*لن تقدم الدراسات حلولا ابديه لاجتثاث التسول من الخرطوم ،واذا فعلا اردنا ان نغلق هذا الباب علينا ان نغلق ابوابا اخرى ،ياتي منها الريح العنيف في نهار وليل كل يوم ، فالفقر قد بلغ مداه في الخرطوم ولم ينسى ان يطوف الولايات كذلك ...فرخ لنا اعدادا مهوله من المشردين والمتسولين والذين يلتحفون السماء ويلتقطون انفاسهم عند براميل القمامه وجعا ومرضا .فسياسات الدوله نحو تقديم الحلول لم تكن اليد التي تفتح ابواب الامل ،ومداخل التفاؤل ، اذ عجزت هذه اليد عن كبح جماح حصان الغلاء الفاحش والسريع جدا ، قفزت بموجبه اسعار السلع صاروخيا نتيجه نتيجه الاثار السالبة لقفز الدولار في السوق الموازي . *عدم تحقيق التنميه المتوازنة بين المركز والريف ،واستمرار النزاعات المسلحة والنزوح والاحتراب القبلي والتصفيه المتعمدة للمشاريع الزراعيه ، التي كانت تشكل عائلا لاسر كثيرة ،كل هذه الملامح اتت على وضع مساعدة الخرطوم وامتهانها التسول الملحوظ . *اذاً الحلول تبدا (سياسيا ) في المقام الاول لتتحول الى اخرى (اجتماعية) تغير وجه المجتمع ، وتعطيه فرصة تجديد الخلايا ،فالاثنان مرتبطتان ببعضهما لافكاك بينهما ، وهذا لاينفي دور ديوان الزكاة في ايصال المساعدات عبر قنوات جادة وشفيفة لمستحقيها ، وفق الشرع حتى لاتضيع في (دروب)اخرى . *في العام 2013 بلغ عدد المتسولين في ةولايه الخرطوم 2362 متسولا، ،اغلبهم من النساء ،وهذه تفسر غياب استحقاقات المرأة في الولايه بل وفي السودان بكامله ، فلقد عانت ومازالت تعاني المرأة من السياسات الاقتصاديه (المُرة) التي افضت بها متسوله في شوارع الخرطوم ، بعد ان فقدت الماوى وتراكمت على ظهرها الجبايات ، ووجدت في التسول مخرجا سريعا . *يتجاوب الناس دائما مع المتسول بصورة تلقائية وعفوية بخلفية دينية، ،بغض النظر عن حقيقة المتسول الذي لايستطيع الفرد في المجتمع ، تصنيفه في اي (خانة) يتبعه السؤال هل مايقصه صحيح ؟ ام انه محاولات لاستدرار العطف وضمان وصول (المعلوم )للجيب ؟ ومهما يكن التجاوب فان الحلول هي مايجب ان نسهم بتقديمها للمتسول ،فنشر الوعي بين الاسر في المحافظة على اطفالهم وتربيتهم وتحمل المسوؤلية المشتركه في ذلك ، وتجنب ترك الطفل فريسة النزاعات الاسريه، وخروج احد الوالدين من حياته ،كل هذه محاولات ربما ترسي بذرة رغم انها تصب في خانة(اضعف الايمان )، لذلك فالجراحه السليمه لبتر الاورام التي التي يعاني منها الوطن باجمعه، هي ماتعزز مصلحة الطفل الفضلى، ومصلحة الافراد جميعا بلا استثناء والا فان دراسة امل البيلي (الجديدة) ستظل ذرا للرماد في العيون وتغبيشا من قبل وزارة الرعايه تجاه الحلول المثلى للتسول الذي صار علامه مميزة في جبين الخرطوم !! *الحلول التي نطمع الى تحقيقها هي الحلول العملية في المجتمع ،قلبه واطرافه ،بعيدا عن التجزئه واستلهام النظريات ، ويمكن ذلك ب(كبسة زر رئاسيه ) تزيل ايادي الفقر وعيونه . *همسة بشعرها المسدول مرت امامي ..... اهدتني زهرة ...اهديتها حبي .... طفله مثل الندى تضاحك قلبي ... لم تكن تعلم ان القاتل ... ينتظرها في اخر الممر .... [email protected]