يبدو ان الفخ الدي نصبه النظام ليطيل من عمره من المكروالدهاء بمكان بحيث يستغرق طاقات النخب في جدال بيزنطي عن خروج البيض من الدجاجة ام الدجاجة من البيض. وفي الواقع فانني ومنذ ان سعدت بقراءة كتاب المهندس عبد الجبارمحمود دوسة الذي استعير منه جزء من العنوان اعلاه( دارفور وازمة الدولة في السودان ) وانا اتردد لنشر بعض مآخد حول الكتاب وذلك لئلا ينزلق في معادلات النفي ونفي النفي اوالنفي المضاد بل حتي لا اساهم في معترك انصرافي يريدنا النظام ان نستنفد طاقاتنا فيه اما وان الحكاية الي جانب المناضل العنيد والمهندس المرموق دوسة جابت ليها شاعر عظيم في قامة فضيلي فلا والله لا نتركن لصوص الانقاذ يهنئون لحظة بشماتة علي قوي الخير اذهبوا ببترول ابيي ومشروع الرنك وبثروات الغابه المتنوعة ولكن لن تسلبونا فرانسيس دينق وابداعاته ولا اختي استيلا واشراقاتها ولا مجد منوت بول الرياضي العالمي رحمه الله ولاتراث الداخليات ومدارس الكمبوني ولا اصدقائي مايكل اقاي و شان اقويك شول ولامحاولاتي في تعليمهم مبادئ اللغة النوبية او تعليمهم اياي بعض امثال بلغات سودانية يجيدونها ودعوني لا تجرفني غصة العاطفة والنشيج المكتوم ولنتحدث حديث القلب والعقل معا بدا المهندس دوسة كتابه بمرارة تاريخية استدع فيها بعض تداعيات الثورة المهدية وقال في مامعناه ان اولاد البحرقد رفضوا ربما استنكفوا تنصيب الخليفةعبد الله التعايشي كخليفة للامام المهدي ويقصد انهم رفضوه من حيث المبدا لانه غرباوي ولانه تعايشي ويتجاوز دوسة في ثورة غضبه ومسلماته التاريخية التي لم يمحصها الجانب المشرق لا من التاريخ بل من سرده هو نفسه ولم يسال نفسه سؤالا الم يكن المهدي نفسه من اولاد البحر بل الم يكن القائد عبد الرحمن النجومي من ابناء البحر ؟ النجومي الذ ي جعل نفسه طوع الدولة والثورة والفكرة تحت قيادة التعايشي حتي انه لم ينتصر للذات الفانية عندما استدعاه الخليفة بوشاية الوشاة ووبخه امام جمع وهو القائد المغوار والفارس الفدائي وبخه التعايشي بمقولته الشهيرة(انت ماك هين ياود النجومي لكنك هوين) لم ينتصر للذات ولم يخرج علي الدوله ولم يسع لتقويض الثورة وكان ذلك عليه يسيرا بل بزل نفسه في معركة توشكي بثبات اسطوري حتي خلدته الاغنيات الشعبية حتي يومنا هذا (مابخاف في المخاضة) وما كانت توشكي الا بوابة لكرري وامد بيكرات التي شهدبها العدو حيث قال ونستون تشرشل في كتابه خاتما وصف المعارك( لقد انتصرنا ولكن لم نهزمهم) ان الصراع السياسي يامهندس دوسة هو صراع حول السلطة يصطف فيه من يصطف هنا اوهناك حسب المصالح الشخصية والنفس الامارة بالسوء وفي سبيل ذلك يبيع الطامح الي السلطة امه وابيه وصاحبته وبنيه ولكن مالفت نظري في كتاب دوسة وتخيلوا معي كتاب تجاوز الاربعمائة صفحة(464صفحةتحديدا) يتحدث فيهاعن ازمة الدولة في دارفور ولم يذكر مثالب بعض ابناء قبيلته وهي واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار هذا رغم انه رمي بكل منقصة من طاله قلمه وانا ااسف عندما اضع هذا القول علي بلاطة لان بعض الجراح لابد من تنظيفها وكما قال الشاعر:( اذا مالجرح رم علي صديد تبين فيه اهمال الطبيب) لم يذكر دوسة ولو بربع كلمة الاستاذ حسن برقو القيادي بالمؤتمرالوطني وهو بن قبيلته مع ان للمذكورادوارلصالح النظام ورد اسمه في كتب اخر لصحفيين غربييين* لم