من الثابت تاريخياً أن المخابرات الأمريكية في بدايات نذر الحرب الباردة مع المعسكر الشرقي بقيادة الإتحاد السوفيتي الراحل الذي بدأ يتمدد في قارات اسياء وافريقيا وأمريكا الجنوبية مع إتساع حركة التحررفيها..أن سعت تلك المخابرات الي تشجيع تنظيم الأخوان المسلمين في منطقة الشرق الأوسط إنطلاقاً من مصر لا سيما بعد أن إختلف عبد الناصر مع تنظيمهم و بات يصلي عكس قبلة أمريكا ويسبح بحمد السوفيت ! بيد ان الأ خوان أو التنظيمات الإسلامية الآخرى في مرحلة ما أصبحوا يعضون اليد الأمريكية في منعطفات لاحقة وهي التي متنّت من ساعدهم على سبيل المثال في حربهم في أفغانستان ضد الغزو السوفيتي لها عقب إنقلاب الشيوعيين هناك على النظام الملكي ! ولعل أمريكا في حربها الطويلة ضد ما يسمى بالإرهاب الأن هي أشد ندماً على تربية من إعتبرتهم قططاً سخرتهم للتخلص ممن أسمتها فئران اليسار التي كانت تقضم أصابعها في مناطق شتى من أراضي نفوذها ، بل وتحاول أحياناً إحتوائهم بحذر مثلما فعلت مع نظام الرئيس السابق مرسي إذ هادنتهم بطرفٍ خفي إتقاءاً لشرهم واستغلالا لإنتهازيتهم ! الآن كدايس موسى هلال التي أطلقها نظام الإنقاذ في دارفور هي الآخرى قد باتت مشكلة مزدوجة بالنسبة لها بعد أن وسعت من دائرة عداء كثير من القبائل هناك حيال حكومة الخرطوم المركزية وحكومات الإقليم الولائية وقد تطايرت شرارات تلك الجماعة الى خارج حدود دارفور! ومن ثم تمّلكت تلك الجماعة المسماة بالجنجويد أسراراً ترفعها كصىً غليظة في وجه النظام بجسارة تمثلت في مواقف التحدي التي يجاهر بها زعيمها في نبرة عدائه للوالي عثمان يوسف كبر بل متجاوزاً له ليجعل الرئيس البشير شخصياً يكابر بعدم إمكانية التحاور مع الرجل الذي ينطلق بماكينة ما يختزنه من معلومات لو انه باح بها في الفضاء الرحب لزادت من منزلق البشير و مجموعة المطلوبين للجنائية بللاً قد يحرك عجلة المجتمع الدولي تسريعاً في ملاحقتهم ..وهو الأمر على ما يبدو الذي دفع بالصهر الجنجويدي الرئيس التشادي إدريس دبي الى القيام بدور الوسيط بين والد زوجته موسى هلال والرئيس البشير الذي يتمنع متظاهراً ولكنه دون شك يرغب في الدواخل ! وهكذا عاقبة من يربي القطط التي تسمن بلحم إعدائه فتصبح هي المشكلة التي تهدد لحمه ! [email protected]