في سجن أمدرمان ولدت ابنتها ( حواء ) وهي الابنة غير الشرعية التي ولدت بعد طلاقها من زوجها ولا يعرف من هو والدها . ترك لها ذاك الزوج ابنا وابنة أخرى ولكنه أخذ منها ذاك الابن بعد دخولها السجن وثبوت الجريمة عليها حتى لا يحدث له ما حدث للآخرين . وكبر الآن الابن بعد أن تعافى من جروحه ودموعه ويتردد على المدرسة وهو يحمل حقيبته على ظهره . وفي ذات صباح خرجت الأم تحمل المولودة الجديدة التي أغمضت عينيها عندما اصطدمت بها أشعة الشمس ووجدت الأم صعوبة في النظر إلى ضوء النهار وليس ذلك لأنها بقيت في الظلام لفترة طويلة ولكن لأن الضوء يذكرها تلك الذكرى الغائمة بمسامير السكين البراقة تحت ضوء القمر . جاءها الشرطي صباحا وناداها من ملفات كان ينظر فيها وقال لها " إفراج . " في البوابة لم تجد أحدا في انتظارها , وعندما عبرت الطريق كان الناس يتدافعون كالمجانين لصلاة الظهر . لم يأت أخوها الذي سيطردها فيما بعد من البيت , وستهيم على وجهها في السوق , وستنام في الطرقات بعد أن طردت مرة أخرى من أمام بوابات المسجد الكبير . مر بعض الأطفال بها وهم يمرحون ويضحكون ويتعاركون بحقائب المدارس , نظرت إليهم نظرة جافة منعزلة لا دموع فيها تصلها بمآسيها ولم تحملها تلك الضحكات إلى أطفالها الذين ماتوا وتبعثروا في الغرفة بين ( المراتب ) كالفئران الجائعة ولم ينج إلا الابن الأكبر بعد الإسراع به إلى المستشفى في منتصف الليل محمولا على يدي عبدو ( البناي ) . كانت تحس بأن أشعة الشمس ساطعة وأن الطفلة لا تتحمل النظر إليها ولكنها رغم ذلك لم تغطها بالبشكير الذي أحضرته لها امرأة غزيرة الدموع قتلت زوجها الذي تزوج عليها مرتين سرا وذلك بأن دلقت فوقه وهو نائم زيتا يغلي وعندما قام على رجليه وهو يتخبط طعنته عدة مرات ( بكزلك ) المطبح وسلمت نفسها للشرطة . كانت تحمل الطفلة ليلا وتقبلها باستمرار وتهدهدها وتساعدها على النوم ثم تنام بقربها كأنها والدتها . ظلت تمشي ببط وهي هائمة حائرة وتراقب الأطفال وهم يدلفون إلى أحد الشوارع ويختفون وتموت أصواتهم معهم.دفعت الباب عندما وصلت البيت , ولم تجد أحدا غير قط يتجول بين الأنقاض وعدة علب ( برنجي ) فارغة . كانت كل الأشياء في مكانها كما تركتها قبل شهرين . ( مرتبة ) القطن التي لعب فيها أطفالها في تلك الأمسيات المقمرة . أطباق الألمونيوم المتناثرة قرب ( البرندة ) . بقايا الخبز الذي نخر فيه النمل . ألعاب بلاستيكية انمحى لونها من كثرة تعرضها للشمس خلال الشهور الماضية . امرأة بهذا الجمال كيف تقتل أطفالها ؟ ماذا يوجد خلف الخير وماذا يوجد خلف هذه الوجوه المبتسمة ؟ ماذا يوجد خلف الصمت والهدوء ونسمات الليل ؟ هل يأتي الشيطان دائما في ثوب جميل ووجه حسن ؟ أم أن الخير والشر إحساس واحد برأسين مختلفين ؟ عيناها كقمرين في منتصف الليل . امرأة سامقة كشجرة بان . سمراء البشرة . وتبدو في الظلام أشد سوادا من الأبنوس . وتبدو في ضوء القمر كحجر صوان أملس لامع . وما أن استقرت في البيت حتى بدأت مأساتها الجديدة . كل شيء يدور في الليل , ولا أحد يعلم شيئا . تشرق الشمس فتنظر لطفلتها نظرة جافة وتتذكر ضحكات مرت عليها سنوات وسنوات . أطلق سراحها من السجن لأنها مريضة نفسيا وطلب من أسرتها إدخالها إلى مصحة أمراض عقلية ولكنهم لا يملكون قرشا واحدا فائضا يمكن صرفه على مرضها . استلم أخوها أوراقها ووعد إدارة السجن خيرا ثم ذهب . أختها الصغرى ( هيفاء ) تعيش معها في نفس البيت وفي نفس الغرفة ولكنها أصبحت تخافها وتخاف جنونها الذي لا يعرف أحد متى ينفجر . كانت تفحص الماء وتفحص الطعام وتراقب حركات وسكنات أختها وهذه المراقبة هي التي قادتها لتعرف من أين تحمل ( أختها ) في كل مرة . بعد كل تلك الشهور أنجبت بنتا جميلة ولكنها بعد ساعة واحدة خنقتها بالملاءة . شكت القابلة في الأمر وأرادت أن تفتح بلاغا ولكن أخاها رفض الفكرة وقال إنها مريضة وأنهم يريدون في القريب العاجل إدخالها المستشفى . منعها أخوها من الغسيل في البيوت ولكن لأنه لا يستطيع القيام بكل مستلزماتها حذرها بوضوح من الإنجاب مرة أخرى . وترك لها الحبل على القارب . في ليلة رأت هيفاء رجلا عاريا يأخذ أختها والسكين في يده إلى داخل الغرفة وعندما شرع يخلع ملابسها صرخت بأعلى ما تستطيع . فقفز الرجل من الحائط وظنوا في الصباح أنه لص . وجدت أختها في منتصف الغرفة مضطجعة على ( مرتبة ) القطن التي وضعت على الأرض أمام المقاعد والسكين على طرف المرتبة ورائحة الخمر والحشيش تملأ الغرفة كأنما مكث اللص فترة يشرب ويدخن قبل أن يقود أختها إلى الداخل . ظلت هيفاء تنام نهارا حتى تجد القوة اللازمة لمراقبة أختها ليلا . وكان أخوها في ذلك الوقت قد أتى ( بعبدو )بناء الحي الذي يدق الطوب ( الأخضر ) ويعرش السقوف المنهارة في الخريف ويسد فتحات الزنك ( بالفلنكوت ) والرملة ونشارة الخشب لصيانة غرفته . وكان وهو يضع الجبس على الدمورية في السقف يقول لهم " أنا زهجت من الشغل دا . عاوز امشي المليشيات . " وفي أثناء عمله كان يراقب المرأة السمراء ويلوح لها بين الحين والآخر ( بالمسطرين ) ثم يخرج سيجارة من علبة ( البرنجي ) ويدخن سعيدا وهو يغني . كان سكيرا من الدرجة الأولى ويأتي ( بالعرقي ) من ( ست النفر ) وكانت تلك العجوز المتصابية تقول له " هسع يا عبدو لو بقيت عسكري ما كان عملتك حارس لينا " وكان يقول لها ( اصبري شوية بس يا ستو بجي اليوم البيكون عندك فيهو قرن ابن كلب . " فتضحك وتقول له " يا سجم الرماد , القرون كتيرة " ولكن لأنه كان يمنيها هذه الأمنيات العزيزة على قلبها بصدق من شاب في مقتبل العمر كانت تدس له بعض الحشيش مجانا في جيب بنطلونه . كانت تلك المرأة التي تصلي وتصوم وتحج , تبيع في الليلة الواحدة ما لا يقل عن ألف زجاجة خمر , وخمسمئة ( نص ) , وخمسة عشر قندولا من الحشيش , وبمساعدة بعض الفاسدين في الولاية التي تدار