رعاية الجالية امر عسير وهذا هو صلب موضوعنا لأنه يعتمد في جزء كبير منه على إمكانيات البعثه الدوبلماسية ومدى ثقافتها و ولائها للوطن وليس للحزب وفهمها خصوصيات و حقوق أبناء الجالية في سبيل الحفاظ على روح الوطنية و أواصر العلاقة والولاء بينهم وهذا العمل يتطلب من شخصية السفير إضافة إلى الكارزيما واللباقة يجب أن يتحلى برزانة و وعي و ثقافة ومعرفة في شؤون الجالية وهذه صنعة تصقلها الخبرة وتراكم التجربة، إضافة إلى الموهبة في امتلاك ناصية البيان والتفكير والشفافية من اجل الوصول إلى المبتغى بعيدا عن التحيز لطرف على حساب طرف آخر ومساندة فئة دون أخرى من خلال حياكة مؤامرات (معارضة) من اجل مصالح شخصية أو فئوية والتي تؤدي غالبا إلى خلق حالة من التشتت و التباغض والتنافر والخصام والضعف كما الحاصل بين أبناء الجالية السودانية بالرياض !!!! حيث إن فن الدبلوماسية ومن أولوياتها هي (الصداقة وحسن العلاقة) والشخص الذي يفشل في الحفاظ على هذا الأساس بين أبناء وطنه كيف له أن ينجح مع الآخرين من قوميات غير سودانية مختلفة؟ يجب على الدبلوماسي ومن خلال إمكانياته و تجربته الثرّة في العمل الدبلوماسي أن يكون بمثابة الأب في المساواة بين أبنائه وان يكون ذو رجاحة في العقل والقرارات لكسب محبة أبناء بلده قبل كل شي حتى المعارضين للنظام الذي يمثله السفير فمن واجبه الديمقراطي أن يوفر لهم حيزاً من الحرية و يجب أن يتمتعوا بالاحترام والمساواة لانهم اولاً واخير أبناء الوطن ولهم نفس الحقوق التي يتمتع بها السفير أو المؤيد لحكومته او حزبه ً!!! السفير الذي يمثل دولة في الساحة الدولية يجب أن يكون حيادى فى خدمة جاليته . لكي ينجح في عمله كسفير و العمل في ضوء العلانية ومتابعة وسائل الإعلام المختلفة والكيانات والروابط الاجتماعية والرياضية وما يفرزه الرأي العام، وهذا يتطلب المتابعه واليقظة في زمن ثورة الاتصالات والمعلومات وان الاتجاه الانعزالي واحتواء اشخاص بعينهم دون ابناء الجالية البسطاء هذا ماوسع رقعة الخلاف والبغضاء بين ابناء الجالية !!! فالذي يفشل في الدبلوماسية الشعبية لا يستطيع الصمود طويلاً أمام تطورات سياسية في الساحتين الوطنية والدولية ،ومن مظاهر الديمقراطية هو الاهتمام بالرأي والراى الآخر والراى العام وقنواته ، حيث ان الفرد الذي هو المكون والمنتج الأول للرأي العام في المجتمع من حقه أن يطالب بالشفافية و المساواة فى الحقوق حتى وان كانت الحكومة التي يمثلها السفير تعاني من التفرقه بين الفرد داخل السودان أم خارجه !!! أن ما هو مطلوب من السفراء السودان هو الشفافية والوضوح التام والحفاظ على حقوق المواطنين السودانيين ودراسة أوضاعهم و تكوينهم الاجتماعي و العمل من اجل توحيدهم وتشجيع أواصر المحبة والألفة بينهم و الدفاع عن حقوقهم !!ومطالبة الجهات الحكومية في بلدان الإقامة والوطن بتلبية احتياجاتهم ودعم أنشطتهم الثقافية والاجتماعية واهم من كل هذا هو المساواة بين أبناء الجالية بكل مكوناتهم واتجاهاتهم وجمعياتهم ومؤسساتهم، باعتبارهم امتداد لمجتمعنا السودانى وجسر ثقافي وحضاري يربط السودان بمختلف بلدان الإقامة وفقا للتطورات الحاصلة في التركيبة الاجتماعية والديمغرافية والمهنيّة للجالية. وهذا اقل ما يمكن للسفير السودانى أن يقدمه لابناء الوطن المغتربين !!!! لعل أحد أهم واجبات البعثات الديبلوماسية والسفارات والقنصليات و الممثليات هي مهمّة الدفاع عن مصالح أفراد الجالية، وحماية حرمتهم و حرّيتهم وحقوقهم الأساسيّة وعلى الخارجية السودانية والسفراء أن يحرصوا على ذلك و العناية المباشرة بالحالات الفردية، حتى يشعر كل مواطن سودانى أنه دوما عزيزا في ظلّ راية الوطن وتحت رعايته و.