يتحدث عنه مجاملة حذرا اهمالا الله وحده يعلم وربما الباشمهندس ايضا يعرف السبب وهاك مثال آخر قبل ان يجف مداد حسن برقو وتخيلوا معي يتحدث عن العدالة ولم يذكر ولو باقل من نصف كلمة وزير العدل (بشارة دوسة) الذي هو ليس من ابناء القبيلة فحسب بل ربما حسب الظاهر من الاسم من خشم البيت نفسه وذكرت فقط هذ ين الاسمين لان من يتصدي للتاريخ والشان العام ينبغي ان يتحلي بالموضوعية دون مجاملة او محاباة وهذا هو الجهاد الاكبر جهاد النفس واقول هذا لاحاكم دوسة بقاعدة ظل يرددها طوال الكتاب عن نفي القبلية عن حركة العدل والمساواة وحركة تحريرالسودان وسوء التفاهم بين مني وعبدالواحد وتداعيات مؤتمر حسكنيتة وهنا اقول بكل امانة ان الباشمهندس كان موفقا عندما انتهي الي ان الامر كان به اختراق استخباراتي من قبل النظام حيث لعب علي وتر القبلية لتشتيت الثوار, ولكن نعود علي ذي بدء واقول للمهندس دوسة ان نظام الانقاذ من ثبت اركانه اذا مااخدنا بتصنيفه هم اولاد الغرب لا اولاد البحر. والحساب ولد اذاماتحدثناعن مفاصل الدولة الامنية والعسكرية والدفاع الشعبي ولا ابرئ اولاد البحر ولكني هنا اتابع منطق المهندس دوسة وبتبسيط شديد بعيدا عن حزلقات المثقفاتية ومزالق القلم في المسح علي الجبيرة , ولعل معظم المرارات التي يولدها الطغيان ضد الطغاة لايميز الموتور او الغاضب مايقوله بميزان الذهب بل قد يصيب البعض منه بعض الرزاز بجهالة فليعذر بعضنا البعض واعود للتعايشي كخليفة للمهدي فانه قد ارتكب بعض الاخطاء في سبيل تثبيت اركان الدوله يحاكم فيه بمعايير زمانه ومكانه من مؤامرات خارجية واطماع داخلية ومع ذلك فان ماخلفه ادب الاحتجاج السياسي من اولاد البحر لم يتجاوز نقد الخطاب السياسي الي شخص الخليفة اوقبيلته ومثالامن الادب نذكر قصيدة الحاردلوالتي يينتقد فيها ضريبة التصفية التي فرضتها الدولة في عهد التعايشي. جابوا التصفية ومن البيوت مرقونا اولاد ناس عزاز متل الكلاب سوونا يا يا با (النقس) بالانجليز الفونا وبلغ به الغضب ان استنجد بحاكم الحبشة المسيحي (النقس) بان ينقذهم حتي لو استعان بالانجليز هنا يتحدث عن ضريبة التصفية وسوء الادارة وسوء المعاملة(متل الكلاب سوونا) ولا اثر هنا للقبيلةاوالجهة والادب اصدق حامل للتاريخ وكما تقول احلام مستغانمي الرواية آخر حقيبة لتهريب التاريخ وهكذافان الصراع السياسي محصلة صراع اجتماعي ومن المعروف انه حتي علي مستوي ولاية دارفور ان من استاثروا بالثروة هم افرادعلي اصابع اليد مثلهم مثل اثرياءاخرين بمناطق اخري نذكرمثالا طيب الذكر رجل البر والاحسان آدم يعقوب وثروته شكلهامن صادرالثروة الحيوانية ونذكر آل دوسة ومنهم صاحب العمارة الشهيرة المعروفة باسمه(عمارة دوسة) وسط الخرطوم ونجد وسط الخرطوم عمارة دوسة وعمارة ود الجبل وود البحر واي (ود) آخر فالحكاية صراع للثروةوالسلطةبايةادوات يلبس هنا ويلتبس هناك. وسوف اعود لاحقا وفي فرصةاوسع لكتاب الباشمهندس دوسة القيم وهووثيقة تاريخية نحمد له جهده ومااحتشدبه الكتاب من معلومات وقيم ايجابية كثيرة اتفق معه في90% مماجاءبالكتاب امانسبةالعشرةفي المائه فينطبق عليه قول الامام ابي حنيفة رايي صواب يحتمل الخطا وراي غيري خطا يحتمل الصواب وجزا الله الباشمهندس عن شعبنا خيرا سيفا وقلما. واعودالان بعد رحلتي مع دوسة للشاعروالاديب فضيلي جماع