من وراء حجاب وسعت تجارتها للكريمات المهربة من غرب أفريقيا التي تكبر الصدر , وتكبر حجم الجسد , والحبوب التي تجلب السمنة والشهوة , وأصبحت تبيع هرمونات الذكورة والأنوثة والحبوب التي تخدر الزوجة حتى يخرج الزوج بأمان لجولات ليلية , ثم افتتحت محل الأعشاب الذي شكل لها واجهة جيدة , وتحت أدراجه كميات من القناديل والقناني والحبوب , واقترح لها ولدها الذي أرسلته ليدرس في روسيا ( العلوم السياسية ) أن يرسل لها نساء غاية في الجمال والأنوثة مصنعة من لدائن مبطنة بالحرير , كي تبيعها للرجال المسنين الذين رفضتهم نساؤهم كبيرات السن , والشباب الذين لا يستطيعون الزواج لارتفاع الأسعار , وكان العساكر يأتون إليها كل ليلة بعد أن تسربت أقوال أنها تبيع حبوب ( رفع المعنويات ) , وهي نوع من حبوب الهلوسة تستمر ساعات طويلة , دون أن يحس الجندي بأي خوف و أو هلع من الموت و ولذلك شرع الجنود يعصون أوامر قادتهم , ويصفعونهم أمام الملأ . وأصبح الجيش كله يفكر في الانقلابات والحروب . وتحت تلك الواجهة كانت ست النفر تواجه القضاة الفاسدين وتقول لهم " حشيش شنو , وعرقي شنو يا مولانا , دا محل أعشاب وطب نبوي . " وفي مرة وقفت أمام القاضي الذي تخصص في بلاغاتها وإطلاق سراحها وتعرف على دقائق نشاطها حينما أصبحت شريكة لمورد ( البيرة ) خالية من الكحول التي كانت تأتي من الحبشة وملأت البقالات وثلاجات البيوت وفي ثورة غضبها من مداوراته ومحاولات ابتزازه لها والتضييق على فحشها من أجل إظهار نزاهته وطهارته قالت له بعد أن أخرجت زجاجة خمر من شنطتها التي كانت ممتلئة بالنقود ودقتها في الطربيزة أمامه قائلة " الخمرة ببيعها وكان دايرا في محكمتك دي . أنت قايليني أنا منو ؟ " ولأنه اندهش من هذا الرد الصاعق المبطن بالوعيد الذي لم يتوقعه صار يتلفت يمينا ويسارا فلم ير إلا الشرطي الذي يعلن الجلسات ( ينود ) قرب الباب في حالة كسل وخمول كأنه في حالة سكر فقال لها بسرعة عبارة وجدها في طرف لسانه وهي " من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة " ثم قام من مقعده ورفع الجلسة حتى السنة القادمة . وكانت حينما يأتيها إعلان الجلسة تفتح تلفونها وتقول له " ما جايا " . أنجبت ( سعيدة ) للمرة الثالثة وكانت القابلة التي تعمل سرا في هذه المهنة وتدعي أنها على علاقة بالقانون تتغاضى عن موت الطفل وتقول إنه قضاء وقدر . وتأخذ ما يجود به ذاك الأخ الذي يصلي الصبح ( حاضر ) وتنصرف كي تنتظر المولود القادم . هذه المرأة لا تكلف الدولة شيئا ولا تترك جنينها لتلتهمه أمراض وإهمال دار الرعاية التي لا تحترم اللقطاء ولا تشكل أزمة اجتماعية . فكل شيء يتم في السر . وكل المجتمعات السرية هي مجتمعات طاهرة وعفيفة . ولذا ترفض وتقاوم التغيير . فاللصوص يظهرون في ثياب المصلحين والزناة يلبسون ملابس العاطفة والقساوسة وأهل ألله . وغالبا في هذا المجتمع ما يتم النقد والنقد الذاتي ولكنه