البشير خاطب المجتمعين بصفته رئيس المؤتمر الوطنى! وكان من الافضل ان يخاطبه كرئيس جمهورية ويكون فيه قرارات مصيرية حقيقة وليس انشاء! الخطاب فضفاض وانشائى وامنياتى ولم يعالج لب المشكلة بنقاط عملية واضحة لا لبس فيها! كأن يعترف اولا بفشل الحلول الجزئية والثنائية والاخطاء التى وقعت فيها الانقاذ! ان يقترح عمل حكومة قومية لها برنامج واضح تشرف على مؤتمر قومى دستورى واطلاق حرية الصحافة وحرية العمل السياسى وان يكون هناك وقف مؤقت لاطلاق النار تلتزم به الحكومة والحركات المسلحة وتكون الحركات المسلحة وفدها للمؤتمر كل حركة على حدة او وفد يمثلهم جميعاوطبعا مشاركة كل القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدنى وحتى الافراد المستقلين ويستعان بكل من لديه فكر او خبرة او تجربة فى هذا الشان وفى اثناء المؤتمر طبعا لا عدائيات او حروب وتكون الاجهزة الامنية من جيش وشرطة واستخبارات مؤمنة وحامية لهذا المؤتمر وتكون قومية ومحايدة لا تخضع لحزب او فرد بل تخضع للقانون فقط وتطبقه وبعد انتهاء المؤتمر لاتفاق الحد الادنى لكيف يحكم او يدار السودان يمكن للحكومة القومية ان تشرف على الانتخابات الخ الخ ولابد من التنازلات من هنا وهناك لانه لا يمكن لاى حزب او حركة او جماعة ان تتحصل على كل ما تريد دون مراعاة ما يريده الآخرون وكما ذكرت اتفاق الحد الادنى بين جميع مكونات الوطن! وخطاب البشير كا من الممكن ان يكون قصيرا وذو خطوط عريضة كما ذكرت وهى حكومة قومية ومؤتمر قومى دستورى يحدد له تارخ تقريبى واطلاق الحريات الاعلامية والسياسية والشرطة والقضاء موجودان لحفظ الامن والنظام وتطبيق القانون وليس الخوض فى التفاصيل المملة والتى هى من شأن المؤتمر القومى الدستورى!والبشير امس ما فضل ليه الا ان يخوض فى الاصلاح الرياضى! بعد المؤتمر الدستورى والخروج بالاتفاق على كل شىء بالتراضى والوفاق الوطنى وطبعا اجهزة الامن جميعها من جيش وشرطة واستخبارات وسجون الخ الخ كلها تكون قومية وتخضع للمؤسسات والدستور والقانون تعمل من اجل الامن والسلم القومى وبعد التراضى والاتفاق اى مخلوق او حزب او جماعة ترفع السلاح فى وجه الدولة لا تلوم الا نفسها ويتعامل معها بالقانون لان كل شىء متاح حريات وفصل سلطات وسيادة قانون الخ الخ الخ! خطاب البشير لم يات بجديد ولم يحسم قضية الحرب والسلام فى السودان ولو اقترح ما ذكرته فى اعلا المقال لما رفض احد من المعارضة مسلحة او سلمية لان استقرار الوطن وسلامته من خلال التراضى والوفاق القومى وبنقاش حر اهم من اى فرد او حزب او جماعة! ومقولة ان تصل متاخرا خير من ان لاتصل ابدا غير صحيحة على اطلاقها فى القضايا المصيرية لان التاخر ثمنه كبير وضخم يدفع الجميع ثمنه والانقاذ تاخرت ربع قرن كامل والمشاكل لم تعد بسيطة كما فى السابق بل عقدتها وكبرتها بعنادها ورؤيتها الآحادية وتجزئتها للحلول بدلا من حل المشكلة بحزمة قومية شاملة ليتراضى ويتوافق الجميع لكيف يحكم الوطن حتى تكون خلافاتنا سلمية فى الداخل ومن ثم يهابنا الجميع فى الخارج ووالله الحل فى الداخل وانشاء الله تحت راكوبة وليس فى واشنطن او كينيا او ابوجا او القاهرة او اديس ابابا!! مالكم كيف تحكمون يا ناس الانقاذ او الحركة الاسلاموية؟ الا يكون عندكم مشروع غير سودانى وده موضوعه تانى! او تكونوا تريدون من الجميع الاانخراط فى فكركم وبرنامجكم الذى لا نطالبكم بالتخلى عنه ولكن لا تتوقعوا من الجميع الانخراط فيه وبالمناسبة ثبت وبالبيان بالعمل خلال 25 سنة عدم صلاحه بل مزق الوطن شذر مذر وده برضه موضوع تانى!! او تكونوا خايفين من دولة الحريات والقانون وتريدون ضمان لعدم المساءلة والمحاسبة وده برضه موضوعه تانى!! الحل هو سهل ممتنع وغير معقد اذا كانت المصلحة الوطنية العليا هى القصد وما بيخاف من الحريات والقانون الا الحزب او الحكومة او النظام الارتكب جرايم وفساد مالى وادارى الاخطاء السياسية يمكن التسامح فيها الا الجرايم او الفساد المالى!! السودان فوق الجميع ولا كبير على القانون!1 حكومة قومية ومؤتمر جامع للوفاق والتراضى الوطنى وحيادية اجهزة الدولة مدنية او امنية او الحرب وعدم الامن او الطوفان وضياع الوطن والتدخل الاجنبى او الدولى والحل بايدى السودانيين ولا بايدى خواجات او عرب او افارقة! فى الحقيقة الانقاذ لم تتاخر فى حل المشكلة قوميا بل هى عطلت المؤتمر القومى الدستورى بانقلابها على الديمقراطية فى 30 يونيو 1989 الكان مزمع انعقاده فى سبتمبر 1989 وباشراف حكومة الوحدة الوطنية التى تشكلت فى القصر وقاطعتها الجبهة الاسلامية وطيلة 25 سنة لم تصلح هذا الخطأ التاريخى ولا حتى فى خطاب البشير بالامس! [email protected]