واربا بشاعرنا العظيم ان يخوض في هدا المشكل الشائك بعموميات خوض العامة ,فهذا التمايز الوهمي غير موجود البتة علي ارض الواقع ولا احتاج انا العبد الفقير المحدود الخبرات لاتحدث بهذه البديهة لشاعرمثله جاب ارجاء المعمورة شرقا وغربا, فاولادالبحر هم اولاد الغرب انفسهم والعكس بالعكس وارجومن استاذنا ان يراجع كتاب هارلولد ميكمايكل(تاريخ العرب فيالسودان)* الذي وصف فيه شي كثير عن تكوين السودان وقبائله منذ بدء التاريخ ثم كتاب وليام آدمز(النوبة رواق افريقيا) ثم كتاب رحلات بوركهارت كلها تشعرنا بالقصور والخجل من انفسنا عندما نكتشف ان الاخرين يعرفون وطننا اكثرمنا ونحن نتجادل حول مسلملت خلق نواتها باشكتبة مصريون وشوآم بل نقتبس منهم بجهد كسول مناهجنا المدرسية وتخيل يااستاذي ان بمناهجنا عنوان لدرس (حملة الدفتردار الانتقامية) انتقام من من ؟ ولماذا؟ ولنفترض ان الكاتب المصري قد كتب التاريخ هكذا فلماذا ندرسه (بتشديد الراء) هكذا؟ وكان الاصح ان نقول (حملات الدفتردارالتنكيلية) لانه قدنكل بنا ونحن ندافع عن اوطاننا ولم ينتقم منا لاننا سفاكي دماء قتلنا اميرهم اسماعيل باشا وهو في حضن امه. ورب قائل لي وهل هارلود ميكمايكل سوداني حتي تستقي منه تاريخك؟ والاجابة عندي انه باحث اكاديمي اكثر من كونه موظف وبايجاز شديد ولد في15اكتوبر1882وتخرج في كلية ماجدولين بجامعة كامبردح وتحصل علي درجة الشرف الاولي في التاريخ واعترف به عالما واصبح زميل شرف في جامعة كمبردج اختير للعمل في السودان عام1905وختم خدمته في السودان عام1918تنقل خلالها في كردفان والنيل الازرق والخرطوم والبحرالاحمرودارفورثم اختيرفي نهايةخدمته نائبا لمديرمديريةدارفورومن المعروف ان الحكومةالبريطانية كانت تستوعب النوابغ من خريجي جامعاتها (اكسفورد وكمبردج للعمل في المستعمرات بعدالتاكد من اتقانهم للغات تلك الشعوب وعلي كل فان ميكمايكل قد عرف كباحث مرموق اكثرمن كونه مجرد موظف حكومة مثلما نعتبر شاعرنا محمد المهدي المجذوب شاعرا اكثر من كونه موظف حسابات سابق في حكومة السودان فالاول خيار وجودي والثاني اضطرارحياتي. وقد كتبت (كاتب هذي السطور) سلسلة مقالات في صحيفة الايام سنة 2002 تحت عنوان (ثقافة الوسط واشكالية الهوية قراءة تاريخية) * ستجد فيها شئ مما لايسعه هذا المقال اامل ان ادفعها اليك عبر البريد الاليكتروني اواعيد نشرها تعميما عبر المواقع الالكترونية, وباختصار شديد مما جاء فيه (ان نواة الدولة السودانية في الفنج كان امتداد لها في مملكة المسبعات في كردفان ومملكة الكيرافي دارفور) ومن نافلة القول ان راس النظام وبعض رموز سلطته لايمثلون اولاد البحرفي جرائمهم فقد نكلوا بالجميع وبدون تمييز ودونك المناصير في امري وبالنوبيين في كجبار وبيوت الاشباح لم تميز بين ابناء السودان بل كانت في غاية العدل فقد كان الزبانية من كل انحاء السودان كما كان الضحايا اوبالاحري المناضلين من كل انحاء السودان وغير بعيد عن الازهان شهداء هبة سبتمبر 2013فقد امتزجت دماءهم الطاهرة يجمعهم وطن بكل مكوناته ودونك الوثائق والشموس المضيئة وجوهها علي شاشات المواقع اما عن صمت النخب النيلية اذا مااحسنت الفهم فيماسطرته فان الصمت والمشاركة لم تشمل كل ابناء البحر كما ان صفوف الثورة لم تنتظم كل ابناء الغرب فعندما كان ياسر عرمان من اولاد البحر ثائرا كان