نقد للخالصة وإبراء الذمة وليس للتغيير وبناء عالم أفضل . في ليلة هادئة رأت ( هيفاء ) الرجل يقفز من الحائط وهو يلبس ( بنطلون مقصوص ) حتى ركبتيه وفي الحزام رأت مقبض السكين يلمع وتأكدت من أنها مسامير المقبض وتذكرت أنها رأت أمثال هذه الأدوات الحادة القاتلة تباع في ( السوق الشعبي ) وتحت ( الكراتين ) المصفوفة تباع الذخيرة والبنادق و ( البخاخ ) الذي يستعمله اللصوص في تخدير الأثرياء , ورأت الرجل يذهب توا لفراش أختها التي ربما كانت تنتظره لأنه ما أن وقف أمامها حتى قامت من الفراش وحملت المرتبة واتجهت بها إلى الغرفة . تلك الغرفة التي قتلت فيها أولادها كلهم ( بالصبغة ) قبل أن تذهب إلى السجن الذي بقيت فيه سنتين ثم أطلق سراحها وطردها أخوها من البيت لشهور وعندما سمع أنها على وشك الموت في الطرقات أعادها صامتا وهو يتمنى اليوم الذي ستموت فيه ثم عادت إلى السجن مرة أخرى بعد قتل طفل آخر من أطفالها قبل أن ترضعه أول رضعة , وبقيت شهرين إلى حين استخراج أوراقها التي تؤهلها للذهاب للمستشفى . كان ( عبدو ) قد قدم أوراقه ( للعسكرية ) وتبقت له عدة أيام للذهاب إلى المعسكر وجاء في هذه الليلة كأنما ليودعها فرأى قامتها الفارعة كما لم يرها من قبل وسيقانها الطويلة الممتلئة ولكنه كان يخاف منها ومن رغبتها المدمرة في القتل ولذلك وضع السكين على عنقها قبل أن يمد يده إليها . كانت هيفاء تنتظر على جمر في فراشها وعندما انتصف الليل وقفز ( اللص ) من الحائط ذهبت ورأت أختها مضطجعة وهي تبتسم وفي عينيها بريق قطة جائعة وشهوة دماء تخيلتها في خديها الأملسين وأحست برائحة الخمر والحشيش مازال عابقا في الغرفة وعندما دنت من أختها تأكدت أنها مخمورة تماما ومن فمها مازال الدخان يتسلل كأنه مدخنة شتوية نسي الحطب بداخلها . رفعت أختها من رقدتها وقادتها إلى الحوش حيث الهواء الطلق والنجوم اللامعة والأحلام التي يمكن أن تتشكل دون رقيب ولا حسيب . وبعد شهور عاد ( عبدو ) مرة أخرى بملابس عسكرية كان يتبختر بها في الطرقات , وفي الأسواق , ويقف بها أمام الجوامع , وكان يقول لكل من يعرفه " نحن حا نعمل انقلاب " وقال له رجل عجوز كان يعمل مدرسا وفصل للصالح العام " والله العلموا الأنقلابات كلهم شكلك دا . ما فيكم فايدا " وكان عبدو يقول له ضاحكا " أصبر يا ضكر البط أكان ما إعتقلتك وعذبتك يا أبو الكفار . " وما أن يغيب القمر حتى يقفز من الحائط بكل أبهته العسكرية وفي يده بندقية وحين يقف أمام الفراش يصيح بصوت كالفحيح " كركون سلاح " فتقوم المرأة وتحمل المرتبة وتغوص معه في الغرفة . عندما عاد كانت ( سعدية ) في شهرها السابع وكانت منهكة من هذا الحمل وفقدت وزنها وظهر الورم على ساقيها لأنها لا تتابع مع طبيب وفي مرة دخلت في غيبوبة فرشوها بالماء وقربوا من أنفها ( بصلة ) وبدأت تنزل منها إفرازات بيضاء متواصلة وأحيانا مخلوطة بدم ولكن العسكري المجنون كان يأتي كل ليلة