حدثت خلال اليومين السابقين تطورات كثيرة و متلاحقة خلف الأبواب المغلقة داخل و خارج البلاد بخصوص المشهد السياسي السوداني ذي الرمال المتحركة كثيفة التعرج من المتوقع أن تلقي بظلال ضخمة و مهولة. فقد بدأ يتسرب الي المجالس و من الوسائط المختلفة معلومات تنبي بقرب السقوط و الانهيار و التصدع الذاتي الكبير في جسد المنظومة الحاكمة و الذي من الممكن أن يتطور خلال الأيام القادمة الي مواجهات مسلحة في العاصمة و بعض المرافق العسكرية المختلفة بين الأفرع العسكرية و شبه العسكرية و الأمنية المختلفة. كما زكرت ذات المصادر حدوث خلافات حادة بين كل من قيادات الاستخبارات العسكرية و الأمن و الشرطة الأمنية بخصوص التكتيكات و الخطة التأمينية للعاصمة في شهر أبريل القادم و الذي من المتوقع أن تقوم فيه الشرطة بنشر افرادها بصورة مكثفة في الخرطوم بداية الشهر و سيطرتها علي كل المرافق الحيوية بغرض حمايتها من أي أعمال تخريبية أو أي محاولة انقلابية محتملة. كما رفضت قيادات شرطية في اجتماع للجنة الأمنية ترأسه الفريق بكري بحسب المصادر اطلاق الرصاص أو أي أعيرة نارية تجاه المواطنين العزل و حدثت مشادات بينها و بين القيادات الأمنية و التي تعتبر أن في انتشار الشرطة بهذه الكثافة يعتبر في حد ذاته انقلاب علي النظام و قد يؤدي الي سيطرتها الكاملة علي الأوضاع و الاطاحة برأس النظام. في الجانب الاخر تري قيادات الشرطة أن عدم انتشارها المبكر في شهر أبريل فيه مغامرة كبيرة بالمنشات الحيوية و السيادية خصوصا بعد التقارير المتكررة التي تتحدث عن اختراقات خارجية و التي نفتها الاستخبارات العسكرية فيما يليها جملة و تفصيلا. و تحدثت ذات المصادر المعلوماتية عن اتهامات متبادلة في الاجتماع بالعمالة الخارجية الخليجية و العمل علي تقويض النظام في ظل سكوت الفريق بكري و استماعه لكل الأطراف و محاولة وقوفه موقف الحياد و انتهي الاجتماع بعدم التوصل الي خطة أمنية موحدة للشهر القادم ترضي كل الأطراف. تزامن هذا مع تململ و استقالات كبيرة لعضوية المؤتمر الوطني في العاصمة و الولايات و حراك مشبوه للبعض الاخر من القيادات في محاولة لعقد صفقات نجاة مع المعارضة و الدول الغربية و أيضا احتمالية فرض عقوبات دولية جديدة و تجريم و ملاحقة بعض الشخصيات الاسلامية. و من المتوقع بحسب ذات المصادر في حالة عدم التوصل الي اتفاقات و خطة توافقية ترضي جميع الأطراف أن يحدث انهيار أمني كامل في العاصمة منتصف الشهر القادم و أن تقوم جماعات حكومية منفلتة باطلاق الأعيرة النارية في سماء العاصمة القومية و حرقها لبعض المنشات فيها كمقر الحزب الحاكم و المقار الشرطية و محطات الوقود و دعوتها للمواطنين بالتظاهر و التخريب. لذلك أهيب بجميع المواطنين عدم مغادرة منازلهم قبل و بعد هذا التاريخ و الذي قد يصادف يوم ثلاثاء و ذلك تجنبا لحدوث أي مجازر بشرية لحين استقرار الأوضاع الأمنية نهاية الشهر الجاري و عدم المشاركة في أي أعمال سياسية أو الاستدراج اليها لأن النظام الان يتاكل ذاتيا و أن لا يستمعوا للانتهازيين و أدعياء النضال و جميع القوي الحزبية. كما زكر مخطط اخر أن الترتيبات تجري لتسلم الفريق بكري الرئاسة بمباركة ترابية مطلع الشهر القادم و اعلان فترة انتقالية تمتد الي ثلاثة سنوات و بمشاركة ديكورية من القوي الحزبية و سط معارضة شديدة من بعض الجيوب العسكرية و التي هددت أيضا بالتمرد و عمليات تخريبية. لذلك علي المواطنين في شهر أبريل تجنب الأماكن المزدحمة في العاصمة و المناطق العسكرية و عدم الاحتكاك مطلقا بالعناصر الشرطية و التي أكدت حسب المصادر أن انتشارها الكثيف يأتي في اطار حماية المواطن و الممتلكات القومية. و بذلك يكون العصيان المدني و الاضراب عن العمل و التزام المنازل الشهر القادم أفضل وسيلة نضالية احتجاجية مدنية سلمية في الوقت الراهن نظرا للتطورات الخطيرة و المتلاحقة التي تشهدها الساحة السياسية و الأمنية وذلك حقنا للدماء و حفاظا علي الأرواح و الممتلكات سائلين المولي عز و جل أن يحفظ بلادنا من الفتن ما ظهر منها و ما بطن و أن يجنبها شبح الانهيار و حرب العصابات و الشوارع. د. مقبول التجاني [email protected]