سؤال وجهه سائق ركشة الي صديقه في المهنة .ماذا قدمت قرفنا الشبابية للشارع البسيط ؟ وهل الحركة لها فعل ودور تستطيع ان تؤديه ؟ .اجابة صديقه ان الحركة برزت فجأة ،وتفاعل الشارع معها ورأي الذين خاطبتهم قرفنا ،كانوا يشعرون من خطابها ،انها تمس المسكوت عنه في الحياة العادية ،وهي ليست عادية ،وما يستطيعون قوله ويجرأون علي تنفيذه ،كالحديث امام حشد جماهيري كبير او قليل ،في ذاته شجاعة وجرأة ورسالة هدفها العنف ان الموجود ،ويستخدم بشكل مفرط ضد المناوئين .لكن قرفنا الشبابية ،نبهت الي شئ مهم ،ان الحراك السياسي والاجتماعي ،لا تقوم به التنظيمات السياسية وحدها ،وللشباب دورا كبيرا ،قد احرجت بعض التنظيمات السياسية لهذا العمل الجماهيري في الشارع ،مباشرة دون حواجز من العنف المقابل ،واتهمت قرفنا بالليبرالية واليسارية والشيوعية ،هذه العوائق السياسية التي كرست لعرقلة عمل حركة قرفنا ،كلها فشلت . وهناك سلبيات وايجابيات،واكثرها ايجابية حتي الوقت الراهن ،انها شكلت رأي عام قوي وسط الشباب من مختلف التنظيمات السياسية ،ووحدت رؤيتها في رسم ملامح الخطوة القادمة والمستقبلية القريبة ،في سودان مابعد ذهاب النظام الديكتاتوري ،وقالتها بصورة واضحة ،انها تدعو الي اسقاط المؤتمر الوطني وسودان يحترم الاختلاف والتنوع في المجتمعات السودانية . وبعض الاشياء التي اراها سلبية انها حصرت عملها في السابق علي العاصمة وحدها ،وبعض الولايات نشرت فيها المنشورات وعلقت علي الحوائط للاعلام الجماهيري البسيط ،ولكن الوضع قد اختلف الي حد ما ،الان كرست الحركة قدرتها علي العمل خارج المركز وحده ،وهي نقلة جيدة ،وستساعد في اي تغيير في المستقبل القريب . ما ازعج المؤتمر الوطني ان حركة قرفنا الشبابية ،زادت من تعرية جهاز الامن التابع للمؤتمر الوطني ،عندما يعتقل اي فرد ،بعد اطلاق سراحه ،تنشر الاحداث التي مورست ضد المعتقلين والمعتقلات داخل بيوت الاشباح ،مثل ماحدث لعبدالله مهدي ،قبل ثلاثة سنوات ،القي القبض عليه ،وجرد من ملابسه ،وتم تصويره وتهديده بان هذه الصور سوف تنشر ،وبعد هذا الابتزاز الامني ،نشر ماحدث له في الاعلام الاسفيري والمقروء ،وهي جرأت ،هزت جهاز مصاصي الدماء الانقاذي ،وجهاز الامن المشهور بالتعذيب باعترافات ،ويخاف من حركة قرفنا الشبابية ،وفضحت المناضلة صفية اسحق الجهاز،بعدما تعرضت له من اغتصاب من افراد الامن ،وهي اساليبه المشهور بها ،والقدرة الامنية للحكومة ،ارعبتها ،ماتزال قضايا حركة قرفنا علي هدفها الرئيسي اسقاط النظام ،وربطه بالحراك الجماهيري الشعبي ورفضها لكل اشكال التمييز العنصري في البلاد ،تقول هذا ،لاننا كلنا بشر والحرب الدائرة في البلاد ليست بأسم الشعوب السودانية،ودعمها للمناصير في قضيتهم ورفضها لكل الحروب وادانتها لانتهاكات حقوق الانسان ،والسعي نحو الحياة الافضل . العديد من الحركات الشبابية ،ظهرت في مصر وشكلت عمل قوي ومؤثر ،مثل حركة 6 ابريل المصرية وحركة تمرد ،وفي السودان كانت ،احداث كجبار ،تضامنت معها الشباب جبال النوبة ودارفور والنيل الازرق ، لكن ما قدمته قرفنا ،انها اجتاحت الشارع بالخطاب الشعبي ، واصبحت الاجهزة الامنية تخشي ،وردت الفعل الحكومي ،كانت قاسية جدا ،ومانتج عنها ،فرار الكثير من الشباب والشابات والمناضلات الي خارج البلاد وغيرها من الادوات اللاخلاقية من اغتصاب وتحرش بالاخر . بالفعل حركة قرفنا ،اكدت دورها في الشارع ،وهي ستكون حاضرة في الايام المقبلة ،رغم غيابها من احداث سبتمبر واكتوبر ،وهي غابت في الاحداث ليس تماما ،لكن عملها الذي اشتهرت به قبل ثلاثة سنوات ،من خطاب جماهيري تعبوي ،وتوزيع المنشورات ،وهي بداية عملها الحقيقي . بالفعل الشعوب السودانية قرفانة من البشير وجهازه الامني وتماسيح النظام ،ستعمل تحت كل الظروف لهدفها في اسقاطه . [email protected]