بسم الله الرحمن الرحيم في حياة الكثيرين مِنَّا أُنَاسٌ من المستحيل إرضاؤهم، فهنالك أناس يريدوننا أن نتبنى نفس فلسفاتهم في الحياة.. وأن نتخلى عن جميع أهدافنا التي لا تتماشى مع رغباتهم.. وإذا لم نرضخ لهم فإنهم سيشعرون بالغيرة من نجاحاتنا.. ويضعوننا في خانة الأعداء.. فكيف لنا أن نتعامل مع أمثال هؤلاء الناس؟! أفضل طريقة للتعامل مع أمثال هؤلاء هي: أن نتحلى بالشجاعة الكاملة ونحذفهم من حياتنا نهائياً.. أمَّا إن لم نستطع حذفهم فعلينا أن نتوقف عن السعي وراء إرضائهم.. لأننا مهما فعلنا معهم سيكونون في انتظار ثغرة صغيرة لينقلبوا ضدنا.. فهنالك أناس لن يرضوا عَنَّا أبداً.. وعلينا أن نَتَقَبَّلَ هذه الحقيقة ونعيش حياتنا ونتركهم يعيشون حياتهم ونحن نتمنى لهم التوفيق والنجاح.. فهذا أفضل ما يمكن أن نقوم به من أجل أنفسنا ومن أجلهم.. فنحن نريد أن نُرَكِّزَ في أهدافنا وحياتنا.. ولا نريد أن نقضي عُمْرَنَا كله في محاولة إقناعهم بأننا على حق.. فذلك مما يستنزف طاقاتنا ويُدْخِلُنَا في جدال ومعارك لا طائل من ورائها أبداً. وقد علمتني الحياة أنه في سبيل أن نُحَقِّقَ أهدافنا ونُرْضِي أنفسنا لابُدَّ لنا أن نُخَيِّبَ ظن بعض الناس فينا.. فنحن لن نستطيع الصمود طوال عمرنا أمام هؤلاء الناس.. ولن نستطيع أن نُبَدِّدَ كل وقتنا في الاستماع إلى نصائحهم وانتقاداتهم.. ولسنا على استعداد أن نتخلى عن كل أحلامنا ونجاحاتنا من أجلهم.. يقول هربرت سووب: "لا أستطيع أن أعطيك وصفة النجاح.. ولكنني أستطيع إعطاءك وصفة الفشل، وهي: اسعَ إلى إرضاء الجميع". I cannot give you the formula for success, but I can give you the formula for failure: which is: Try to please everybody وقد وَجَدْتُ أنَّ أفضل طريقة لنيل رضا الناس هي أن تُرْضِيَ نفسك وتعيش حياتك التي تختارها أنت.. من غير أن تظلم أحداً أو تخالف قانوناً.. أو تتدخَّلَ في حياة أحدٍ.. فبذلك سيتقبلك الكثيرون ويحترمونك ولن يتدخلوا في حياتك.. أمَّا عندما تسعى وراء إرضائهم على حساب نفسك وعملك وأهدافك.. فإن أكثر شخص سيتضرر من ذلك هو أنت. ولنتذكر دائماً: أنه ليس كُلُّ من يتدخل في حياتنا يريد ضررنا.. فهنالك أناس يتدخلون في حياتنا بدافع المحبة والرغبة في إسعادنا وهؤلاء هم: الوالدان والأشقاء والزوجات والأبناء والأصدقاء المقربون.. وعلينا أن نفعل كل ما نستطيع للحفاظ على محبة هؤلاء الناس.. أمّا إن لم تعجبنا آراؤهم فعلينا أن نتفاوض معهم بالرفق واللين.. وأن نُقَدِّمَ بعض التنازلات مقابل أن نكسب رضاهم.. فالعلاقات تبنى على التفاوض والأخذ والرد.. ونحن نحتاج إلى دعمهم ومساندتهم في الكثير من أمورنا. وهنالك آخرون يتدخلون في أمورنا لأنهم يظنون أنهم أكثر منا خبرة ومعرفة بالحياة.. وقد يكونون كذلك فعلاً.. وعلينا في هذه الحالة أن نستمع إلى آرائهم ثم نأخذ منها ما يفيدنا ونترك ما لا يعجبنا.. يقول جويل أوستن في إحدى محاضراته: "مِنْ حَقِّ كُلِّ شخص أن يُبْدِي رأيه.. ومن حقي ألا أستمع إلى تلك الآراء!". فإذا كُنَّا مقتنعين في صميم أنفسنا بأن ما نقوم به هو الصواب فعلينا أن نواصل حياتنا من غير أن ننشغل بما يمكن أن يقوله الآخرون عَنَّا.. سواء أكان هؤلاء الآخرون مِنْ أقاربنا أَمْ أصهارنا أَمْ كانوا زملاءنا في العمل.. ومن أجمل ما سمعت: "أننا عندما نبلغ العشرين نتساءل: كيف يفكر الآخرون فيما نقوم به؟.. وعندما نبلغ الأربعين فإننا لا نكترث كثيراً بتفكير الآخرين فينا.. وعندما نبلغ الستين فإننا نُدْرِكُ أنه لا أحد أصلاً كان يفكر فيما نقوم به!".. فعلينا أن نتوكل على الله ونعيش حياتنا من غير خوف ممَّا يمكن أن يقوله فينا الآخرون!! فيصل محمد فضل المولى [email protected]