لم أقصد الإستخفاف بالسائقين أياً كان نوع المركبة التي يجلسون خلف مقودها طالما انهم مؤهلون لتلك المهمة الحيوية التي تدفع بحركة الشوارع الدؤوبة حيثما كانت تنقل الناس الى مختلف الوجهات والمهام ! لكن في زماننا الحاضر وربما قبله في بلادنا التي تسير الان بلا قيادة رشيدة و عين الله ترعاها كما يكتب أصحاب الحافلات والشاحنات المتهالكة ! نجد أن هنالك أعداداً كبيرة من الصبية والفتيان الذين لم يبلغوا الحلم أو الرشد يقودون البكاسي والركشات و قبل ذلك الدفارات وهم لم يحصلوا على رخصة القيادة التي تُعطى لمن يملك الأهلية من حيث العمر و مهارة القيادة وفهم قوانين الحركة وأحترامها ! لم اجد توصيفاً لرئيس برلماننا الفتى المغرور الفاتح عز الدين الذي قفز الى قيادة دفار السلطة التشريعية المتهالك دون أن يكون مؤهلاً من كل النواحي لهذه المهمة التي جلس على كرسيها من قبل عمالقة التشريعيين والقانونين والعلماء والسياسيين من أمثل بابكر عوض الله و مبارك الفاضل شداد و النذير دفع الله ومحمد ابراهيم خليل وغيرهم من العظماء ولا ننسى حسن الترابي ومحمد يوسف محمد حتى لا نغمط الناس حقهم من حيث المؤهل المناسب للموقع مهما إختلفنا معهم ! الفاتح عز الدين صبي بلا رخصة قيادة يقود دفاراً سيء الماكينة مستهلكاً للوقود ويتحكم في ركابه بمزاجية الصبي الذي يأمر وينهي ويتباهى بطيش وفرادة قيادته ، ثم يضرب بقدمه الرعناء على دواسة الكابح ويوقف دفاره بصورة متهورة وعنيفة الى درجة إرهاب الركاب وتكومهم في كتلة واحدة ، ثم يأمر من لم تعجبه قيادته بالنزول ! فيا سائق الدفار طريق الديمقراطية إن كنت تعرفه جيداً وأنت لست كذلك هو لك ولغيرك وإن كنت تسير فيه بفهم قواعده فحينها تصبح سيد الطريق ولكن عليك أن تعلم أنك في لحظة أخرى حينما تدخل الى التقاطاعات تتوقف ليمر غيرك من الطريق الرئيسي فقد اصبح له حق أولوية المرور ! لكن الحق ليس عليك أنت وإنما على ولي أمرك الذي أوكل اليك قيادة دفار دون أن تكون راشداً لتلك المهمة ولا دفاره يصلح للسير في جادة الديمقراطية والأدهى والأمر أن مركز السلطة الذي يصدر التراخيص نفسه يقوم على الرشاوي والفساد غير آبه بالمخاطر التي تنجم عن ذلك الفعل الذي ينم عن استهتار الجهة المانحة لتلك الرخصة المزيفة ! فهلا نزلت يا سائق الدفار قبل أن تهلك بظلفك .. لآن هذا هو مصير كل المتهورين والطائشين من الذين يجلسون خلف مقود الدفارات غير الصالحة للسير وغيرها ! [email protected]