ان مانسمعه هذه الايام من منسوبي الحكومة ممثلة في المؤتمر الوطني والاحزاب المنضوية تحته بانهم سيتيحون الحريات لبقية الكومبارس من الاحزاب في محاولة لاحتواء التململ الجماهيري ..ونحن حقيقة نشكك في هذا !! والحرية ياسادتي ليست هدية بل حق اصيل فمتلما للمؤتمر الوطني الحق في التعبير عن رأيه كحكومة ونظام حاكم فان لنا كل الحق في ابداء راينا فيه وفي الاوضاع التي اوردنا اليها كما لا يحق له مصادرة اراءنا ..الفقهاء ((الحقيقيون)) يقرون بان الاصل في الانسان الحرية بمعنى انها ليست من الحقوق المكتسبة حتى يعطيها نظام حاكم او اي شخص لآخر او يسلبها منه فقط لاختلاف الرأي ففي رايي الانسان حر باصل خلقته سواء اقر النظام الحاكم او لا ومن اميز صفاتنا كبشر حريتنا وهي ليست مجرد حق تمنون علينا به ، بل هي واجب يحاسب عليه الاسلام في التفريط فيه او مثل تفاعسنا عن ادائها وكل انسان حر في معتقداته وفكره وسلوكه وقناعاته مالم يتجاوز حقوق الآخرين او يؤدي الى الفوضى .مع العلم بان خروج الناس الى الشارع واثارة الفوضى من البعض "كما يحلو لكم نعتهم" ماكان ذلك الا لعدم تقبلكم الرأي الآخر او اراء الآخرين من خلال التجارب لثلاثون عاماً من الكبت والتنكيل لذا وجب انتزاع الحرية من هيمنة الفردية. ان الحرية لا تتجزأ فهي عامة وشاملة لكل الشعب ولكل الحريات فالحرية الدينية او اتباع اي تنظيم ديني او اعتناق فكرة قد كفله الاسلام الذي تتحدثون باسمه ، لقد احترم الاسلام والمسلمون اصحاب النحل والملل الآخرى فلا تتعرض معابدهم او شعائرهم او حرياتهم الى التدمير او الكبت انطلاقاً من ان الله خلق الناساحراراً فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ..ان سنة الله قائمة على التعددية لا الاحادية الديكتاتورية الانفرادية الجماعية واي الغاء للرأي الآخر او مصادرته او كبته وقمعه الغاء للتطور وتجميد للحياة ومزيد من المشاكل والتعقيدات والحروب كما يحدث الآن واقعاً نعاني منه كشعب نتيجة اخطاء وتجريب سياسات فشلت في العصور الوسطى فولدت الثورات التي اطاحت بها وما نحن ببعيدين عن قيامها. ان السودان كوطن متعدد الثقافات والمجموعات والقبائل واللغات والقوميات والاديان يمر الان بازمات التشتت والانقسامات والتحول لمجموعات قبلية متناحرة متحاربة لسيادة العقل الاقصائي في الحياة العامة والخاصة بدلاً ان تكون من اوسع ابواب قوتنا لا ن مجموعها اذا تم توظيفه من خلال القبول للاراء لوصلنا لمصاف الدول ذوات الاقتصادات القوية وما ذلك الابفضل عقول ابنائها.. وختاماً اذكر نفسي واياكم بقوله تعالى(ومن آياته خلق السموات والأرض ، واختلاف ألسنتكم وألوانكم ) ومن ذلك ان المؤتمر الوطني او الحركة الاسلامية اذا كانوا يسعون لاخضاع الشعب كله لنظام واحد او فكر واحد او حتى حزب واحد يعملون ضد ارادة الله ومشيئته في الاختلاف والتنوع والتعدد .. نسأل الله ان يغير حالنا ويولي خيارنا وما التوفيق الابالله شريف محمد احمد [email protected]