نقلت الراكوبة خبرا مفاده ( أكد وزير الدفاع عبدالرحيم محمد حسين ، عزم الجيش على حسم التمرد بدارفور ، في العام الحالي وقال " الصيف الحاسم " سيستمر حتى القضاء على التمرد - حسب تعبيره ، محذّراً المتمردين من الاستمرار في الحرب ، ودعاهم للجلوس للحوار ) يعنى حصل تغيير تكتيكى من هذا الصيف الحار الى الصيف الحاسم – زي صيف العبور وماعبرناش خالص .. الخبر كان الصيف القادم واليوم نقراه الصيف الحاسم والفرق بينهما كبير – الصيف الحالى سنتهى بعد شهرين ثلاثة وندخل فى الخريف والصيف الحاسم زى صيف العبور يمكن يستمر عشرة سنوات وينتهى بفصل دارفور كما فصل الجنوب .. جاء رجل لشيخه وقال ليهو يا شيخ عاوز أطلق مراتى – وزمان كان الزول حتى لو مسافر لازم بعدما يقنع أبوه يمشى يكلم شيخه ويأخد موافقته ويديهو الفاتحة – الزمن دا الولد قاعد فى البيت مع أمه وابوه يرمى الطلاق على زوجته وتجى مارقه من غرفة نومها فى نفس البيت – يسألونها مالك ؟ حمادة طلقنى – طلقه فى رأسك لا إحترام لبيك لا أمك لا شيخ عندك والماعندو شيخ شيخه الشيطان – الشيخ قال ليهو عاوز تطلقها ليه ؟ كرهتها بقيت ما بحبها ونفسى مرقت منها- طيب يا ولدى أنت بتتزوج عشان الحب – المحبة أو المدة – لكن بعد الزواج ربنا بيجعل بينكم مودة ورحمة – أنت لو المودة عندك التنك بتاعها بقى فاضى تنك رحمة رب العالمين برضو عندك بقى فاضى – فرجع الشاب وأكمل بقية حياته مع زوجته بالرحمة ليجد أن بدخول الأبناء فى حياتهم تنك المودة – تنك المحبة – إتملا فل لمان دفق – يا البشير أملأ تنوك طائراتك ودباباتك ومدفعيتك رحمة وأنثرها على أهل دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق - يأتيك فى قصرك بالخرطوم عبد الواحد وجبريل ومناوى والحلو ورئيس الجبهة عقار ومعه عرمان يقولون ( حكمت فعدلت ونم ياعمر ) كنت فى أواخر سبعينيات القرن الماضى أعمل مهندس مساحة بدائرة حكومية سعودية وتقدمت بطلب إجازتى السنوية للسفر لوطنى السودان – توقف الطلب عند مسئول الشئون المالية الذى طلب مقابلتى – جئت وقلت له خير بيقولون انك عاوزنى – قال لى خير – أقعد – قعدت فى الكرسى – قال لى أنت حاجز للسفر يوم كم ؟ قلت يوم كذا ؟ خير – قال لى عاوز أسافر السودان معاك – قلت ليهو طبعا لا مش ممكن – إستغرب إستغرابا شديدا كيف زول يقول لك ماشى معاك بلدك تقول ليهو لا – قلت له أنا متابع منذ سنوات أن نوعية عرب الخليج الذين يذهبون مع جيرانهم العرب لبلدانهم عبارة عن نوعيتين : مستثمر وطالب لذات – وأنا أعرفك وأعرف أخلاقك فأنت لا تملك المال لتكون مستثمر ولا سىء الخلق لتكون طالب لذات ولكن ربعى وأهلى ومن حولى ما أن يراك معى حتى يظن أنى واحد من أثنين يا حرامى جايب خليجى ثرى عاوز اسرقه أو قواد جايب طالب لذات عشان أمتعه وأنت تعرف أنا لا حرامى لا قواد – فضحك ضحكه سمعها من كان بخارج المكتب قال لى يا سلمان لا تتسرع خلينى أحكى لك القصة وبدأ فى سردها ( الوالد الله يعطيه العافية عمره فوق الخمس وتمانين طلق الوالدة بعد عشرة قرابة ستين سنه وطردنا كلنا من الفله ( فيلا ) وتزوج ببنت فى سن حفيدته دون العشرين وأغدق عليها وعلى أهلها الملايين حتى أخوها لمان إعترض على الزواج شراء ليهو سيارة كشخه اخر موديل – وبعدي- ماتقاطعنى خلينى أكمل كلامى – قالوا عندكم فى السودان فى بلد إسمها ود المدنى ( يقصد ودمدنى ) فى فكي ( دجال يعنى ) بيفك العمل – وفتح درجه طلع قميص مستعمل مش مغسول فيه عرق والده – قالوا لينا بعض السودانين ( المستهبلين طبعا ) تمشوا للفكى دا وورانى اسمه وتعطوه القميص دا وبيقولوا عليه ( العلق – يقصد العلقة ) وهو إن شاء الله يفك العمل دا والوالد يعود لينا وأنت عارف أنا الأن وسطى إنهد أعول عيالى وأخوانى وعيالهم وأمى ومالنا بعد الله إلا الوالد – خلاص أنتهيت قال لى نعم – قلت ويش رايك فى البيفك العمل دا دون أن تسافر أو تخسر حتى تذكرة سفر – قال يلا أيدك عليه – قلت ليهو تدفع ليهو كم ؟ صمت للحظة ثم قال خمسة ألف ريال – وين مكانه هو ؟ قلت له يجلس أمامك وفى مكتبك ؟ للحظة قرأت من عينيه أن كاد أن يصدق أنى فكي وفكي دى فى السعودية تعتبر كفر ويجرم كل مايمارسها لأنها مرتبطة بالسحر والسحر من السبع الموبقات – قلت أيوه أنا – موافق لك 5 ألف بس ورينى كيف ؟ قلت له يا... آخر مرة شفته فيها ابوك متى ؟ قال لى شىء شهرين تلاته – قلت مش عيب عليك أنت رجل ماشى على الخمسة والأربعين ناضج ومتعلم وأب وزوج ومسئول كبير تقاطع ابوك عشان طلق أمك – ابوك طلق لم يكفر وانت أرتكبت الحرام – وأخوانك وأخواتك – قال لى نفس الشىء مقاطعنه وما هو اللى طردنا – ولو يا......... ربنا بيحب يمتحن قوتك وإيمانك من الأخر ياسلمان ورينى كيف بتفك العمل ؟ بتسمعوا كلامى – قال نعم – كلكم نعم – قلت من اليوم وأنت راجع تمر على الوالد تسلم عليه وتبوس رأسه وتخرج ولا تأخد ولا تدى معاه وبكره الصباح قبل ماتجى العمل بس تمر عليه ومعاك كل أخوتك ولاد على بنات تسلموا عليه وتبوسوا راسه وتخرجوا عاوز شىء يابا هو من كسوفه حيقول ليكم لا الحمد لله – الزيارات دى بتنزل على ابوكم بارده وتعيده لتوازنه وتدخل كالنار فى جوف البنت التى إشتراها بملايينه – ولا تنقطعوا عنه فى الزيارة رقم 5 - وهو يكتب – تخلوا الوالدة تعمل ليهو الطبخه اللى بيحبها من ايديها من كبسة ومكبوس وجريش وقرصان وخلافه تلقى بطنه بقت يابسه من الدليفرى بتاع ما كدونالد وكنتاكى – وفعلا الجماعة طبقوا خطة الفكي سلمان – الرحمة – تراحم والدك تراحم عدوك والرحمة تجيب المودة – لم يمض شهر وإلا صاحبنا جاء يصيح وبأعلى صوته فين باشمهندس سلمان والله أنت اللفيهم أنت الفكي الحقيقى خطتك نجحت الوالد طلقها بعد أن إستعاد كل شىء صرفه عليها حتى السيارة اللعند أخوها رجعها وأداها لعبود أخوي عشان ماعنده سيارة وساق الوالدة وراضى بدهب من القصمان كلفته فوق العشرة مليون ريال وووو وبعدين مافى شىء والحمد لله – قلت ليهو فى – شنو ؟ الخمسة ألف ريال حقت الفكي سلمان ؟ ضحك ضحكه معناها أنسى وأنا صعب والأوله شرط آخره نور – فى تلك الفترة لم تكن لدينا حسابات فى البنوك – صغار الموظفين والعمل يقفون فى الشباك عند الصراف المدراء وكبار الموظفين والمهندسين توضع المرتبات فى ظرف ويجى الصراف ( حضرمى الجنسية ) لمكتبك يسلمك راتبك تعده وتوقع – إتفقنا أنا وهو متى ما كانت المرتبات جاهزة يأتى لى بالأول ثم بعدى مباشرة يدخل عليه هو – وقفت عند الباب حتى لايرانى وما أن وقع وبدأ يعد فى راتبه – هجمت عليه كالنمر وكنت وقتها صغيرا لم أبلغ الثلاثين وقويا فأنتزعت كل راتبه – فبدأ يصيح خمسة بس خمس بس يا سلمان – قلت له إطمئن عديت الخمسة ودخلتها فى جيبى ورجعت له باقى المرتب – قال لى والله تستاهل كل يوم الوالدة تدعو ليك – قلت ليهو نحن ماقطعنا البحر الأحمر دا عشان دعاء أمك خليها من دهب العشرات الملايين ترسل لى أم المدثر كرسى جابر وكانت موضه فى تلك الفترة – وضحكنا وضجت المكاتب كلها بالصياح سلمان قلع حقه من ......... ومازلنا حتى يومنا هذا كلما نلتقى نتذكر تلك الأيام ونضحك فقد أحيل للمعاش قبل عامين بدرجة مدير عام بالمرتبة الخامسة عشر وواليه توفيا لرحمة مولاهما وجميعهم يعيشون فى ثبات ونبات من أولاد وبنات وشيدوا فلل جديدة فى شمال الرياض وفيلا الوالد القديمة فى وسط الرياض تحولت لمدرسة أطفال ... هى الحكمة التى زرعتها فى عقله فأعادت للوالد غبن الثمانين صوابه أرى فى الصورة أعلاه مشير وفريق أول وفريق ولكن لا أرى الحكمة أنثروا على رؤءس أهل دارفور الغذاء والكساء والدواء وكرسات المدارس والأقلام وأتركوا الجبهة الثورية وشأنها جيشكم يحرس مداخل المدن وكل المنشآت الإستراتيجية الثورية تقاتل وأنتم ترمونهم بالرحمة وكثرة الرحمة تتحول لمودة والمودة أعلى درجات الحب متى يكون لدينا قادة يقدمون الرحمة على القذائف الصاروخية تعهدتم يا فخامة المشير بحسم التمرد فى الصيف القادم الذى ينتهى بعد ثلاثة أشهر واليوم أنتم عاجزون عن الوفاء بما تعهدتم به وغيرتم عبارة ( الصيف القادم ) لعبارة ( الصيف الحاسم ) فالصيف القدم ينتهى بنهاية يوليو 2014م بينما الصيف الحاسم قد يكون فى عام 9999م فهل ستصبرون على الجبهة الثورية حتى عام 9999م خلونا نشوف أهو نحن قاعدين منتظرين. [email protected]