عن عمر البشرية سأستعين بمقال لمهاب مجدي يوسف منشور بتاريخ 19 نوفمبر 2013 على صفحات الحوار المتمدن . بما أن آدم حسب الأديان الإبراهيمية الثلاث هو أبو البشر لذا فعمر البشرية يبدأ منه حتى نصل ليومنا الحالي . حسب اليهودية و المسيحية فعمر البشرية يتراوح بين 6000 إلى 7500 سنة (و هو نفس التقدير الذي يعتمده الأصوليون اليهود و المسيحيون ، و منهم من يسمون بالخلقيين في أمريكا و الذين يرفضون الدارونية ، و يكاد يكون كل نقد الدارونية يتم بتمويلهم) . نأتي للإسلام : نبدأ ب" تاريخ إبن خلدون " الجزء الثاني صفحة 182 – في الموسوعة الشاملة – (... بين آدم ونوح عشرة قرون وبين نوح وابراهيم كذلك وبين ابراهيم وموسى كذلك ونقله الطبري عن ابن عباس وعن محمد بن عمرو بن واقد الاسلامي عن جماعة من أهل العلم وقال ان الفترة بين عيسى وبين محمد صلى الله عليه وسلم ستمائة سنة ورواه عن سلمان الفارسى وكعب الاحبار والله أعلم بالحق في ذلك والبقاء لله الواحد القهار.) ا.ه ... أي أنه:من آدم لنوح 1000 سنة من نوح لإبراهيم 1000 سنة و من إبراهيم لموسى 1000 سنة ... يتبقى من موسى لعيسى الذي سنبحث عنه ... و من عيسى لرسول الإسلام محمد (ص) 600 سنة .. نستعين بمراجع أخرى : ورد في صحيح ابن حبان ... كتاب التاريخ .. باب بدء الخلق .. حديث رقم 6190 (http://shamela.ws/browse.php/book-1729/page-9099) : ... أن رجلا قال : يا رسول الله أنبي كان آدم ؟ قال : ( نعم مكلم ) قال : فكم كان بينه وبين نوح ؟ قال : ( عشرة قرون ) .. أبو توبة : اسمه الربيع بن نافع ... قال شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح . -- و في رواية آخرى في " المستدرك على الصحيحين " .. كتاب التفسير .. من سورة البقرة .. حديث رقم 3039 أن رجلا قال : يا رسول الله أنبي كان آدم ؟ قال : نعم معلم مكلم قال : كم بينه و بين نوح ؟ قال : عشر قرون قال : كم كان بين نوح و إبراهيم ؟ قال : عشر قرون ... يؤكد : بين آدم و نوح 1000 سنة و بين نوح و إبراهيم 1000 سنة أيضاً . ج – الدر المنثور للإمام السيوطى .. سورة النساء .. آية 164 قال ابن عباس : وبين آدم وبين نوح ألف سنة وبين نوح وإبراهيم ألف سنة وبين إبراهيم وبين موسى سبعمائة سنة وبين موسى وعيسى ألف وخمسمائة سنة وبين عيسى ونبينا ستمائة سنة .. ا.ه .. هذا يؤكد ما بين آدم و نوح - و نوح و إبراهيم – لكن اختلف فيما بين إبراهيم و موسى و قال إنهم 700 سنة و ليس 1000 ... سنأخد المدة الأكبر أي 1000 سنة ... و أضاف إن بين موسى و عيسى 1500 سنة (الفترة التي تركناها أعلاه للبحث) .. و أكد إن بين عيسى و الرسول 600 سنة . تأكيد آخر لمعلومة أن بين عيسى و الرسول 600 سنة ورد في " صحيح البخاري .. كتاب فضائل الصحابة ... باب إسلام سلمان الفارسي .. حديث رقم 3732 " لنجمع عدد السنوات : 1000 ( من آدم لنوح ) + 1000 ( من نوح لإبراهيم ) + 1000 ( من إبراهيم لموسى ) + 1500 ( من موسى لعيسى ) + 2014 ( من عيسى حتى الآن ) يكون الناتج 6514 ... النتيجة متقاربة بين الديانات الثلاث مما يدل على أن مصدرها واحد ! لنرى ما تقول أبحاث الجيولوجيا و التاريخ و غيرها : حسب جيري كوين : (تاريخ الإنسان بدأ على هذا الكوكب منذ زمن قديم ، منذ أسلافه الأوائل قبل سبعة ملايين سنة) : Why Evolution Is True: Jerry A. Coyne (لماذا يعد التطورحقيقيّا جيري كوين منشورات مطابع جامعة أكسفورد، بنيويورك 2009م باللغة الانجليزية) ... منذ حوالي مليونين و ثلاثمائة ألف سنة يقابلنا العصر الحجري .. بدأ سكن الإنسان للكهوف منذ أكثر من مليون سنة عندما خرج الإنسان العاقل من أفريقيا على الأرجح ... هذا الإنسان الذي يظهر السجل الأحفوري أسلافه منذ حوالي مليونين من السنين في مجموعات تضم "الإنسان الماهر Homo habilis" و"الإنسان المنتصب Homo erectus" و"إنسان هيدلبرغ Homo heidelbergensis". من الإنسان العاقل الخارج من أفريقيا ظهر الإنسان الحديث (Homo sapiens) ...