(1) من أسوأ ما يمكن أن يفعله الأحياء للأموات هو أن ينبشوا حالة موتهم وأن يقللوا من تجربة سكراتهم الأخيرة , وأن يحاولوا دمج الطريق الطويل في قرص تقييم أو شهادة أو رفعة , إذ لا رفعة للميت سوى موته . ولكن الإخوان المسلمين الذين تذرعوا بكل سلم يرفعهم (...)
(1) من أسوأ ما يمكن أن يفعله الأحياء للأموات هو أن ينبشوا حالة موتهم وأن يقللوا من تجربة سكراتهم الأخيرة , وأن يحاولوا دمج الطريق الطويل في قرص تقييم أو شهادة أو رفعة , إذ لا رفعة للميت سوى موته . ولكن الإخوان المسلمين الذين تذرعوا بكل سلم يرفعهم (...)
بشرى الفاضل
البنت التي طارت عصافيرها
تفوز بجائزة كاين
قلب النص
قصة مزيج من الشعر بمدارسه الحديثة من صورية ورمزية ( سيمبوليزم ) وسرد يجنح إلى اللغة مفجرا ما تحتها من المعاني والانفعالات . قصة تقوم بتحييد الكاتب والقارئ معا لأنها لا تعتني بالوحدات (...)
( السياج البيولوجي )
منذ بداية علم الوراثة الحديث , عرفت أربع قوى تطورية كانت تجمل من الوجه العام للسلالات , وتطور من قواها وقدراتها وهي : الطفرة وهي تنتج أنماطا وراثية جديدة , وقلنا إن عملها وفاعليتها في العشائر السودانية ضئيل جدا , فعلى طول تاريخ (...)
الأجناس النقية كما يؤمن علماء الأجناس الآن غير موجودة , ويُعتقد أنها كانت موجودة في الأزمان الماضية , ولكن الاختلاط الجنسي , والهجرة , والغزوات , جعلت الصفات الجيدة تتفرق بين مجاميع أكبر على مر الدهور . و من الثابت الآن أن هناك اختلاط حدث في إنسان (...)
تأثير السلالات في الحضارة ثابت علميا , ولا ينكره أحد من العلماء , وهناك تفوق جنسي حدث في التاريخ يجب أن ننظر إليه بتفتح وعقلانية وتسامح , فالسلالات الألبية ذات الرأس المفلطح هي التي أسست الحضارة البابلية , وهجرة العناصر الدورية الألبية إلى اليونان (...)
نحن ندعي أن الصفات الوراثية الجيدة مازالت كامنة في أعماق السلالات التي تعيش في ربوع السودان . وأنها إلى الآن لم تجد الفرص المناسبة للتعبير عن نفسها حتى تكون ظهيرا للإبداع والابتكار والتجديد وقبول الاتجاهات الإنسانية السائدة بين السلالات العالمية (...)
ما يميز الأجناس في العالم الآن ليس الاختلافات الظاهرية في الشكل التشريحي واللون , وإن كانت هي مدار ما تدرسه علوم السلالات والأنثربولوجيا , وإنما أيضا درجة التقدم الحضاري , ومستوى المدنية , ولا تتمايز هذه الأجناس المختلفة التي قسمها العلم إلى (...)
في هذا المقال التوضيحي , والذي لم يخرج نهائيا عن خطة المقال السابق , فضح الكاتب نفسه بصورة أوضح من ذي قبل , لأن النقد والنقاد لمصطلحه ( الرعوية ) مهدوا له سبيل العمل وجهزوا له اتجاهاته فكان في موقف المدافع والمكرر لما سبق.
مازال الكاتب يقع في نفس (...)
وصول ما يسمى ( بالحركة الإسلامية ) للسلطة في السودان بزعامة المتآمر حسن الترابي بطرق غير ديمقراطية بل بانقلاب عسكري على الديمقراطية المدنية نفسها , وعلى صناديق الاقتراع , وعلى ا لتبادل السلمي للسلطة , وعلى الإرادة الجماهيرية التي يعتمد عليها في (...)
كان من ا لممكن فحص أفكار حسن الترابي حول الديمقراطية فحصا نظريا خالصا لو كان بعيدا عن إمكانية تطبيقها وممارستها , أي كان بعيدا عن السلطة مثله مثل الزعماء الراديكاليين الآخرين , ولكنه وصل إلى السلطة المطلقة , ولم يصل منتخبا , و لم يصل وحيدا , بل وصلت (...)
لا ننظر كما هو ظاهر لأفكار حسن الترابي مجردة من واقعات تحققها , بل ننظر إليها كما هي متحركة وفاعلة ومؤثرة في الواقع , فما من فكرة خطرت له إلا وحاول أن يطلقها من عقال النظريات لتتجسد في أرض التطبيق والممارسة , بل نحن نعتقد أن أفكاره ليست سوى مستخلصات (...)
كانت الأمة في ذهن حسن الترابي هي الأمة الفقهية الهلامية التي تحدثت عنها كتب المؤرخين , ووردت في الموروثات الثقافية الدينية , دون أن يسأل نفسه عن علاقة الأمة بالدولة , وعن القوميات بالدول التي نشأت في القرن العشرين . كان كجميع الإخوان المسلمين يوسع (...)
