لعبت هذه المنظومة بإسم الإسلام وسط هذه الشرائح المتخلفة والساقطة التي أسقطت هويتها في سبيل بقائها حول هؤلاء الطغاة فرسمت بذلك أسوأ الأدوار التي قامت بها طيلة بقائها ووجودها في السودان فهناك مجموعات بعينها دخلت السودان وقد عرفناها من خلال وجودنا وزيارتنا لبعض الدول الإفريقية وهي ترفض التعليم رفضاُ تاماُ ولا جدال في ذلك تماماُ ولا تشجع أبناءها على التعليم فانعكس ذلك على حياتها وعلاقاتها مع دولها وهي الأن بأعداد مقدرة في السودان وهي لا تعرف إلا الدين الإسلامي إلا من خلال حفظ القرأن لإستغلاله في حياتها من دون الغوص في تفسيره وفقهه وتدبر معانيه في سبيل نشر وغرس الصور الفاضلة والتسامح والعدالة الإنسانية والدعوة إليه بالحسنة حيث عرفنا كيف يخلط الدين ويستغل من أجل السحر والشعوذة التي تنتشر وسط هذه المجموعات فإستغلتها المنظومة منذ دخولها إلى السودان وحتى الأن وهي تعرف بأن هذه المجموعات سهل إستغلالها وإمتطائها وأمرها في كل شئ بإسم الإسلام فأحد الولاة ذكر في أحد تصريحاته بأن تدني مستوى التعليم في ولايته هي بسبب إحدى المجموعات التي تسكن ولايته وهذا قليل من كثير وللذين لا يعرفون السودان جيداُ عليهم أن يأتوا إلى أفريقيا وأن أفريقيا بها ما لا يتصوره العقل أو يخطر ببال أحد أعطي قدراُ من المعرفة بنفس هذا الفهم نقلت هذه المجموعات شكل حياتها إلى السودان وعرفنا كيف أن الدين المسيحي قد لعب دوراُ كبيراُ في تشجيع الشعوب الأفريقية للتعليم ولذلك فإن معظم الشعوب المسيحية ذات كثافة تعليمية عالية عكس المجموعات المسلمة التي ترى بأن التعليم حراماُ ويتعارض مع تعاليمها الدينية كما أن بعض الدعاة المسلمين قد لعبوا دوراُ في عدم تشجيع هذه المجموعات في السعي للتعليم الدنيوي كما يقولون وان هذا التعليم قد يؤدي إلى تحول بعض أبنائهم من الإسلام إلى المسيحية هذه رؤية معظم أو غالبية الشعوب الأفريقية المسلمة.أما المجموعات الأخرى المستعربة والمعربة وأصحاب شجرة النسب فهؤلاء قد إستغلوا بإسم العروبة المزيفة وتزييف إنتسابهم لأحد صحابة الرسول (ص) من خلال شجرة النسب التي أعطيت لأجدادهم وأورثوها لأبناءهم الغافلين والموهومين والمستغفلين أو إنتسابهم لإحدى القبائل العربية التي لها صلة بصحابة الرسول لكن الأغرب في ذلك لم نجد من تلك المجموعات من يدعي بأن أصله مربوط بأبوجهل ( عمرو بن هشام ) وهو من أفخاذ وأفذاذ العرب الذي لا يشق له عود أو تثير غبار في عروبته القحة وهو الذي إجتمعت عنده القبائل العربية لمحاولة قتل الرسول (ص) , فهؤلاء الذين يدعون الباطل والزيف والسقوط لا يعرفون حقيقة أنفسهم وحقيقة وجودهم فمنهم من صدق هذه الفرية وهم الغالبية إلا أن هنالك بعض من الذين تفتحت أبصارهم على حقائق التاريخ المزور والهوية الزائفة والإسقاطات الوهمية التي أعطيت لهم في سبيل إمتطائهم والزج بهم في الحروب الطاحنة التي لا ناقة لهم بها ولا جمل إنما يربوا كأغنامهم وسعيتهم التي تصدر إلى الخارج في سبيل العملة وهم يصدروا إلى الحروب كوقود نار . هذه الهوية لم تقتصر على تزيفها لأصحاب شجرة النسب بل حاولوا تزييفها للدول التي تدعي العروبة والعربية لكسب الدعم من هذه الدول فكانت تسوق السودان بأنه حامي العروبة ومعبرها إلى أفريقيا ,ماذا قال الدكتور إبراهيم الشوش الذي كنا نعتبره من العقول