ربما يذكر البعض المقولة الشهيرة لوزير الخارجية الامريكي هنري كسنجر – والعالم يحتفل بيوم الغذاء العالمي 1974 – انه وبحلول عام 1984 لن يكون في العالم جائع واحد والمعني واضح انه سيتم القضاء علي الجوع خلال 10 اعوام تحل بعدها الوفرة بين سكان العالم. قبل ان تضيع صدي مقولته ضربت المجاعة والجفاف بلدان عديدة من بينها السودان ومات علي اثرها ملايين من الناس والحيوانات. بعد 3 اعوام علي ما اعلنه كسنجر توصلت العالمة المجرية جودت كت Judith Kiss الي ان عدد الجياع في العالم سوف يرتفع الي 500 مليون جائع مضيفة الي ان البلدان التي تمتلك سلاح الغذاء food weapon هي امريكا وكندا في العالم المتقدم، وفي العالم الثالث يملك السودان والارجنتين نفس السلاح. (يمكن مراجعة دراستها الموسومة هل سيصبح السودان سله غذاء العالم؟). ثم تواصلت التصريحات اذ اعلن مدير منظمة الزراعة والاغذية الفاو ان العالم سيكون مواجهاً بارتفاع عدد الجياع الي مليار جائع بنهاية العام. واخيراً لابد من الاشارة الي ما اعلنه مدير البنك الدولي روبرت زوليك عن ضرورة التوصل الي اتفاق جديد بخصوص السياسات الغذائية علي مستوي العالم في ضوء الارتفاع الكبير في اسعار المواد الغذائية مشيراً الي ان تقديرات مجموعة البنك الدولي ان 33 بلداً ستواجه احتمال تفجر قلاقل اجتماعية نتيجة للارتفاع الحاد في اسعار المواد الغذائية حيث تشكل المواد الغذائية 50 – 75% من حجم الاستهلاك حيث لن يكون هناك هامش علي البقاء علي قيد الحياة. هذا عرض محدود لمؤشرات عن ازمة الغذاء التي تجتاح اماكن عديدة – السودان من بينها – وما يترتب عليها من ردود افعال من مكان لاخر حسب الظروف ولعل في ما حدث خلال هبة سبتمبر من العام الماضي في السودان من مظاهرات عنيفة واضطرابات جسيمة وخسائر في الارواح والممتلكات فيه ما يؤكد. ان الموضوع جاد ومهم. من الاستنتاجات التي تؤشر لذلك يمكن التوصل الي ان هناك خلل كبير يتصل بالانتاج الزراعي في السودان، في العرض والتخزين والترحيل وفي منظومة الاسعار وخلافه. في هذا سوء ادارة وهدر كبير لاتجدي معه المسكنات قصيرة الاجل لان السياسات الزراعية التي ما زال معمولاً بها لا تراعي كثيراً الابعاد الاقتصادية والاجتماعية، بل المؤكد ان هناك خللاً في التعاطي مع الازمة. ولكن ماذا يفعل المواطن السوداني والحال كذلك، وشهر رمضان المعظم علي الابواب هل يجلس الناس علي مائدة الافطار وطعامهم معجون بالصبر مثلما ظلوا يلوكونه. يتبع الميدان