تابعت كما تابع غيري خطاب البشير المرتقب وكم كان كارثيا خيب توقعات قطاع واسع من المواطنين ولم افهم ماذا يريد الرئيس ان يقول بالضبط؟ ان الالتباس كان واضحا منذ الصورة الاولى لنقل الحدث فالخطاب يخص الشأن السوداني الخالص فما معنى ان يكون هناك مدعويين اجانب؟ والخطاب موجه للامه السودانيه عامه فلماذا يحضره قاده العمل السياسي - للحق عواجيز العمل السياسي-؟ والخطاب قدم له باعتباره نقله في مجريات الشأن السياسي العام فلماذا يعقد في قاعه الصداقه؟ حيث المؤتمرات واللقاءات والمجاملات والضيافات وباختصار كل ماهو بروتوكولي وغير ذي جدوى؟ لماذا لم يلقي الرئيس خطابه من مكتبه؟ طالما ان كل المدعويين لن يحاورو ولن يناقشو ولن يعلقو وسيكونون تماما كطلاب جامعه طلبو لحضور محاضرة معينه ثم يتعين عليهم الانصراف دون نقاش؛ ثم لماذا يحدد الموعد في الثامنه والنصف مساء ويبدا الخطاب في التاسعه والثلث تقريبا؟ كم ضاع من زمن المواطنين في انتظار هذا الحشو والحشد الفارغ؟ ثم ان التوقيت في حد ذاته محبط اذ ما اللذي يعنيه ان يستمع المواطنون لهكذا احباط ثم يكون عليهم ان يحملو احباطهم في الصدور حتى اليوم التالي كي يستطيع احدهم ان يناقش او يفضفض مع صديق حول الهم الذي اعتقدنا لوهله اننا امام شمعه صغيرة قد تنير ماتحت اقدامنا لنتبين بعدها اي طريق؟ ثم من هذا الذي كتب للرئيس هذا الكلام الممجوج والمعاد والفارغ من كل مضمون ومن كل محتوى والعام الموغل في العموميات حد الملل؟؟ ولماذا لم يجد الرئيس اي زمن ليقرأ الخطاب قبل ان يلقيه على الناس وامام الشاشات؟ وقد بان الارتباك والاخطاء الهجائية في قراءة ماكتب له فهل يستكثر علينا ان يقرأ لنفسه قبل ان يقرأ لنا؟ لقد ظلم الرئيس من كتب هذا الخطاب بهذه اللغه وهذا المضمون في هذه الظروف وهو يعرض رأس الدوله لكل سخريات المواطنين. ثم كيف للرئيس ان يلقي خطابا اعلنه للأمه ودعا له شخوص السياسيين المعارضين ثم ماطفق ان حدثنا عن حزبه واعضائه ورؤاهم؟؟ الم يستشعر الحرج في ان يحول خطابا عنوانه كذاك لكلام من هذه الشاكله؟ وبصراحه لا يحق لي ان استغرب عدم استشعار الرئيس للحرج فالرجل بعد خمسة وعشرين عاما لم يجد حرجا في ان يدعو ويتعاون ويضع يده ويطلب رضا من قام بالانقلاب عليه؟؟!! ولا اجدني في درجه اعلى من الاستغراب في ذلك الا استغرابي من قبول ذلك الرجل المقلوب عليه واللذي نزعت منه الشرعيه ان يتواجد بكل طيب خاطر في ذات القاعه امام الرجل الذي وجد المبرر الكافي لينزع منه بالسلاح السلطه التي جاءته بالانتخاب وعجبي!! بل اكثر من هذا ان ابنه مساعد للرئيس؟ هذا مشهد غير موجود ولاحتى في روايات شكسبير لكن الرئيس مظلوم؛ مظلوم لانه جلس على كرسي لم يخطط له وانما وضع فيه لاسباب معينه وبتصورات معينه؛ ومظلوم لانه جلس ربع قرن من الزمان ولم يفتح الله على بصيرته بتعلم اي شئ سوى المراوغه وكيفيه الحفاظ على كرسيه؛ ومظلوم لان معاونيه جهال لايعرفون ولايقرؤون الواقع السياسي وليس لديهم قدرة على الرؤيه خارج دائرة المحافظة على الكراسي وتحقيق المنافع الشخصيه؛ ومظلوم لانه لايعرف الكثير عن السلطه ولا عن القياده ورغما عن ذلك تواجد في سدتها؛ومظلوم لان منظومه التصورات التي غطت اذنيه طوال ربع قرن صورت له رعايته للدين والعقيده وكل تلك الخطرفات التي احمد الله انه لم يذكر اي منها في خطابه الاخير. والظلم لايعفي من المسؤوليه والجهل مبرر سلوكي للجاهل لكنه ليس مبرر قانوني ولا سياسي اتمنى من السيد الرئيس ان يعلم ان كل من كانو متواجدين امامه في القاعه اليوم هم من شخوص الماضي ولاعلاقه لهم بالحاضر ولو كانو احياء فيه ولا علاقه لهم بالمستقبل ولو طلبو المشاركة في صياغته وليس لهم اوزان الا داخل دوائر ضيقه ومحصورة واتمنى من السيد الرئيس ان يدرك ان من كانو امامه في القاعه هم مجتمعين وهو ايضا من تسبب في ايصال حال بلادنا لماهو عليه فلا تتكرمو علينا باقتراحات حلول كنتم انتم سبب كل الاشكالات ونصيحه للاخ الرئيس ولا اعتقد ان الزمن سيسعفه للاستفادة منها لكن رجاء لا تخاطب الناس لمده تزيد عن سبعه دقائق واعلم انك ان تجاوزتها فانت تكرر في كلام فارغ المضمون واي خطاب لك - لو قدر لك ان تخاطب- احصره في هذه الدقائق لكي تقول مفيدا والا فاصمت. [email protected]