في موعد جديد مع احزان الوطن الممتدة رحل بالأمس عن دنيانا الفانية أستاذ من أساتذة مدرسة الشعب وداعية من دعاة الانسانية اضاء سماواتها بكلمات من نور وكتب في سجلاتها معاني خالدةً باقية ثبت على مبادئها وآمن بها الى حد الاعتقاد فأصبحت رؤى تنير الطريق لشعب طيب كان قدره ان يكون شاعره المجيد وابنه البار الذي افنى حياته يدافع عن قضاياه ، انه شاعر الشعب محجوب شريف الذي تدثر بثياب الانسانية وحمل في طيات قلبه شعباً بأكمله فخرجت قصائده تتحدث باسمه على طول البلاد وعرضها يمجده فيها ويلعن جلاديه الذين اقلقت كلماته مضاجعهم فأودعوه لأجلها السجون والزنازين لحجبوا صوته الا ان كلماته الوضاءة زادت اشراقاً وانتشاراً تسابق الريح وتتخطى حدود الزمن والمكان حينما اراد لها الخلود وحقن في عروقها اكسير البقاء لأيام وليالي قادمات رافضاً كل اشكال التزحلق والنفاق التي يمارسها كثيراً من الشعراء المتزلفين على ابواب الحكام متسامياً عن مجرد الاقتراب من هذه المستنقعات منحازاً بكلماته الى عامة الشعب شاهراً قلمه في وجه الطغاة مستهيناً بكل ما يحدث له من ذلك في سبيل الشعب السوداني الذي ارتبط اسمه باسمه فكانت بطاقته الشخصية . الاسم الكامل إنسان الشعب الطيب والدي الشعب حبيبي وشرياني اداني بطاقه شخصيه المهنة بناضل وبتعلم تلميذ في مدرسه شعبية المدرسة فاتحه علي الشارع والشارع فاتح في القلب والقلب مساكن شعبية وللشعوب والامم كثير من الشعراء ولكن القليل منهم لكلماته قضية بحجم شعب كامل يحمل همومه والآمه ويحس بها ويعبر عنها في كلماته فتاتي مكانته بين الشعب على قدر القضية التي يحملها كما حمل رسول حمزاتوف داغستان وتغنى باسمها في المحافل بقصائد ذائعة الصيت كذلك كان محجوب شريف شاعراً بجم وطن ممتد منح الصدق كلماته بطاقات العبور الى شقاق القلوب دون استئذان كلماته تنبع من القلب الى القلب نظمها على حسبان لحظة الرحيل الاتية يماً ما وكذلك كان له ما اراد . ويوماً ما حخت راسي وافارق دنيتي وناسي واخلى وراي كراسي وما أسود سطر بالشين نعم لم يسود اسطر كراسته برخيص الكلام مات صامداً كما تموت الاشجار واقفا بعد ان خلد اسمه في صفحات بيضاء كتب كلماتها بمداد من نور سوف يبقى بريقها حاضراً يخلد ذكراه العطرة ما بقي الزمان ... فسلاماً يا ابو مريم ومي . مصطفى كرار [email protected]