هذا الإنسان الذي بدأ يشيد مساكن خاصة به بدل الكهوف قبل أكثر قليلا من ثلاثين ألف سنة تقريبا ، و بدأ في إقامة المستوطنات الجماعية في السهول بداية الألفية التاسعة قبل الميلاد و اكتشف الزراعة و دجن الحيوان لا وجود له في النصوص المقدسة . قلنا إن هذا التاريخ الذي تدل عليه الأحافير من مخلفات الإنسان و تشمل الآلات و الكهوف و مساكن و منحوتات و رسومات و بقاياه من جماجم و عظام ...الخ و شواهد أخرى كثيرة ، هذا كله لا يساوي شيئا أمام النصوص المقدسة . نأتي لموضوع حكمة مكان و توقيت إرسال الرسل . حسب التوراة و الانجيل و القرآن فإن 22 من الرسل تم إرسالهم لفلسطين (أقل من واحد بالمائة من مساحة العالم) و انفرد الإسلام بذكررسولين (هود و صالح)أرسلا لمنطقة شمال الجزيرة العربية (أي قريبة من فلسطين) و نبي الإسلام الخامس و العشرين أرسل في منطقة الحجاز ، النسبة الكلية للمساحة التي يغطيها الرسل في حدود الواحد بالمائة من مساحة اليابسة ، و لله حكمة لا ندركها لاهتمامه بالمساحة هذه و ترك ال99% من مساحة اليابسة بلا رسل (على الأقل لم يذكرهم في كتبه الثلاث) و بعدد سكان ربما يساوون واحد من ألف من سكان العالم حين إرسال أي من الرسل و ترك 999 من ألف ، هذه أيضا حكمة يعلمها وحده . حسب الدين الإسلامي فعدد الرسل المذكورين خمسة و عشرون رسولا (جملة الرسل في رواية 313 و لكن لا نعرف عنهم شيئا إذ لم يذكر التاريخ أي رسول منهم) نلاحظ عن المذكورين جملة ملاحظات : أولا كلهم كما قلنا تم إرسالهم إلى فلسطين و ما جاورها ، حتى موسى أصله من فلسطين حسب القرآن ، فقط النبي محمد (ص) هو الإستثناء إذ مكان بعثته مكة في بلاد الحجاز . نعيد التأكيد أنه ربما لحكمة يعلمها سبحانه و تعالى أرسل رسله لأقل من 1% من العالم أرضا و سكانا و ترك أهل آسيا و أفريقيا و أوربا و الأمريكتين و استراليا و حتى نيوزيلندا ، كلهم لم يذكر أنه أرسل إليهم رسولا ... ثانيا نلاحظ الآتي : 1 - داوود ، سليمان ... أب و ابنه أرسلا لمنطقة واحدة خلال فترة زمنية واحدة تقريبا . 2 - لوط ، إبراهيم ، اسماعيل ، اسحاق ، يعقوب ، يوسف ... (ست رسل) لوط ابن أخ إبراهيم و اسماعيل و اسحاق ابنيه و يعقوب حفيده و يوسف ابن الحفيد و كلهم في فترة زمنية واحدة و تقريبا في نفس المنطقة . 3 - موسى ، هارون ، شعيب ... موسى و هارون أخوان و شعيب صهر موسى أي في فترة زمنية واحدة و كلهم طبعا من بني اسرائيل . 4 - زكريا ، يحيى ، عيسى ... زكريا والد يحيى و عيسى عاصر يحيى أي فترة زمنية واحدة (طبعا من بني اسرائيل) . هؤلاء أربعة عشر رسولا ، رسالاتهم في أربع فترات و الباقي أحد عشر رسولا أُرسلوا فرادى هم . آدم ، إدريس ، نوح ، هود ، صالح ، أيوب ، ذو الكفل ، إلياس ، اليسع ، يونس ، محمد (ص) ...لحكمة يعلمها سبحانه أرسل ستة رسل في فترة زمنية واحدة و انقطعت الرسالة ألف و خمسمائة عام بين موسى و عيسى علما بأن عدد الناس و المساحة المأهولة ازداد كثيرا . لحكمة يعلمها سبحانه لم يسجل التاريخ وجود الثلاث و عشرين الأوائل من الرسل ... لا منحوتة لا رسم لا ورقة بردي لا مراسلة بين دول و لا إشارة يتيمة و لا أي شيء ... لا أي شيء أو كلمة عن هؤلاء الرسل من موسى و حتى آدم ، لا ذكر و لا إشارة لهم في أي من الحضارات القديمة التي يفترض أنها عاصرتهم ، من الحضارة المصرية و حضارة نبتة أو الحضارة المروية إلى حضارات بلاد ما بين النهرين إلى حضارات بلاد الشام و الحضارات الآسيوية و حضارات أوربا ! سرحان ماجد [email protected]