العصارى التى لن تعود ,, أبدا . (الجزء الثانى ) لكل ارض جرسها ,, ولهذه الارض الكثير فى قلوب الناس وذاكرتهم , افراحهم وآلامهم عذاباتهم ولحظات المعزة الخاصة ,, خيباتهم وبطولاتهم. هذه الأرض أرجوحة التوازن ,, هي أنفاسهم ,, من استطاع منهم الموت مات بها ,,كل ذرة تشهد على شئ من هذا القبيل او ذاك ,,,,,رغما عن سوء الامور فيما بعد ,, حوت بداخلها من تحب , ربما يدق الجرس من هنا ,من باطنها,من الغياب , دموع يختلف طعمها ,,انها مواضع الاحساس يدق عميقا كإسفين . محمد هودو ينتظر فى الصباح الباكر قدوم البهائم من مختلف الاحياء يقودها الى حيث المرعى ,,يعرفهن جميعا: الغارز و(الموجبة ) تتبع لعبد الله ود عوض الكريم ,,الكرتاء تتبع للبلولة ويعزها جدا .. يعاملها برفق وحنان زائدين ,, وود العيس باع نعجته التى كان يحلم أن تتحول الى مراح لكن تبخر الحلم .. البقرة الحلوب التى يحبها ودريس ماتت , بكى عليها بكاءا حارا .. كانت تحلب تسعين رطلا فى اليوم وفى يومى السبت والثلاثاء مزيدا من اللبن ,,كان يدعو الله فى صلواته ان يحفظها من العين , تلد مرتين فى عامها ,,مرضت بالحمى القلاعية لم تمهلها طويلا فماتت ككل الكائنات فى الدنيا ولكل اجل كتاب ,,حزن عليها أيما حزن ,,عاش ليال بطولها لم تذق عيناه النوم ,,أخذ الناس يعزونه : "ربنا يعوض" من فرط حبه يرد على المعزين :"أريت" .. بين الانسان والحيوان الفة وبين الانسان واخيه مودة ومرحمة . وعند مغيب الشمس يعود محمد هودو بقطيع البهائم ليسمع الناس صوت الحياة ,,اختلاجاتها ,,للطبيعة صوت ينتظر..همس يناجى الروح .. استدعاءالطيوف والخواطر ,,شيئ للتأمل وذو وقع خاص على النفوس : ضغيب الارنب عند الخروج الى الخلاء وفحيح الافعى و صئى العقارب عند سقى الحواشات فى ليالى الصيف المظلمة وطنين البعوض ونقيق الضفادع ازيز الذبابة وعرير الصرصور فى ليونة الخريف ونعيق البوم وهديل الحمامة فى النهارات المشمسة الحارقة وصياح الديك عند الفجر .. زقزقة العصافير عشوشة وود أبرق فى الصباحات البهية ومأمأة الخروف وخوار البقرة عند المغارب وصرير الفار ومواء القطة فى مخازن المحاصيل , الذرة والقمح , الفول والكركدى , والعناكب تخيط بيوتها فى دأب تعلم الناس كيف الاجتهاد وان السعى مركبة المجتهد لبلوغ النجاح والكائنات جميعها فى كبد . ,,,, فى ليال باهرة الجمال يعيش عبد القادر قصة حبه لإبنة عمه نجاة ,نجاة لقدورة وقدورة لنجاة ,يغشى دكان عبد التام ويشترى ورقتين من الشعيرية ونصف رطل من السكر وأوقيتين شاى حب ,يتجه مباشرة لبيت عمه ,يجده على التبروقة , لتوه انهى صلاة العشاء ,,قال :حرما ياعم ,,لم يجبه بينما كان يعتمد على رجل العنقريب يرفع سبحته , ويسأل هو الآخر : ات صحى بت اب فليجة باعت حواشتا وسايقا اولادا للخرطوم ,,كلمنى الصمد عبيد قبيل ,,المرة دى مطموسة ؟؟ - والله ياعمى بقولو ,,قالها وهو يسلم بنت عمه ورقتى الشعيرية وباقى الاغراض وهما يتبادلان الابتسام على ضوء القمر الشاب لتوه فوق نيمة عبد الجليل ,,فى أحايين كثيرة يجالسان القمر يتأملان أشكال كثيرة بداخله ,ويهيمان ,امرأة جالسة على عنقريب القد تفلى أختها الجالسة على الارض على فروة من جلد البقر تظهر بوضوح ,والسحاب يشكل نفسه بلوحات مختلفة ,رجل يمد يديه لقراءة الفاتحة , جبلين بينهما نهر , بيوت من الجالوص بلا أبواب بحوائط قصيرة ,أرتال من القطن فى تقى ,البص السريع العزازى المناقل مدنى وبالعكس وفى وسطه عند مستوى المقاعد مكتوب ,,الطيب أبو نورة , وترى حركة فى مبنى جميل مسور بأشجار ظليلة وأخرى طويلة طويلة هى السيسبان برائحتها الزكية وضابطين يتضحان بين الناس هما ضابط ادارى وآخر تنفيذى اسمه فريد , السحب تتلبد فيما بينها تبرق وتصدر صوتا عاتيا هو الرعد , هذا صوت الرحمة يارب فكيف صوت العذاب؟؟ تقول خديجة بت ميرغنى حين تظلم وتهب رياح وتمطر :" يا الله لو قنعت مننا كلمنا عديييييل ".. السحب فى حركتها الانسيابية القدرية تحكى قصصا للفرح وأخرى للتأمل , شجرتان تعتمدان على بعضهما البعض لئلا تسقطا , تسران لبعضهما , وآخرون ينادون ما وراء القمر والسحاب , ما وراء السماء ,,يستجلون الحقيقة ذاتها ,,والعقل ما خرج من محددات الاحتمال والتوقع , وليس للروح سقف , والجن يتربص بالإنسان هنا إن لم تمضمض فمك قبل النوم حتما الشيطان سيصفعك , تستيقظ بوجه ملتوى .. ومتى غاب أب لمبة فى الأسفار؟؟ . كنت حين تمر بالجزارة وترى الناس تطلب من النور الربيع ذي السن الذهبية كيلو اللحمة العجالى يمنحك امتارا من الكمونية زيادة ,,مستوى النظافة مبهر ويترك اثرا على المشترى يحفزه للتعجيل بمتعة الوجبة وتصل الى يقين حينها ان الادوار موزعة بين الذباح والسلاخ وكان سهلا وقتئذ التفريق بين اللص والجلاد والخفاض والحكام . الردا ء والقميص ,,المدرسة المتوسطة هنا تنفتح أوجه الحياة عبر اول تحول للمسارات ترتقى بك الى مدارج الوعى وتركيب الصورة الذهنية عن نفسك فى المستقبل ,,ها قد لبست القميص والرداء الآن تبدو متهيأ للغة الانجليزية : "جين اير" لم تكن تعرفها من قبل ,,الآن عرفت قصتها والمأساة التى أدخلتها فيها الغربة والعزلة التى لا تنتهى ,,"كدنابد" او الاختطاف وصرخة الوطن الجريح والأستاذ إبراهيم يحى .. والحصة قصة مع الاستاذ ادريس الحسين حيث تحس بعظمة اللغة العربية , مواضيع للإنشاء بعناوين ذات بريق . ولم ار استاذا للرياضيات ملتزما كالحاج اسحق قبل ان تأخذه مزالق السياسة , والأستاذ "مجك" يطوف بك فى عوالم التضاريس والمناخات تحسبه يبالغ فى الوصف .. والتربية الاسلامية تتسرب الى بواطنك بهدوء كدعاء الأتقياء مع استاذ عبدالله محمد طه ,أما الأستاذ محمد الحسن بابكر فيقوم بتدريس أكثر من مادة : اللغة الانجليزية والعلوم والرياضيات .. وود الشائب مديرا ,ها أنت تنتقل الى وعى بالذات تعطى مرحلة المبتدئين قفاك . كل شئ فى هذا الصباح مختلف ,,هذا صباح العيد الكبير ,,,عيد الأضحى المبارك , طعم الامنيات يختلف ,الاغنيات ,حتى الاحزان والذكريات , أوان ختم الامام خطبته التى اقيمت فى الساحة مابين قشلاق البوليس والسوق والتى دعا فيها الناس للتسامح والتصافى ,,تنتصب واقفا وتبدأ بالسلام وتبادل من حولك عبارات من شاكلة ,,كل سنة وانتو طيبين ,,القابلة على امانيكم ,,امانيكم الباقية ,,وانتم بخير ,,تهزك