النيرة في وسط هذه المنظومة وهو يحمل الجنسية الكندية وهو الأن مطلوب أمام المحاكم الكندية بتهمة العنصرية والإساءة التي حملها معه إلى كندا فهؤلاء الذين شوهوا السودان داخلياُ لم يكفيهم ذلك , فحديثه هذا إبان الحملات الجهادية والمشروع المقبور والقابر في أدغال جنوب السودان وصخور جبال النوبة وسهول النيل الأزرق . قال (( هناك حملة لتقسيم السودان وإيقاف المد العربي الإسلامي في إفريقيا بلغت قمتها بقرار من الكونغرس الأمريكي بفرض حصار جوي على جنوب السودان وجبال النوبة على غرار شمال العراقوجنوبه كما هناك خطة تسعى إليها الدوائر الغربية ذات النفوذ وإحضتنتها أمريكا مؤخراُ بعد تردد بفصل جنوب السودان وجبال النوبة ووضع هذه المناطق تحت سيطرة الحركة الشعبية )) إنتهى كلام هذا الشوش إلى إنفصال جنوب السودان وهم ما زالوا يتمادون في غيهم القديم ولم يتعلموا من أخطاء أجدادهم وأخطائهم وجبال النوبة في الطريق إذا كانت أوهامهم وتخرساتهم وتهكمهم هي نفسها التي جعلت السودان أن ينقسم . وهناك مثل افريقي شهير يقول (( الكلب لا يترك مقعد الكنكاس)) . كأن الله لم يخلق السودان إلا للدفاع عن القضية العربية وعروبتها الفارغة التي تكشفت وبدأت تتساقط في وحل المصالح الدينية المذهبية المرتبطة بالرأسمالية المتوحشة وكأن ليس لأهل السودان أنفسهم قضية إن عجزوا عن حلها فلن يبق هناك سودان ليدعم القضايا العربية أو غيرها من القضايا . فالقضية العربية موضوع ينبغي علينا أن نخرج به من حلقة التزيد الذي لم يأتي للسودان إلا السخرية والإستهزاء والشماتة من العرب أنفسهم لأنه وطن زورت هويته من الذين تسلقوا عليه في غفلة من الزمان ويدعون عروبته والعرب ناكرون له ويعتبرونه حديقة لنزواتهم الطائشة التي أقعدت دولهم ويريدون تصديرها عبر بوابة السودان إلى أفريقيا والتي لم يجني ويحصد منها إلا الأشواك والحروب والإقتتال بين بنيه . فقال الكاتب المصري فهمي هويدي الذي لا تثير له ثائرة إلا إذا كان الأمر يتعلق بهوية السودان كأنه متحدث بإسم العروبة في السودان ونشر هرطقاته الأصولية المظلمة , عليه الأن أن يترك السودان المتبقي الأن ويلتفت إلى دولته التي قامت على أنقاض الحضارات العريقة وهي الأن تتقهقر إلى عصور الظلام (( مؤامرة تقسيم السودان لها إنعكاسات متعددة تتجاوز إضعاف البلد وتلبية طموحات نفر من المتطرفين والمعارضين في الجنوب إلى إقامة حاجز يحول دون إمتداد الإسلام والعروبة إلى قلب أفريقيا والسودان يمثل بوابة الأثنين )) . هؤلاء الذين يعزفون على ربابة الإسلام والعروبة والترهات الكسيحة والمنولوجات المشوهة هم الذين أوصلوا هذا السودان إلى هذا النفق المظلم من التشتت والتشرذم والتناحرهذه البوابة التي أدت إلى إشتعال بعض الدول بسبب هذه السياسة الرعناء والإسلام السلطوي والإستبدادي الذي جعل بعض الدول الأفريقية أن تراجع موقفها من الإسلام الذي يعتبر دخيلاُ لها وليس ديناُ وطنياُ لنرى ماذا يحدث في أنغولا من هدم للمساجد التي بلغت قرابة 66 مسجداُ وهم يتحدثون بأن هؤلاء المسلمين ليسوا بأنغوليين إنما مهاجرين غير رسميين أي دخلوا متسللين وهاربين ويقول الأنغوليين بان السعودية مهد الدين الإسلامي هي تطرد المسلمين من أراضيها بحجة تسوية أوضاعهم وتقنين وضعهم ولذلك هي تعمل نفس الشئ لأن هؤلاء المسلمين قد أتوا إليها وهم متسللين وبنوا المساجد من دون تراخيص ولذلك طلبت منهم ذلك ولأماكنهم التي يتعبدون فيها .