بعد تعليق المفاوضات الأخيرة بين الحركة الشعبية لتحرير السودان والمؤتمر الوطني من جانب الوساطة في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا،صدرت بعض ردود الأفعال من جانب نظام الخرطوم، تتمثل أبرزها في تصريحات وزير الدفاع الاخيرة، والذي تحدث عن الحرب والحسم بالعمل العسكري. وقد تطرقت إلى هذه التصريحات في وقت سابق،إلا أن وسائل الإعلام المختلفة أبرزت أيضا بعض الأصوات الأخرى، نذكر منها صوت ( آل تاور )، فهل نشهد يا ترى إرهاصات تأسيس منبر موازٍي لمنبر الخال الرئاسي العنصري، يحمل اسم منبر ( آل تاور للسلام والتنمية) ؟؟ وتأسيس صحيفة تسمى الغفلة ؟؟ هؤلاء المهووسون يتحدثون بلسان المؤتمر الوطني عن المنطقتين، وكأن الحركة الشعبية وليدة المنطقتين، وكأن برنامجها يتمحور فقط حول هاتين المنطقتين.كما يرون وأن يكون رئيس وفد التفاوض من أبناء المنطقتين،أو من أبناء جبال النوبة تحديدا،إذ كانوا يتوقعون أن يبرم وفدهم بقيادة ( غندور) اتفاقًا في ظرف 48 ساعة، بحسب ما ورد في بعض صحف نظام الخرطوم،باعتبار أن الحركة الشعبية، بحسب اعتقادهم، قد غدت مكشوفة الظهر بعد الأحداث الاخيرة التي شهدتها دولة جنوب السودان. ولكن كانت المفاجأة أشبه بالصفعة، وهم يعلمون تماماً أن الحركة الشعبية لتحرير السودان،ومنذ إعلان استقلال دولة الجنوب، قد قطعت كل صلة لها بمايدور في الدولة المجاورة. وعليه كان أولى (بآل تاور) أن يستعينوا بالأجاويد والإدارات الاهلية في سبيل حل مشكلة جبال النوبة، لو كانوا يؤمنون حقا بأن هذه هي أزمة السودان الحقيقية، بدل أن يتحدثوا بلسان المؤتمر. الحركة الشعبية تعرف كيف تدير أمورها وكيف تختار من يمثلها في منابر التفاوض.فرئيس وفد التفاوض للحركة الشعبية ليس مفاوضاً باسم النوبة كما يعتقد (آل تاور)،والإشكال السوداني أعمق من أن يحصر في قضية جبال النوبة أو النيل الأزرق. ولقد تحدث كبير مفاوضي الحركة الشعبية عن الحل الشامل لكل قضايا السودان عبر برنامج الحركة الشعبية.إن خيارات الشعوب لاتخضع لتزييف وشراء الذمم كما تفعلون،ولا بد أن يتم التفاوض في إطار رؤية تشمل كافة القوي السياسية ومنظمات المجتمع المدني عبر حكومة انتقالية جديدة يتٌفق عليها، تكون أولى مهامها عقد مؤتمر دستوري يجيب علي السؤال التاريخي كيف يحكم السودان ؟ قبل من يحكم السودان واقامة دولة المواطنة وفق مشروع وطني جامع يسعنا كسودانيين في المقام الأول بمختلف عاداتنا وتقاليدنا واثنياتنا.فنحن كسودانيين لدينا إرث تاريخي وثقافي ونمتاز بتناغم النسيج الاجتماعي،وتلك من أهم السمات التي تميز المجتمع السوداني. وآل تاور يتحدثون عن اقليم واحد فقط ويرون أن كبير مفاوضي الحركة الشعبية يسعى إلى الوصول إلى الحكم عبر جثث وأشلاء أبناء النوبة. ولكن الحقيقة هي أنكم أنتم يا ( آل تاور) من يخشى توقيع أي اتفاق سلام من شأنه أن يضر بمصالحكم السياسية.لأنكم مستفيدون بكل الطرق من استمرار الحرب وتشريد ابناء الشعب السوداني واصبحتم تتحدثون بلسان النظام الذي ارتكب جرم الإبادة الجماعية ومارس العنصرية والجهوية والاستعلاء العرقي والثقافي والديني وأشعل الحروب في أكثر من مكان في السودان ودمر الاقتصاد وأفشى الفساد والفشل وبدد مقدرات الوطن.أنتم جزء لايتجزأ من هذا النظام، فلا شأن لكم إذن بالحركة الشعبية،فهي كفيلة بتعيين من تراه مناسباً لتمثيلها في منابر التفاوض يا ( تاور ) !! طارق حسن عبدالعزيز