الطغاة كلما نهبوا طمعوا .اﻷنسان ﻻ ينساق الى العبودية اﻻ عن أحد سبيلين اما مكرها أو مخدوعا .أنى للطاغية بالعيون التي يتبصبص بها عليكم ان لم تقرضوه اياها؟ وكيف له باﻻكف التي بها يصفعكم ان لم يستمدها منكم ؟ كيف يقوي عليكم ان لم يقو بكم ؟ تنشئون أولادكم حتى يكون أحسن ما يصيبهم منه جرهم الى حروبه ... أعقدوا العزم اﻻ تخدموا تصبحوا احرارا .... فما أسألكم مصادمته أو دفعه بل محض اﻻمتناع عن مساندته ... اﻷطباء ينهون عن لمس الجرح التي لا برء منها . . الكتب والثقافة الصحيحة تزودان الناس أكثر من أي شيئ آخر بالحس والفهم اللذين يتيحان لهم التعارف والاجتماع على كراهية الطغيان ... فالطاغية يسلبهم كل حرية ... حرية العمل وحرية الكلام وحرية الفكر . . الحظ لا يتخلى أبدا من مناصرة اﻻرادة الطيبة . .اسم الحرية المقدس لا يجوز استخدامه مع اعوجاج القصد .. الناس يسهل تحولهم تحت وطأة الطغيان الى جبناء مخنثين . . الحرية تزول بزوال الشهامة . . الطغاة يضطرهم اﻷذى الذي يلحقونه بالناس جميعا الى خشيتهم جميعا فهم يستخدمون المرتزقة اﻷجانب في شن الحروب خوفا من ترك السلاح في أيدي رعاياهم . . أذا استتب اﻷمر للطاغية تكون غايته تصفية المأمورين بأمره من كل رجل ذي قيمة . . هل يعني القرب من الطاغية في الحقيقة شيئا آخر سوى البعد من الحرية . . أي وضع أشد تعسا من حياة لا يملك فيها المرء شيئا لنفسه ، مستمدا من غيره راحته وحريته و جسده وحياته . . أي عذاب أن يقضي المرء النهار بعد الليل وهو يفكر كيف يرضي واحدا ... يقرأ في وجوه أقرانه ايهم يغدر به يبتسم لكل منهم وهو يخشاهم جميعا ﻻعدوا سافرا يرى ولا صديقا يطمئن اليه ، الوجه باسم والقلب دام لا قبل له بالسرور ولا جرأة على الحزن . د.صبري فخري [email protected]