الدكتور خليل رحمه الله مساندا للنظام حيث اكتشف اختلال العدل والمساواة لاحقا وعندما كان محمد مختار الخطيب في سجون حلفا وكوبر كان داود يحي بولاد لازال يرتب بيت السلطة من الداخل وكان يوسف كوة ثائرا بينما نايل ايدام وكبشور كوكو وتميم فرتاك من رموز النظام وهكذا فان الاصطفاف علي اي شي غيرالضرورة الحتمية للتغيير لايخدم الا النظام وربما ظلم شاعرنا فضيلي كل السودانيين عندما تحدث عن هذا الاصطفاف وهو يعرف اكثر من غيره بطش النظام بكل بنيه ولم يكف احد عن منازلة النظام او الصمت عن جرائمه فحركات دارفور نفسها وبشهادة المهندس دوسة( وقدكان من قادةالحركات) تضم ابناء الجزيرة والشمالية وغيرها كما ان الحركة الشعبية ضمت ضمن صفوفهاوشهدائها كل ابناء السودان وكذلك التجمع الوطني والتحالف السوداني (عبدالعزيز خالد) واحيل الاستاذ الي كتاب فتحي الضوء سقوط الاقنعة سيجد من الشهيدات قبل الشهداء من بنات النيل(ان صحت التسمية اصلا) كما سيجد اولاد البحر مع بن الشرق (ادروب) الذي استشهد في غابات الجنوب ضمن صفوف الحركة الشعبية وليس ضمن قوات مؤتمرالبجة مع ان للاخيرين رجال وشهداء يغطون عين الشمس معذره استاذنا اعلم ان احساس الشاعر احيانا يضخم له الجزئيات بميكرسكوب غاية في تضخيم الرؤية ويحزنه احيانا ماقدنمر به عرضا (من هول مانري) ومع ذلك كلنا نقر بالتقصير اذاء بشاعة آلة الحرب التي صادرت ماضينا ومستقبلنا بل ومستقبل ابنائنا وصدقني يا استاذ ان العمل الجماهيري السري في ظروف القهر والمتابعة والاختراق الامني التنظمي وانشغال الناس با كل العيش في اولويات حق الفطور وقروش المواصلات يجعل من حشد الجماهير في الشارع لادانة الحرب في مظاهرة عملا مجنونا لان بضع تاتشرات سوف تضرب الحشد وتختطف الناشطين في لمح البصرلتصبر بعد ذلك صبر ايوب حتي تنظم عمل مماثل ومع ذلك لم تتوقف الوقفات الاحتجاجية طوال سنوات الاظلام عند شتي الشرائح ولمختلف المواقف الثورة يااستاذنا قطرات لابد من ان تتجمع لتشكل السيل الجارف لكنس كل هذا( العفن المكرن في الزمن من عهد عاد) علي راي شاعرنا الراحل حميد رحمه الله, وارجو الا اكون قد اطلت عليك في هذا المقال وكما ارجو الا يكون القلم قد حاد او انزلق دون قصد مني عن حدود ماينبغي ان يخاطب به من هو في قدرك اوقدر الباشمهندس دوسة ولكما الاعتذارعن اي شائبة عن سهو اوقصور لك كل الحب فانا من المغرمين بشعرك والمتابعين له اينما جاد غيثه من خلل (الراكوبة) او من بين ايدي الاصدقاء معيرا ومعيدا او حتي من صدور اهل الصبابة من متابعيك ولاغرو فانت بن فارض وطننا ولاعدمناك استاذنا وتقبل ختامي واقول ليس فينا من شكي علته من شكي ظلم حبيب ظلما لك وللباشمهندس دوسة كل الحب والتقدير محمد عبد الجليل جعفر في يومي 1415 فبراير واظنهما يومي عيد الحب ولينورز الله ايامكم ودمتم ...حاشية....................................................................................................................... محمد عبد الجليل جعفر صحيفة الايام ا اكتوبرونوفمبر2002 الاعداد7504|75010| 7516|7522( ثقافة الوسط واشكالية الهوية قراءة تاريخية..).. هارلودميكمايكل تاريخ العرب في السودان بمافيهم الشعوب التي سبقتهم وسكان دارفورالكتاب الاول تعريب سيد علي محمد ديدان _ط الثانية_2013_دارآفاق للطباعةوالنشر [email protected]