المواطنون :الوزارة الجديدة (بطيخة مقفولة) و لن يكتمل التغيير الا بتحسين الاوضاع المعيشية وايقاف الحرب الخرطوم : محمد زين عابدين صبى فى الرابعة عشر من عمره يدفع امامه درداقه محمله بالفول السودانى المحمص يزاحم بها الباعة الجائلين (السريحة ) الذين انتشروا فى الفترة الاخيرة فى وسط الخرطوم يجوبون الشوارع وهم يحملون اشياء زهيدة الثمن ، محمد يتخذ ركنا قصيا بتقاطع شارع البلدية مع المك نمر وهو ينظرفى ترقب الى اعلى لإشارة المرور كأنه فى انتظار ان تفتح له ابواب السماء رزقا واسعا ، وعندما تضئ الاشارة باللون الاحمر يندفع نحو السيارات المتوقفة ويحاول جاهدا الدخول عبرالممرات الضيقة بين السيارات الأمر الذى يجلب له الغضب من قبل اصحاب المركبات وزملائه السريحة لإغلاقة الممرات وخشية اصحاب المركبات من احداث حركة الدراقة خدوشا فى هياكل سياراتهم ، محمد ترك الدراسة وهجر قريتة بولاية سنار وجاء الى الخرطوم بحثا عن عمل من اجل مساعدة اسرته ويقضى يومه متنقلا مابين شارع البلدية والمك نمر وشارع الجهورية وقال محمد (للتغيير) إنه لم يسمع بالتعديل الوزارى الجديد و لا يحفظ من اسماء المسؤولين سوى والى سنار . خلافا لافادات عامل الدرداقة الذى حاول التخلص من اسئلتى الحارقة فى سباقه مع اشارة المرور التى لا تمنحه من وقتها سوى دقيقة واحدة لاثبات جدارته فى سبل كسب العيش ،خلافا لهذا العامل الذى يمثل فئة مهمومة بقضاياها المعيشية كشفت جولة قامت بها الصحيفة فى اوساط المواطنيين ان التعديل الوزارى الاخير يحظى باهتماما شعبيا واسعا لم ينله اى تغيير وزارى اخر، حيث شهدت المكتبات صباح امس الاول بحسب عدد من اصحاب المكتبات اقبالا كبيرا على شراء الصحف ، وقال عمر صاحب مكتبة بشرق النيل إن معظم الصحف التى اوردت تفاصيل التعديل الوزارى قد نفدت ، وتبادل المواطنون طيلة اليومين الماضيين اسماء المغادرين والقادمين الجدد من الوزراء ، وقال عدد من المواطنيين إستطلعتهم الصحبفة إن اهتمامهم بمتابعة اخبار التعديل الوزارى ياتى بسبب وطأت الاعباء المعيشية التى خلفتها الاجراءات الاقتصادية الاخيرة ،ووصف سيف الدين صاحب ورشه حداده اهتمامهم بالتعديل الوزارى بقوله (سيد الرايحه يفتح خشم البقرة) وقال ان الاجراءات الاخيرة سدت أمامهم سبل كسب العيش واضاف ان الحكومة لم تكتف برفع الاسعار السلع الاستهلاكية بل تلاحقهم بالتضييق على مصدر رزقهم بفرض المزيد من الرسوم والضرائب ،وقال إنهم مهددون بالتشريد وإغلاق محلاتهم وطالب الحكومة الجديدة بخفض الرسوم المفروضة على القطاعات الانتاجية ، فيما وصف مهدى صاحب محل خضار بشرق النيل الوزارة الجديدة بالبطيخة المقفولة ،وقال إنه لم يسمع من قبل بأسماء معظم الوزراء الجدد واشار الى إحجام المواطنيين عن شراء بعض اصناف الخضروات بسبب ارتفاع الاسعار وقال إنه يأمل ان تتمكن الحكومة الجديدة من خفض الاسعار، كما قالت سيدة كانت تقف فى محل الخضار إنها لن تعتبر التعديل الوزارى الاخير تغييرا حقيقيا مالم تحدث الحكومة الجديدة تحسنا فى قفة الملاح ووصفت الطاقم الحكومى المقال بانه اسوأ حكومة مرت على السودان على حد وصفها . و تأسفت سيدة اخرى على خروج على عثمان من الحكومة وقالت إن الوزراء الجدد (يخربوها زيادة ) وقالت إنه لا جدوى من التغيير اذا لم تتمكن الحكومة من تحسين الاوضاع المعيشية للمواطنيين بحرية ست شاى تعمل عند تقاطع شارع النجومى مع المك نمر قالت إنها تأمل فى ان تتمكن الحكومة الجديدة من تحقيق السلام ووضع حد للحرب الدائرة فى جنوب كردفان وقالت إنها بجانب ابنائها السبعة تعول اسرة اخيها التى نزحت الى الخرطوم بعد مقتل رب الاسرة فى الحرب الدائرة فى جنوب كردفان واشارت الى أن أعباء الاسرة دفعتها للخروج الى العمل لمشاركة زوجها الذى يعمل اعمال حره فى تحمل تكاليف المعيشه ، وقال محمد حسن سائق ركشه إن التعديل لم يشكل له عنصر مفاجأة ما عدا خروج على عثمان محمد طه ، واعتبر دخول اسماء شابة فى التشكيل الجديد نوعا من التدريب وتأهيل كوادر جديدة ، وقال إنه سعيد بخروج على محمود وطالب الحكومة الجديدة بالغاء قرار رفع الدعم عن المحروقات ، فيما قال خالد عبدالرحمن إن فترة العام غير كافية للحكومة الجديدة لتجاوز الازمة الاقتصادية ، واضاف أن التغيير جاء فى الزمن الضائع ، وتوقع أن لا تحدث الوزارة الجديدة تغييرا ملموسا ما لم يحدث اختراق وتتوقف الحرب الدائرة فى جنوب كردفان والنيل الازرق ودارفور . التغيير [email protected]