يجب أن يكون من أولويات السفراء الاهتمام بما يعزّز روح المواطنة وضمان استمرارية العلاقة بين الوطن والأجيال المتعاقبة المقيمة في الخارج ويستدعي ذلك تعريف شبابنا في المهجر بخلفية ثقافتنا وحضارتنا ودعّم وتأسيس روابط ثقافية واجتماعية بتعليم أبناء السودان بالخارج وتشجيع أولياء أمورهم على تجذير هويتهم السودانية الأصلية إضافة إلى دعم النشاطات الاجتماعية والثقافية لابناء الجالية. وبما إن الأجيال الناشئة تمثل نسبة هامة من أفراد جاليتنا.فقد خلقت حالة الإهمال لدى البعثات الدوبلماسية حالة خطيرة من ضياع الجيل الجديد في ثقافة بعيدة كل البعد عن ثقافتنا وهذا ما يدعوا الحكومة السودانية و صناع القرار في الخرطوم خصوصا الخارجية السودانية إلى التدخل السريع ومعالجة هذا الآمر ومراجعة قائمة أعمال السفراء والبعثات الدبلوماسية وسماع آراء أبناء الجالية حول أداء البعثات الدبلوماسية في ما يخص شؤون رعايتهم واخذ آرائهم بعين الاعتبار في سبيل وضع برامج ناجحة و كفيلة بتحقيق التواصل بين السودان وأبنائها على المدى والطويل. إن تجذير الهوية السودانية لهذه الأجيال يجب أن يكون من الثوابت الرئيسية لدى الحكومة السودانية او من يمثلها في الخارج ، سواء من خلال البرامج الخاصة بهذا الجانب أو من خلال الفضاءات الثقافية والاجتماعية ورصد الإمكانيات المادية و الكوادر في المدن التي تقيم بها أعداد كبيرة من أفراد الجالية. أن القاعدة الأساسية في حل المشاكل هي الشفافية والوضوح التام في الحوار الوطني.... ولكي يتم وضع النقاط على الأحرف يجب ذكر أوضاع الجالية من كافة النواحي : -1- المعيشية 2- الاجتماعية 3- والعملية 4- والعلمية أعني الكوادر والمتخصصين والمهنيين 5- ومستوياتهم في البيئات التي يتواجدون فيها 6- ومدى انخراطهم في المجتمعات التي يعيشون فيها 7- ومدى تقبل تلك المجتمعات لهم وانخراطهم مع جالياتنا. وفي الحقيقة.... أوضاعنا لا تسر مطلقاً بدون استثناء .... ونحن عندما نقول ذلك نعتصر حسرة وألماً... لأن ذلك هو الواقع والواقع يفرض علينا نفسه..... ولا ينفع الزيف.ولا يتغير وضع جاليتنا ما لم نعرف إلى أي حد آلت إليه وهذا لايتم الا بقيام جالية موحدة تضم كل الوان الطيف تحت رعاية السفارات السودانية بالخارج وخاصة السفارة السودانية بالرياض حيث يعانى فيها المقيم الامرين . بين كتلتين متصارعتين الاخرى تحت ظل النظام والاخرى تسمى نفسها المعارضة ..والمواطن البسيط الذى لايعرف لغة السياسة هو الضائع !!!!! بكل بساطة إن السفارات السودانية والمسؤولين عن رعاية شؤون الجالية هم سبب رئيس في تشتت جاليتنا في الخارج لأن سفاراتنا في الخارج تحولت إلى شركات همها الأكبر المردود المالي .. بدون النظر لحالة المغترب السودانى البسيط الذى يكافح من اجل لقمة العيش !! أن السفارة السودانية إذا كانت حقا سفارة تمثل بلداً مثل السودان يجب أن تتضمن ملحقيات تعنى بالشؤون السياسية والثقافية و شؤون رعاية الجالية، و شؤون الاقتصاد والتجارة، وشؤون الإعلام والثقافة، و شؤون الإدارة والشؤون الاجتماعية. فأين هي تلك الملحقيات في سفارتنا في الرياض !!؟؟. إن السفارة هي الجهة المخولة في حفظ مكانة الجالية ومكانة المواطن وحماية حقوقه خارج الدولة.... فهل سفاراتنا في الخارج تمارس أدنى واجب منوط بها ؟؟؟. ياسر عمر (حنفورة) الرياض .. المملكة العربية السعودية [email protected]