في صباح ممطر كان السحاب يزحف تحت أرجلنا والسماء تتموج خلف الأشجار حينما جاء ( سيدنا ) المكبل بقيود اعتقاداته الضيقة الموروثة .. وثيابه ملطخة بالوحل وهو يخوض في الغبار المبتل الذي أثارته البهائم بالأمس وحسبنا بدقة كما يفعل دائما .
واحد اثنان ثلاثة (...)
فشل الترابي كما عايشنا ورأينا وهو يملك كل جهاز الدولة وسطوتها التاريخية في أن يجعل من الشخصية السودانية أكثر روحانية . وأكثر اندماجا في الدولة ومعبرة عن نزعتها اللاهوتية . بل انحرفت الدولة ذاتها في نهاية المطاف من قاطرة تجر مجتمعا نحو المجتمع (...)
لم يكن الجهاد في الشريعة الإسلامية مقدما على الأمور الدنيوية والواجبات الشخصية على أهميته , فكان المدين مثلا لا يسمح له بالدخول في الجهاد دون موافقة الدائن , وكان بر الوالدين مقدما على الجهاد , فلا يسمح لأي شخص بالذهاب مع الحملات دون موافقة الأبوين (...)
استيقظتُ
أنا المسافر من حقول الماضي والسيادة
على طرف المجرة رست قافلتي
مطارد وخلفي عربات الهكسوس المدرعة
خلفي المخلوقات الغريبة منذ أشعياء النبي
فتحت عيني على ظلام النوم
فرأيت أحلامي الشيطانية تتبول وسط المراعي المقدسة
تجمعت كالشحاذين وسط (...)
الدولة التي أقامها الترابي بعد أن وقف حائرا أمام أبنية الدولة المدنية الحديثة المتطورة التي تتجاوب وتتناغم مع درجة التطور الاجتماعي وحاجاته كانت دولة مجردة مثالية تخففت من كثير من الأحمال الاجتماعية وكان من الواجب عليها أن تكون جزءا من المجتمع ومن (...)
من أغرب اتجاهاته التي تبناها في نظرية الدولة أنه تبنى وبعد عشرات من السنين من الحكم الفردي , والتجارب الدموية الفاشلة , نوعا من أنظمة الحكم تخلت عنها كثير من الشعوب , وكانت نتائجها إنفراط نسيج الوحدة بين شعوبها , وتقهقرها الاقتصادي , وتخلفها التقني (...)
حسن الترابي لم يكن مفكرا من الطراز الأول كما يتبادر إلى الكثيرين , بل كان مهرجا وتقليديا ومحدودا , ولولا مناصبه السياسية , وتقربه إلى العسكريين , وتواطؤه مع المخابرات الغربية التي أوكلت له التشويش على الشيوعيين في القرن الماضي , لما سمع به أحد (...)
دعيني أشبك يديك في يدي
أيتها الصغيرة كالبرعم
دعيني أقبل عطرك المرفرف فوق سطح الماء
وأسرح في واديك حول الجبال
وأمرح في جنائن سهادك الطويل
يا أحبتي
هل لي أن أقص عليكم
أخبار جنية الحقل المقطوع
إني أساهر وحيدا في السفح
آكل جذوع التراب
وأشرب كؤوس أوهامي (...)
حالة البشير , رئيس جمهورية السودان , حالة غير مسبوقة تاريخيا , وغير مسبوقة عالميا , ولا عهد لنا بها محليا , وأصبح مثله مثل فاطمة ( شاش ) , أوحسبو ( نسوان ) مثيرا للجدل , بل مثيرا للسخرية , بل مثيرا للغثيان . ويالعبث الأقدار , ويالتهكم الظروف بنا , (...)
المثير للانتباه , والداعي في نفس الوقت للتساؤل , ليس موت الملازم غسان , الذي يموت أمثاله في كل يوم , ولكن تلك الطريقة المفضوحة الساذجة التي لا تستحي , ولا تتورع , ولا تتخفى في التخلص منه . لقد انتظروا طويلا منذ أن تسربت حادثة الفساد الكبرى في مكتب (...)
قطعا لم يكن من الإخوان المسلمين الذين عملوا مرشدين لأجهزة المخابرات العالمية , ولكن عداوته الشديدة لهم التي أضمرت إحساسا بأهميتهم المستقبلية والمرحلية , واهتمامه الصريح بهم بنقدهم المتكرر مع أنهم كانوا أقلية , جعلاه أقرب ما يكون منهم بتسليطه الضوء (...)
شارلي أبيدو
هل هذا هو ثمن حرية الصحافة ؟ أن يموت القاتل ويموت المقتول ؟ كلاهما كان يعرف ما مصيره وماذا ينتظره . حققت شارلي أبيدو شهرة لا مثيل لها . ولكن هل حققت لنا حرية لا مثيل لها ؟
هل ثمن الحرية دائما الدماء ؟ الا يوجد ثمن آخر لحرية التعبير ندفعه (...)