قالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية إنه إذا قررت إثيوبيا من جانب واحد الإسراع في ملء الخزان الملحق بمشروع "سد النهضة"، فإن ذلك سيستتبع آثاراً كارثية على كل من السودان ومصر. وأكدت الصحيفة أن إقدام إثيوبيا على مثل هذه الخطوة خلال الأمد الزمني الذي أعلنته للانتهاء من ملء الخزان، وهو ما تقرر بخمس سنوات، يعني استهلاك مجرى النيل الأزرق بشكل كلي أو ما يبلغ نحو 54 مليار متر مكعب لأكثر من عام. وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن إثيوبيا تستهدف الانتهاء من تخزين المياه اللازمة للبدء في توليد الكهرباء في غضون خمسة أعوام، وهو ما يعتبره الخبراء طموحاً مبالغاً فيه. وفي المقابل نسب تقرير "ساينس مونيتور" إلي الخبراء توقعاتهم بأن تستغرق عملية التخزين نحو 20 عاماً، بسبب تباين معدلات هطول الأمطار في حوض النيل الأزرق. ويرى الخبراء -حسب ما أكدته الصحيفة- أن تحويل المياه إلى الخزان الجديد سريعاً، لا سيما في السنوات قليلة المطر، قد يضر بحصص دول المصب من المياه، لا سيما مصر والسودان. وأشاروا إلى أن حجم المياه المقرر تخزينها -بحسب وثائق المشروع- يبلغ 74 مليار متر مكعب، بما يعادل إجمالي حجم المياه المنسابة سنوياً عبر النيل إلى السد العالي المصري بأسوان. واعتبرت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" بدء إثيوبيا قبل عامين في بناء سد "النهضة"، رغم إرادة مصر، بمثابة إشارة واضحة إلى أن دول المنبع لم تعد تقبل اتفاقيات توزيع المياه المبرمة في حقبة الخمسينيات. وأشارت -في تعليق على موقعها الإلكتروني أمس- إلى ما أثاره إنشاء هذا السد الأكبر في إفريقيا بطاقة 6000 ميجاوات على النيل الأزرق، من نزاع بين أديس أباباوالقاهرة، ازدادت حدته حتى بلغت حد التلويح بإمكانية اللجوء إلى الخيار العسكري. ورأت الصحيفة أن قلق مصر إنما يعكس اعتمادها الكامل في الوجود على النيل، أطول أنهار العالم، وارتباطها بهذا النهر الذي يعتبر "هبة الله لها"، فبفضله تأسست أولى الحضارات الزراعية ولا تزال قائمة حتى اليوم. ولفتت إلى تأكيد إثيوبيا أنها تبني السد بغرض توليد الكهرباء وليس الري، وأنها بمجرد اكتمال قدرة محطتها على توليد الكهرباء لن تستهلك شيئا من المياه المنسابة إلى مصر، موضحة أن قرار أثيوبيا بشأن تعجيل أو إبطاء عملية تخزين ما تحتاجه من مياه، بالإضافة إلى معدلات التبخر المحتملة هما الرافدان الرئيسيان للخلاف بين القاهرةوأديس أبابا. ورصدت في هذا الصدد إعلان وزارة المياه والطاقة الإثيوبية استعدادها ل"مراعاة" الدول الأخرى، وفي مقدمتها مصر على وجه الخصوص بطبيعة الحال باعتبار أن السودان يحظى بموارد مياه ضخمة بفضل الأمطار. وأشارت إلى اعتقاد إثيوبيا بأن ملء الخزان في فترة ستة أعوام يعني نقصان نسبة تتراوح بين 14-15% من مياه النيل المنسابة إلى مصر على مدار سنوات التخزين الست، إذا ظلت الأمطار قرب معدلاتها المعتادة وتواصلت عملية التخزين بمعدلات متساوية. المال نيوز