة الاستادات التي تستضيف كأس العالم 2014 والفساد في الحكومة وضعف الخدمات التعليمية والصحية وارتفاع أسعار المواصلات. وقال أحد المعلقين من نيوزيلندا "أشعر بالأسف من أجل الشعب البرازيلي الغاضب بشدة." وأضاف "حسنا بوسع البرازيليين استغلال كأس القارات لتوضيح مشاعرهم لكني سوف أشعر بغضب أكبر إذا تسببوا في عدم إقامة كأس العالم في البرازيل العام المقبل." ومن غير المرجح أن تنقل النهائيات من البرازيل ورغم تقارير في وسائل إعلام محلية عن احتمال إيقاف كأس القارات إلا أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) أكد الخميس الماضي أن هذا الأمر لم يتم بحثه. وقالت ديلما روسيف رئيسة البرازيل في خطاب "فيما يتعلق بكأس العالم أريد أن أوضح أن الأموال الاتحادية التي أنفقت على الاستادات هي في صورة تمويل وسوف يتم دفعها من جديد عبر الشركات التي سوف تستغلها." وأضافت "البرازيل هي الدولة الوحيدة التي لم تغب مطلقا عن نهائيات كأس العالم وهي بطلة العالم خمس مرات... يجب أن نقدم لأصدقائنا نفس الترحيب الذي نلقاه منهم. البرازيل تستحق وسوف تنظم كأس عالم رائعة." لكن العلاقة بين الفيفا واللجنة المحلية المنظمة لكأس العالم يشوبها التوتر منذ فترة. وجزء من المشكلة يرجع إلى ريكاردو تيكسيرا الذي كان رئيسا للجنة المنظمة لكأس العالم والاتحاد البرازيلي لكرة القدم الذي قدم استقالته من اللجنة التنفيذية ورئاسة الاتحاد في مايو ايار 2012 بعد سنوات من إنكار اتهامات بالفساد. وبعد شهرين وجه الإدعاء في سويسرا اتهامات إليه وإلى جواو هافيلانغ رئيس الفيفا السابق بتلقي اكثر من 40 مليون دولار من شركة آي.اس.ال للتسويق التي أفلست بالفعل. وفي جميع وثائق عرض استضافة كأس العالم يطلب الفيفا وجود ثمانية استادات للبطولة التي يشارك فيها 32 فريقا لكن تيكسيرا أصر على 12 استادا سواء جديدة أو مجددة. وفي بعض المدن التي توجد بها استادات تستضيف كأس العالم مثل برازيليا وماناوس وكويابا لا توجد فرق كبرى وقد لا يجري الاستفادة من الاستادات فيما بعد وهو أمر يثير حفيظة البرازيليين. وكان تيكسيرا صديقا للأمين العام للفيفا جيروم فالك المسؤول عن التأكد من إقامة بطولة آمنة وتحقق أرباحا. وقال فالك في مارس أذار الماضي "البرازيل تحتاج ركلة في المؤخرة" كي تحرز تقدما في بناء الاستادات وإنهاء العمل في استعدادتها فيما يتعلق بالبنية التحتية للمواصلات والفنادق. كما قال فالك في منتدى في زوريخ "سوف أقول أمرا يبدو غير معقولا لكن يبدو أن الأمر يكون أفضل أحيانا بالنسبة لتنظيم كأس العالم عندما يكون البلد أقل ديمقراطية." وأكد فالك أنه من الأسهل التعامل مع بلد مثل روسيا التي تنظم كأس العالم 2018 حيث يقرر رئيس البلاد كل شيء خلافا للبرازيل التي يوجد بها "ثلاثة مستويات في الكيان السياسي وهي الاتحادية والولايات والمدن." لكن مسؤولا في الفيفا قال لرويترز السبت "حسنا أظهرت البرازيل إنها دولة ديمقراطية إلا أن ذلك الأمر يصعب الأمور على الفيفا لكنها سوف تجد حلا وسوف تقام نهائيات كأس العالم."