حيث ينفق نهاره متكسبا أمام دكان ( ست النفر ) فيأكل ويشرب ويسكر بملابسه العسكرية ( للطيش ) ويقوم بعمل مارشات عسكرية للزبائن وأغان من تلك التي بقيت من حروب الجنوب ويصيح " نحن حا نعمل انقلاب . " كان متدربا أوليا ومنتميا لمليشيا سرية تحت طور التكوين يقودها أحد الإسلامويين ولكن بداخله ذاك الأفيون الذي دمر الكثير من الشعوب – الانقلابات- وفي مرة عاد وفي وجهه لحية جيدة وفي يده مسبحة فقالت له ست النفر وهي تضحك "دا شنو يا عبد الله ؟ " فقال لها دون أن تتوقف أصابعه من تحريك حبات المسبحة " أن قلت ليكم حا نعمل انقلاب وانتو ما دايرين تصدقوني . " وفي ليلة من تلك الليالي الهادئة التي تشعر فيها بأن الأمن مستتب إلى درجة أن تعلق قلائد الذهب في باب الشارع , انطلقت زخة رصاص عنيفة من داخل الغرفة واخترقت السقف إلى أن تطاير الفلنكوت , وأضاءت السماء لبعض الوقت وهنا صرخت هيفاء صرختها الأخيرة وجاء أخوها يجري من غرفته التي تقع في نهاية الدار حافيا وعندما كان اللص يقفز من الحائط وفي يده البندقية كانت تشير إليه وتقول " عبدو . عبدو" في تلك الليلة اعترفت بكل شيء , وأن ( عبدو ) هو الماكينة التي تفرخ الموت , وأنه والد كل الأطفال الذين قتلوا في المهد وليس زوج ( سعدية ) الأول الذي كان متهما طوال الوقت , واعترفت بكل شيء سوى أنها أيضا حامل من ( عبدو ) وتجمع ناس الحي على إثر إطلاق النار , وذهبوا توا وطرقوا باب جيرانهم ( ناس محمود ) ودخلوا وجلسوا في المقاعد وتحدثوا بكل شيء ونادوا ( عبدو ) الذي كان ما يزال بملابسه العسكرية وقالوا له " لو أنت عاوز البنت دي نحن بنزوجك ليها هسي . "ولكنه لف ودور, وادعى أن مصائب الدنيا كلها فوق رأسه , ثم جاء وقال " أنا ما عايزا . " وبعد ذاك ذهب إلى المعسكر وعندما عاد عرف أن سعدية توفيت قبل أن تنجب طفلها الأخير وظل يذهب لست النفر يوميا , ويقوم بعمل المارشات للزبائن والمارة , ويأكل , ويشرب , ويوزع لها الحشيش , وفي الليل يقفز الحائط لهيفاء , ويحذرها أن تبعد أصابعها من الزناد , وألا تفعل كأختها , حتى لا تنطلق الرصاصات مرة أخرى , ويستيقظ الناس , ويأتي من يقول له " البنتت دي أنت لو عاوزا نحن بنزوجك ليها هسي . " وفي مرة صاح بداخل الغرفة بكل صوته " نحن عاوزين نعمل انقلاب . " ثم ردد ذلك في وسط الحوش , ثم أتى بمكرفون , وصاح بكل ما في صدره من قوة , ولكن لم يستيقظ أحد , فقط كانت رائحة الحشيش تتسرب من الشبابيك , ورائحة الخمر تصعد إلى السماء . أقول : " إن المجتمعات التي تدعي ( التدين ) هي مجتمعات استبداد , وبداخلها ترتكب ( سرا ) أبشع أنواع الرذائل والجرائم , وما لم ينزع عنها ستار ( الدين ) الكثيف الدبق , وأستار ( التسلط ) المظلمة القاسية , فلا يمكن حل مشاكلها بسهولة, خاصة عندما تطل السلطة برأس ( الدين ) . لأنها حينما تطل بتلك الهيئة لابد أن تكون متحالفة مع الفساد والرذائل" [email protected]