(هؤلاء الغلاة الذين يستبدعون الشعر والغناء والموسيقى بإسم الإسلام , يتزيدون أيضاُ بالمواريث العربية , بمن فيهم من إنحدروا إلى بلادنا من سفوح تكرور وسهول كانم ووداي مستردفين في ظهور أمهاتهن . كجهلهم بالإسلام يجهل هؤلاء أيضاُ ما يلهجون به عن العروبة المزعومة إذ يكاد هذا النفر من مستعربة التخوم ومسلمي القرن السابع الهجري يوعون للناس بأنهم أكثر عروبة من أهل تهامة , وأكثر إسلاماُ من أهل مكة) - منصور خالد . فمنهم من يستجيش بعض من أهله الذين أتى بهم كمرتزقة وجنجويد لمقاتلة الجيش الشعبي والجبهة الثورية والقضاء على الثورة والتمرد نهائياُ في السودان بل القضاء على شعوب السودان الأصيلة هذا ما قاله المدعو أدم الفكي الوالي المفروض على جنوب كردفان قال (( لقد أصدرنا ووجهنا قواتنا لمهاجمة قوات التمرد في مناطقهم )) هذا الشخص الهبيل ومخبول السياسة والمرتزق هل يعرف من هو ومن أين أتى ليحارب قوات التمرد في مناطقها عليه اللعنة هؤلاء هم أصحاب الأرض وأصحاب السودان الذي يحاربهم ولماذا لا يذهب ليدافع عن أهله في ولايتهم ولاية برنو في نيجيريا التي أصبحت نسياُ منسياُ بفعل رعونة وتخلف أهله الذين يريدون تطبيق الشريعة الإسلامية بقوة السلاح بدفع أبناءهم في بوكو حرام الذين يحرمون التعليم هؤلاء هم أهله لماذا يتركهم فريسة للموت هناك ويريد أن يغتصب أرضاُ وهو يعلم بأنها ليست أرضه . وجودنا في بعض دول أفريقيا جعلنا نعرف الكثير عن شعوبها الطالح منها والصالح الجاهل ومن هم المرتزقة وأصحاب النفوس الضعيفة والرذيلة والجنجويد الذي يغتر بهم . التزيد الذي يتم حالياُ لا يخرج من إطاره القديم الجديد الذي يلبس ثوب الحق المكذوب على لابسيه وإستشارة العاطفة القومية لفاقدي الهوية والاصل الذين وجدوا أنفسهم في السودان وهم لا يعرفون من أين أتوا ؟ وما هي أوطانهم الأصلية ؟ بل من هم أصلاُ ؟ إلى أي هوية ينتمون ؟ فكانت هذه من أسباب إنهزامهم الداخلي وسقوطهم في براثن المنظومة المتعفنة والترخص بحياتهم وبيعها في مقابل بضعة دينارات ولم ينفك بعضهم منها حتى الأن بعد أن عرفوا أنهم كومبارس وحطب الحروب وشغيلة الموائد المرذلة في المؤامرات والإنتهاكات الجسيمة ضد الثوار والشرفاء لقد شعر بعضهم بان تيار الثورة الجارف الذي بدأ الزحف الحثيث لا يرحم من كان حاطباُ للنار ضد الشعوب الأصيلة لقد إستشعر بعض من هؤلاء الذي ساقته أقداره بأن يعرف من هو وبدأ في سرد تاريخه الذي أخفاه في فترة من فترات وجوده في السودان أصبحوا يتحدثوا عن هويتهم التي هي هوية السودان الأصيلة التي أتت مع هوية عثمان دان فوديو كأن هذا الدان فوديو هو رسول أخر سوف يكتوي به السودان وشعوبه مرة أخرى أي سوف تفرض علينا لغة هذا الفوديو بديلاُ للعربية والعروبة التي مزقت السودان لتأكيد فلاتية السودان التي أتت بأسماعيل الأزهري ليرفع علم ما يسمى بإلاستقلال الذي هو قريب من شعوبه التي تقاتل الأن وليست عروبته المزيفة التي تكتوي بها , أو هوساوية السودان التي جعلت من أبوالقاسم محمد إبراهيم نائبأ للرئيس المرحوم نميري الذي قال إنه إذا أعطي أمراُ فإنه سوف يبيد الجنوبيين بالكيميائي ويخلص السودان من هذه المشكلة , أو برناوية السودان التي جعلت