بسم الله الرحمن الرحيم.. You can't give what you don't have دعت القوات المسلحة يوم 28 يناير 2014 لإعلان وقف إطلاق النار فوراً في ولاية جنوب كردفان بموافقة الحكومة والمتمردين . وطالب مفتش عام القوات المسلحة الفريق أول ركن محمد جرهام عمر خلال لقاء تفاكري لقيادات ولاية جنوب كردفان بالبرلمان بإعلان وقف العدائيات بموافقة الطرفين ى، وشدد على أن الأمر يعد الخطوة الأولى لجلب السلام . أولاً/ يجب أن نذكر الجميع هنا ، أن الفريق أول ركن محمد جراهام عمر " نوباوي " من قبيلة الكواليب ، ويشغل منصب مفتش عام القوات المسلحة السودانية –أي أنه مسئول عن كل الأسلحة والمعدات العسكرية التي تدخل السودان ومنها إلى مناطق العمليات التي يخوض فيها النظام السوداني قتاله ضد الحركات المسلحة . وبهذا المعنى ، نستطيع القول أن الفريق محمد جرهام عمر يعرف كل الأسلحة –روسية كانت أو إيرانية ، وعلى كل الصواريخ والقنابل التي استخدمت ضد الشعب النوبي منذ يونيو عام 2011 بغرض القضاء على الشعب النوبي العظيم وطمس هويته الثقافية واللغوية والإثنية . إذن الفريق جراهام كان يعلم علم اليقين أن النظام الذي يسانده ويؤيده ، كان وما زال يقتل أهله ، ليس لشيء ، فقط ، لأنهم طالبوا بحقوقهم المشروعة التي تكفلها لهم الديانات وتقرها المواثيق والقوانين الدولية ...وإنه من الوقاحة وقلة الأدب أن يطالب الآن بوقف إطلاق النار وحكومته قتلت فيما لا يقل عن ثلاثين ألف مواطن نوباوي حسب تقديرات منظمات حقوق الإنسان الإقليمية والدولية منذ بداية الصراع !. الفريق جراهام محمد عمر لا يملك قرار نفسه ، ناهيك عن إمتلاك قرار يتعارض مع القرارات التي يصدرها رئيسهم عمر البشير المغلقة للطرق وأبواب الحل السياسي الشامل لكل السودان . وعلى الفريق جراهام أن يجيب على هذه الأسئلة بصدق قبل أن يطالب الآخرين بوقف اطلاق النار : من الذي رفض اتفاق مالك عقار ونافع علي نافع ! من الذي ينادي بالحل الأمني في المنطقتين ! من الذي يريد أن يلغي كل أطياف ومكونات المجتمع السوداني ! من الذي يرفض تطعيم الأطفال وايصال الغذاء للمتضررين في مناطق الحرب ! من الذي يقصف النوبة في كراكيرهم وملاجئهم بشكل يومي ، رغم الإدانات الدولية! هذه هي بعضاً من الأسئلة التي كان يجب على الفريق محمد جراهام عمر طرحها ، ثم الإجابة عليها قبل أن يطالب الجيش الشعبي بوقف اطلاق النار التي وافق عليها الأخير أكثر من مرة ، وموقفه وأضح وهو في طريقه للتفاوض في الخامس من فبراير القادم فالأولوية عنده هو مناقشة الوضع الإنساني قبل الدخول في أي قضايا سياسية وأمنية ، فإذا كان المؤتمر الوطنى جاداً فعليه القبول بوقف العدائيات للإغراض الإنسانية وليس إطلاق تصريحات جوفاء لتضليل الشعب السوداني . الحركة الشعبية لتحرير السودان لا ترفض الجلوس على طاولة الحوار إطلاقاً مع نظام البشير، ليس هذا هو المشكلة ، إنما المشكلة في الشخص الذي يطالب بالحوار وبوقف اطلاق النار . انه الفريق جرهام ، وهو شخص عاجز وضعيف ولا يملك حتى أمر نفسه ولا حول له ولا قوة . هو في الواقع لا يمتلك مقومات تنفيذه ، فهو مثل ذلك القائد الإداري الذي يعطي وعودا للعاملين تحت إمرته الإدارية وهو لا يمتلك الصلاحيات والسلطة في تنفيذها. والسؤال ما الجدوى من مثل هذه البالونات الإنقاذية ، طالما الفريق جراهام يفتقر للسلطة والصلاحيات المرتبطة بمنصبه الوظيفي ؟ . ومع فوضى الأفكار والآراء والاطروحات التي يعيشها نظام البشير هذه الأيام ...هناك فوضى مقابلة يعيشها بعض أبناء النوبة جراء دعوة الفريق جراهام دون التوقف عندها طويلا . طبعا من حق أي نوباوي أن يبدي وجهة نظره ويعبر عن رأيه دون تقييد ، ولكن المشكلة تكمن في القبول السريع لبعضهم لمثل هذه الدعوات التي يطلقها أهل الإنقاذ من وقت لآخر . هؤلاء النوبة لا يقيمون وزنا لوعيهم أو المبادئ العامة المتعارف عليها أو حتى الحقائق الواضحة على الأرض فكل اهتمامهم ينصب على الدفاع عن النقطة التي وضعوا فيها أنفسهم حتى لو اكتشفوا أنهم يقفون في المكان الخطأ . كيف نقبل دعوة نظام الإبادة الجماعية للحوار وقد كشف كونسورتيوم السودان – تحالف يضم اكثر من 40 منظمة مجتمع مدنى دولية وأفريقية تعمل من أجل السودان ، مؤخرا بأن الحكومة السودانية تمارس سياسة الأرض المحروقة فى جنوب كردفان والنيل الازرق بغرض تهجير وتدمير السكان المدنيين في المجتمعات التي خرج منها مقاتلو المعارضة ، وأن أكبر عمليات القصف في تاريخ الحرب وقعت فى الشهرين الاخيرين من عام 2013 ؟. ان موقف الحركة الشعبية لتحرير السودان واضح من الحرب التي مضى عليها أكثر من عامين في المنطقتين –جبال النوبة والنيل الأزرق ، فالأولوية عندها كانت وما زالت ، هي مناقشة الوضع الإنساني قبل الدخول في أي قضايا سياسية وأمنية ، فإذا كان المؤتمر الوطنى جاداً فعليه القبول بوقف العدائيات للأغراض الإنسانية وترك إطلاق تصريحات لا تخدم الحل الشامل والعادل لكل الشعوب السودانية . والسلام عليكم...