نبرات السلام ,,تهوم فى قشعريرات ان الانسان فى حاجة للسلام مع أخيه ,,ترتبك العيون لتحضن من حولها ,,تنسى الناس الامها وفجائعها ,,بعضهم جاء من اقاصى البلاد ليحضر العيد فى البيت الكبير ,,مع الاهل والعشيرة ,,ليقوى الاحساس عندهم بالاستقرار والأمان ,,وان شيئا مثل هذا مهم , وبينما انت تقالد هذا قبل ان تنفك تقالد آخر , تفضى الى ان القلوب تنجذب ان فتحنا لها الابواب وان اسرارا للحياة تنسكب لحظات التجلى وانك قد تكون صافحت مايزيد عن المئتين فى لحظات ملؤها الحب , ثم تجتمع باصدقاءك وتبدأ رحلة اخرى للبيوت ,,ان لم تزرنى فى بيتى فانا لست فى بالك , بدأنا ببيت ود البلة وبت الجيلى ولن تسمع لمناداتهم ,,كرموا يا جماعة تعتذر بأنك بدأت بهم وان المشوار طويل ثم تدخل عبر باب صغير الى بيت ود احمد تبارك العيد وتعود الايام الطيبة ثم حائط قصير يلج بك بعد عبور قطعة أرض فاضية الى بيت حاجة الحرم وعبد الله ود عوض الكريم تسلم حاجة الحرم على رأس كل واحد فيكم وتدعو لكم بالبركة ,, وأن يبعد عنكم البلاء,,تدخل نفاج وتسلم على المحكراب عموما فى حوش كبير كل منهم سور بيته على حدا , ويقابلك رضوان النور بفرح شديد ونحسب اصابع يده اليمنى لنجدها سبعة ,, نعدها للمرة الثانية هى سبعة بالفعل وكلها تعمل ,,لم نستطع تسمية الاثنين الزائدين فقلنا االامتداد الجديد ,,ضحكنا وضحك وعمت السعادة ,,ثم دخلنا بيت ناس الزبير شربنا قليلا من الماء وبدأ الذبح وربح البيع,,,,لم نر الشارع الا هنا , سلكناه لنصل الى بيت بت فزارى ولم ننسى خميس فريفيرة هو والحمامات التى هدلت بحضورنا وودعنا الكير عند باب الزنك القديم ,,ثقيلا كان وزنه ,,لكنه الكير ,,ثم دخلنا حوش آخر وبيت آخر وعيون الناس تجزل الفرح والانتباه الى ان اليوم عيد ,,العيد الكبير عيد الاضحى ثم جلسنا قليلا ورأينا بأم اعيننا ان البلدة كلها تحترق بنار الوقود وتبعث دخانا ازرقا عرفنا ان الشية جاهزة ورائحة تفوح فى الافق طيبة وصحون المرارة تتحرك فى أشكال دائرية (والببارى كلام الدكاترة بطلع من الدنيا دى كييت) هذا اوان المتعة وليحدث ما يحدث , والعلم افسد علينا كثيرا من الطبيعة وبعض الامور جهلها مريح , وشربت من عصير البلح " الشربوت" لسعة احسستها , سرت , فرصة للبوح لزم اغتنامها , تتجدد الامال , ليس كل الوقت للجد ,ليس كل الوقت للعمل ,,الارواح تكل ,وتعمى ,,دعوهم فهذا يوم عيدهم ,,الناس هنا لا تباشر التعبير ,مفردات مثل احبك لا يتم تداولها لكن سلوكا اقوى يحدث ,,يعبر بين الناس وتسرى بينهم الافعال الدالة على ذالك دون الافصاح عنها ,,حتى ان الزوجة لا تجرؤ علي نطق اسم زوجها ,,أمهات تلك العصارى التى لن تعود أبدا يرسلن اشارات فقط ,,قوية ,,معبرة ,,تفى بالغرض وأكثر مفردات ذات ظلال كثيفة تقال حين يتطلب الأمر ,,الحاج ,,أبو العيال ,,أبوكم ,,ايماءات بحياء تصل الى الجوهر والمضمون ,,الريدة تستشفها بكل بساطة ,,بينما الحنان يتدفق على الطرقات وفى الازقة ودكاكين الحلة وضل الدليب واشجار النيم شاهدة على العصر ,,حكم القادر امرأة طيبة للدرجة التى ان سالمتها واسترسلت فى سرد قصة حنينة بكت ,,هكذا