من علي الحاج أن يعمل بمشرطه في تقسيم أقاليم السودان على أساس عرقي وجهوي كانت البداية الحقيقية لأنهيار السودان وتشرزمه ولم يتبقى له من أمانيه التي كان يحلمها وهو تفصيل ولاية لأهله في منواشي بدارفور إلا قريبه الفنان عمر إحساس ليغني له عن أحلامه التي ضاعت مع مشروعه المقبور الحضاري , وأخرهم بل أخطرهم الذين يدعون الإنتساب إلى العباس أو ما يسمون أنفسهم بالعباسيين لا نعرف إلى أي من أبناء العباس ينتمون فهؤلاء التي ضاعت هويتهم وسط أوهامهم وتوهمهم الأجوف الذي غرس فيهم عقدة للانتماء لا يعرفون من هم لديهم ثلاثة أسماء مختلفة تماماُ لا تمت لأصلهم بشئ فهؤلاء الذين يتنصلون عن أصلهم واسمائهم فماذا تتوقع منهم . فكان أبنهم الذي إستخدم كعبد لقتل الأفارقة في دارفور وفشل في جبال النوبة وهرب منها وهم يحلمون أيضاُ بعباسية السودان أو الخلافة العباسية في السودان بدلاُ من ودايته التي خلعوها من أجسادهم بعد أن عرفوا بأنهم ليسوا من أصحاب هذه المجموعة الأصيلة في تشاد إنما كانوا رعاة ومزارعين وشغيلة لهذه المجموعة, هؤلاء دخلوا السودان وهم جوعى وعطشى بعد إن عملت الطبيعة ما عملت فيهم وبعد أن أستقر بهم المقام الثمين الذي لم يدفعوا في مقابله شئ هاهم الأن ينادون بعض من أهليهم بأن يأتوا مرتزقة وجنجويد للقتال ولقضاء على بقية شعوب هذه الأرض التي لم يجدوا فيها أحداُ حتي إستوطنوا وجعلوا من هذه الأرض ملكاُ لهم وهو الأن يعملون للإجهاز على بقية الشعوب التي إستقبلتهم لقد عرفنا في خلال وجودنا في بعض الدول الأفريقية أن أقدس ما يقدسونه الأفارقة في حياتهم هو الأرض . فهناك بعض من أبناء هذه المجموعات لهم أراء نيرة ومستنيرة تعرف قدر نفسها وقدر أهلها فلا يزيفون الحقائق ولا يبترون التاريخ لصالحهم أو صالح من يلتفون حولهم بعد أن ذاقوا طعم تقوقعهم حول هذه المنظومة الراكدة والكاسدة المتعفنة التي لا تتحرك إلا إذا إستشعرت التهديد في سلطتها وثوابتها الفارغة التي قال فيها منصور خالد (( أهل الثوابت المستقرة هؤلاء ليسوا أغبياء إلا بقدر إيمانهم بان في مقدورهم مراوغة التاريخ من وجوه المراوغة إلباس الثوابت المزعومة ثوباُ أسطورياُ وكسوها عباءة تقديسية حتى يصبح نقض الموروث الإجتماعي نقضاُ للمقدس هذا تدليس فكري يكتنفه غباء لأنه يحاول الإلتفاف على وضع سياسي – إجتماعي تسيطر عليه ظروف سياسية موضوعية ويحكمه توازن محسوب للقوى الداخلية .وتؤثر عليه بصورة مباشرة البيئة الأقليمية والدولية . محاولات الإلتفاف هذه لن تبدل الكيمياء العضوية للواقع ومن يظن هذا يراوغ الواقع ولا يخدع إلا نفسه . الذي يفضي به العقل ويقول به منطق الأشياء هو أن ينأى السياسي أو المفكر بنفسه عن التحيزات الذاتية حتى يستطيع رؤية المشهد في صورته البانورامية الكاملة . فبهذا وحده تستبصر العلاقة الجدلية بين الماضي والحاضر ويستنبط الوعي الجديد الذي يتوافق مع متطلبات الحاضر .هذا أمر لا يستطيعه الذين لا يقرأون إلا ما يكتبون .ولا يصغون إلا لما يقولون . ولا يملكون القدرة على تجريد التاريخ من أحداثه الجزئية بهدف الوصول إلى حكم تاريخي )) If ever I have to be killed by some one , it is better to be by an educated one . نواصل .............................. مهندس : - مادوجي كمودو برشم إنجمينا – تشاد [email protected]