كان محمود جالسا على المقعد القريب الملاصق لشباك الحافلة المتهالكة راميا يده اليمنى على الفتحة التى تركها الزجاج بعد انزلاقه الى الخلف قليلا بصرير منخفض ,, يرقب بلا اكتراث الواقفين على المحطة الوسطى الخرطوم , من يضع صحيفة على رأسه خشية اشعة الشمس (...)
ها قد تجاوزت عتبة الاربعين ببضع سنين , تساقطت كحبات مسبحة قطع خيطها للتو ...لحظة فاصلة فى مسار العمر ..قريبا من نهاية المنحنى ,,, الأربعينات نقطة الانقلاب ...كيف مرت ؟؟ ..تسرب العمر سريعا بين الشقوق ...كيف انقضت ؟؟ , جهل الفراشات تحاومت حول نار (...)
العصارى التى لن تعود ,, أبدا . (الجزء الثانى ) لكل ارض جرسها ,, ولهذه الارض الكثير فى قلوب الناس وذاكرتهم , افراحهم وآلامهم عذاباتهم ولحظات المعزة الخاصة ,, خيباتهم وبطولاتهم. هذه الأرض أرجوحة التوازن ,, هي أنفاسهم ,, من استطاع منهم الموت مات بها (...)
الذاكرة لعنة الإنسان المشتهاة ولعبته الخطرة ، إذ بمقدار ماتتيح له سفراً دائماً نحو الحرية ، فإنها تصبح سجنه".,,مدن الملح - عبد الرحمن منيف .ألم تر كيف صعد حاج آدم على رأس الجامع ونادى فى الناس أن الصلاة خير من النوم بصوته
الجهور يختلج برقة وخشوع (...)