هى ,,صوتها يؤكد صحة الزعم بأن هناك أناس دمعاتهم قريبة ,,صوتها يتناغم مع هذا الحس ,,طيبة ,,حنينة ,,أخرجت للدنيا ولدا لم يناديه الناس بغير الحنين ,,هذه هبة من الله وشيئا ليس للاكتساب ,,لدنى ,,ربما للارض يد ,دفق من المشاعر الجميلة ,,الأرض التى أنجبت أناسا" التكافل فيهم خصلة ,والتراحم بينهم أصيل ,لا يحتاجون الى اعادة صياغة , بطبيتهم متفردون , نسيج وحدهم. منظمة عالمية تعنى بنشر ثقافة السلام وفض النزاعات حضرت الى مشروع الجزيرة زارت قراه , فى يومها الأول أقامت محاضرات عن موضوعها , وباشرت اعمالها , ثم لاحظت انفعال الناس بمواقف الحياة فيما بينهم ,,نفير لبناء بيت أو مدرسة , دعم الزواج , وقوف الناس فى الاحزان ,, الكل يأخذ طعامه لبيت البكا , الكسرة مع الويكة البيضاءمع السلطة ورز مفلفل ولحمة ناشفة ,دفع الله تزوج من زوجة أخيه أم لثلاثة أولاد قبل أن تمضى الأيام وينفض العزاء ليعولهم ويقوم بواجب الرعاية تجاه أولاد أخيه , الآن تخرج محمد في الجامعة وأمتحن ابراهيم للشهادة الثانوية وتزوجت فاطنة أو فطومة كما يحلو لعمها بتسميتها ,, وانجب دفع الله بنت وولد يشبهون والدتهم فى صبرها ووالدهم فى حكمته ,أخرجت المنظمة أوراقها وأحرقتها فى الحفير الكبير طرف البلد وخلصوا الى أنكم دعاة السلام والمحبة . حاج على ود منير يعد من أواخر الرجال المحترمين فى الأرض , حين حضر أحمد الضقيل اليه غاضبا من تصرف ود محمود الذى صرف المياه الى حواشته وحجزها فى اتجاهها ومنعها من المرور , استمع اليه حاج على ود منير جيدا , أفرغ كل ما فى جوفه من هواء ساخن , وقدم اليه الفطور والموية وكباية الشاي السادة والقهوة ,,وبرد بطنه وقال له : ود محمود ماعندو حق ,, وبعد صلاة الظهر قابل ود محمود وهو يشتط غضبا إذ كيف يمنعه أحمد الضقيل من سقاية حواشته وهو أول دور واستمع اليه ايضا وقال له : عندك حق ,, وفى دكان البدوى تقابلوا جميعا , وقف الضقيل وهو يمسك بشعبة من الراكوبة ,, وود محمود بشعبة أخرى , وحاج على جالس على الارض يرسل رسائل المحبة كنبى , أن ليس فى الدنيا ما يستحق الخصام وأن المياه متوفرة والخير راقد , وأن يحفظا السرارة التى بينهما وأن لا يجعلا الناس تتفرج عليهما فتصبح فضيحة ,هكذا الحال دائما يصلح بين الناس ويأخذ بذمام المبادرة ويحل المشاكل بين المزارعين ويقوم باستنهاض الناس للقيام بالواجب فيما بينها ,, كان يرى مشروع الجزيرة بمثابة الجنة على الأرض , يعرف مواعيد الزراعة ومواقيت هطول المطر, وهو الوسيط بين مكتب التفتيش والمزارعين ويعرف مواقع الاقسام الثمانية عشر المكونة للمشروع وربما زارها جميعا , وزار معظم التفاتيش التى يبلغ عددها مائة وأربعة عشر مكتبا ، ويعرف معظم المهندسين الزراعين الذين يفوق عددهم الثلاثمائة وكانو يأخذون بنصائحه ويستشيرونه فى محاولة للاستفادة من خبرته ، ويفهم أن هناك مصالح حكومية متخصصة تقوم بعملية السند والدعم بالمشروع كوقاية المحاصيل، والإرشاد الزراعي، والبساتين، والإنتاج الحيواني، وإكثار البذور، وشئون المزارعين، وشئون الغيط، ويعمل بها مهندسون زراعيون , يعلم تماما على ود منير أن