بسم الله الرحمن الرحيم في كل يوم يمر علي هذا البلد يمعن الطغاة في طغيانهم ويزيدوا من ظلمهم وبالرغم من أن كل المؤشرات تنبئ بعدم وجود بارقة أمل للعودة الي جادة الصواب وإنتهاج سبل الحوار الذي يفضي إلي السلم والأمن أولا ثم السعي إلي لملمة أطراف الدولة وإعادة ممتلكاتها وفرض سيادة القانون وإعادة هيبة الجيش وردع التفلت المنتشر في كل الأصعدة ، فأن هناك ثمة أمل دائم في الإنفراج وإحداث التغيير في أي لحظة ، فالعسر يعقبه دائما يسرا وعندئذ ، يفرح المؤمنون بنصر الله ، لأن الأمر الإلهي هو الحقيقي ، وهو النافذ وهو القائم علي التمحيص وتمييز الخبيث من الطيب وفرز المؤمن من غيره ، وفسحة لمن لم يقتنع بعد بأن الأمر كله لله تبارك وتعالي. اللافت للنظر الآن أن أغلب المراقبين أو الضالعين بشكل غير مباشر في الشأن السوداني يؤكدون أن هناك مراكز قوي في الحزب الحكام أو ربما خارجه لايكترثون بمصير هذا البلد ويسعون إلي تدميره ، فتراهم يعرقلون ، أو يفرضون آراءا مخالفة لم تم الإتفاق عليه بشكل شبه إجماعي ، وهو إدارة حوار يفضي إلي إنفراجات علي كل الأصعدة ، وقد ثبت الآن أن مبادرة " الوثبة " التي أطلفها الرئيس منذ فترة قد أجهضت بالفعل للأسباب الآتية : 1- إستمرار الحرب أثناء وبعد جولات التفاوض (وهذا وحده قمة التناقض) مما أوحي بوجود اعاقات ضاغطة علي الحزب الحاكم وأن مركز القوة ليس الرئيس وحده ، وإنما هناك آخريين ، سنسعي لمعرفتهم وتعريتهم ، بما في ذلك فضح تلك المصادر التي يستمدون منها قوتهم المزعومة. 2- تعمد التعتيم علي قضايا الفساد بكل الطرق الممكنة لدرجة منع وقائعها وتفاصيلها من النشر، وهذا أيضا كفيل بتقويض أي نوايا جادة من الحكومة بحسم الفساد كظاهرة وكرموز ، مهما كان شأنهم. 3- إعادة فرض الرقابة القبلية ومصادرة الصحف ، وهذا سيعيدنا إلي المربع الأول والعودة إلي ظاهرة التمكين الذي يبدو هذه المرة أنه لا يأتي من الحركة الاسلامية وإنما من مراكز القوي الضاغطة المدعاة . 4- نشر قوات الدعم السريع حول الخرطوم ، يشير إلي أن العاصمة ربما دخلت في صراع خفي علي السلطة وأن زمام الأمور لم تعد بيد السلطة الحاكمة ويؤكد ذلك تصريحات " حميدتي" الواضحة " والتي ملؤها كل الثقة والتحدي وصفاقة ، تتعدي الحدود ، وربما تضرب كرامة الشعب في مقتل إذا ما عُني بها السودان الشعب وليس الحزب الحاكم ورموز السلطة!!. 5- الإستعانة بميليشيات الدعم السريع وإستخدامها في العمليات القتالية وفق نظام " الأجرة" بعيدا عن الجيش والدفاع الشعبي ، وقد ذكر أن هذه المليشيات تتبع لإدارة جهاز الأمن الوطني ، فإذا كان ذلك صحيحا ، فإننا بذلك ، نتعامل مع أكثر من طرف داخل الجهاز ، الطرف الأول ، مهما إشتد جوره وظلمه لنا ، نعرف أنهم من أبناء جلدتنا ، وهم يشاركوننا في قضايانا الوطنية وربما همومنا ، ويتوقع أن ينحازوا للشعب في اي لحظة ، أما الطرف الثاني ، فهم من المرتزقة ،وربما يكونوا من الأغراب فينبغي أن يوقفوا عند حدهم ويُعمل علي تفكيكهم وخروجهم من المعادلة فورا ، خاصة وأنهم ليس لهم أي علاقة بقضايانا الوطنية التي يكافح الناس من أجلها ، بل ليس لهم اي علاقة بقضايا الإسلام والمسلمين . إذن ..!! الأسئلة التي كان ينبغي أن تطرح بداية هي: من الذي جاء بهم من الأساس؟ من الذي سلحهم ولأي غرض؟ وما الحاجة لهم اصلا طالما أن هنك جيش ودفاع شعبي ومجاهدين ، وهل الإستعانة بمرتزقة يقاتلون نيابة عن النظام من الأمن الوطني في شي !!؟. 6- الزج برئيس حزب الأمة في السجن ، وفي هذا التوقيت بالذات ، لمجرد الادلاء بتصريحات أكدتها الوقائع علي الأرض، إلا أن رئيس الحزب يلام أيضا في ذلك ، فقد هادن النظام وجرجر قوي المعارضة معه ، علي أمل حلحلة المشاكل من الداخل وهو يعلم تماما مع من يتعامل !!. يبدو أنه قد غفل هذه المرة أيضا ولم يحسن قراءة المشهد السياسي كما ينبغي وبني خطواته علي نتائج غير محسوبة. 7- كل الرموز السياسية في الحزب الحاكم ، خاصة المخضرمين منهم يعرفون خفايا ومصائب ، لا يفصحون عنها إلا عندما تتأزم المواقف وتتهد مصالحهم الخاصة ، فيلوحون بفضح الأمور وكشف المستور ( مؤخرا التهديد العلني لوالي البحر الأحمر) هذا يعني ، كما تم تأكيده من قبل ، أن الولاء في هذا الحزب هو ولاء مصالح ليس إلا ، وقد رأينا من المبشرات ، أن هذه " المصالح" الخاصة قد بدأت تتعارض وتتضارب مع بعضها البعض ، وستصل ذروتها كلما إشتد الخناق وظهر السارق وعُرف المسروق . لا يغرنكم " مراكز القوي " المدعاة في هذا البلد والتي لا تريد الخير أبدا لهذا البلد ولا للناس ، وإنما تريد لهذا المشهد أن يستمر هكذا وأن نزداد خنوعا وإستكانة ، فالقوة لله جميعا وهو غالب علي أمره ، وهو كفيل بهم ، والمكر السئ لا يحيق إلا بأهله والظالمين يضرب بعضهم بعضا . ولأننا شعب " مغلوب " الحيلة ، يخاف الطغاة وينصاع لأمرهم ، فقد واتت الفرصة الآن وقد فضحهم الله علي رؤوس الأشهاد ، فلابد أن نغتنمها ونعي معني الدعاء ونلتزم به وهو أبسط واسرع ما يمكن فعله إذا ما صدقت النوايا وإشتد الجور " ربنا نجنا من القوم الظالمين " ونحمده سبحانه وتعالي بعدما يتم المراد بالتخلص من هذا النظام الجائر" الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين ". هكذا هو الأمر إذن ، إما أن نكون من قوم فرعون وجنود فنتبعه ونغرق وإما أن نتبع سبيل المؤمنين فننجو ونري الأرض بنور بها وهي تشرق . الدمازين في : 20/05/2014م. محمد عبد المجيد أمين ( براق) [email protected]