المشروع قام برتق الهوة بين ثقافات الاجناس والقبائل وبين أفراد المجتمع كافة وأن خدمات جليلة يقدمها للإنسان , فقط انسان . كانت هناك نقاط للتفتيش لكل وارد من محاصيل من النيلين الأبيض والأزرق لئلا تدس فى داخلها حشائش تضر بالزراعة , حبوب البطيخ المحمولة على اللوارى تثبت عند دخولها الحدود وتفتش جيدا , وكانت هناك مشاريع صحية تقوم على حماية المزارعين والوقاية من أمراض كالبلهارسيا والملاريا كمشروع النيل الأزرق الصحى , وهاهى السينما المتحركة تصاحب المشروع قبل بداية كل موسم تعمل على الترفيه وتوعية الناس بمخاطر الأمراض . يتنادى الناس بألقاب ابتدعوها من وحى تعاملهم مع بعضهم دون الغضب من ذلك , يجلس يوسف الخملة مع ابراهيم العر وبدر اب زرد وجعفر الزهيجان والعطايا الكلس وعبد الله ورمة ,,يجلسون جميعهم تحت شجرة دار اللقا , قصص يتندرون بها , بينما ألقاب أخرى لا يسألون عن مصدرها كالجارتوبو والجارعودو والجبدو ودق الحلبة , كاجمة, وأخرى كالحطيب وأب شلوق والناموس وتكالا والظلط , حتى النساء لايتنادين الا بما عرفن به منذ الصبا , الكلحية والجاز والعديلة ,, ابراهيم عوض هذا ليس اسمه , قليلون يعرفون أن اسمه محمد أحمد الشيخ , خبير بأصلاح أجهزة الراديو والتلفزيونات على قلتها ,يرى اللوحة الالكترونية واضحة كخطوط يده التى ترمز الى ثمانية عشر فى اليد اليمنى وواحد ثمانون فى اليد اليسرى بما يساوى تسع وتسعين فى مجموعهما أسماء لله الحسنى , قال حين تذمر من الكتاحة التى اجتاحت السوق بعد كتمة الثانية عشر ظهرا أن الأسماء مائة ,,قيل كيف ؟؟ قال : الكتاح !. سأل ابراهيم عوض الطيب الزين عن إبنه الملقب بالكيكو : ايكما أكبر أنت أم إبنك الكيكو ؟؟ أجاب الطيب الزين وهو يضحك : والله أنا من ما قمت لقيت الكيكو ,,, ضحكا حتى أنزلا نظارتيهما ومسحاها بطرف الجلابية وكفكفا دموعا للفرح وانصرفا يكملان جملا فى هذا اليوم واجبة . عندما سرق لص الجلابية بما فيها خطبة الجمعة من ود جميل الذى يؤم الناس فى مسجد السوق اتجه الى ارتجال خطبة تتحدث عن السرقة وعقوبتها ,,قال ود جميل غاضبا : إذا سرق أحدكم فان عقوبته قطع اليد وان كررها يقطع يده الثانية ,واستطرد منفعلا , وهكذا تقطع رجليه واذا سرق مرة خامسة لم يكمل جملته فإذا بابراهيم عوض يقول بصوت منخفض هو تانى يمشى كيف ؟؟ إلا كان يجي مدردق . النادى الأهلى زاخر بالكوادر فى شتى الضروب الرياضية و الثقافية و الإجتماعية ,,القميص بالرقم ثمانية قيمة عالية , يظهر فى كل شبر من الملعب , عمار دفع الله مايسترو يوزع التمريرات يمينا ويسارا وحين يهدف بالرأس صاروخا , هذا رأس ليس بثمن , أغلى من الذهب الخالص , وحين ذهب الإنجليز تركوا لنا نظاما إداريا يسترشد به , استلهمه رجال يتزينون بإحترام وتقدير كبيرين بالجلابية السودانية والعمة , السر محمد عمر واحد ممن يشار اليهم حين يذكر المجد , رئيسا للنادى الأهلى لأكثر من عشرة أعوام رفل فيها النادى فى نعيم وزهو عظيمين , بينما مثلت كلمات أزهرى ميرغنى ومحمد الزبير حين ليلة ثقافية زغاريدا فى بيت فرح ساعة جرتق فى عصار لن تعود ,,أبدا" . [email protected]