عجيب أمر هولا القوم ! اذا قلنا انهم يأخذون الدنيا غلابة ، نكون ظلمنا مرمي المعنى من الوصف ، واذا قلنا انهم يتحركون بناء على وقع الافكار التى مسبقاً يرسمونها للخطوات التى يخطوها ، لاجحفنا في حق الصدفة التى اوجدتهم وساندتهم كما اوجدت وساندت امريكاء نظام المالكي في العراق ! .. فالحق والحق يقال انهم ليسوا بالظاهرة وحسب ولكن بالشي الذى يثير بالدواخل كوامن اللا يمكن وصفه من الغيظ المستتر بقبيح القول .. ( فالطازة ) واحدث البدع التى يختلقها مروجيهم وطباليهم هذه الايام فكرة صرف جهاز الامن والمخابرات الوطنى من مهامه الاساسية - هذا اذا كان له فعلاً مهام اساسية - والدفع به الى تنفيذ مهام وتكاليف وزارة الرعاية الاجتماعية مثل رعاية الفرق الرياضية وزيارة الفنانين وتقديم الدعم العينى الباهظ لهم ومصادقة ( القمرتجية ) ولعب دور الوسيط في عملية المصالحة ما بين ( ندى راستا ) و( بت الدابي ) ومحاولة هداية ( ود الحافظ ) والكثير الكثير من الكلام الفارغ الذى يتهدد مفاهيم النظرية الامنية من الاساس .. فافراد الامن وسط الاحياء وبين الحارات على قفاء من يشيل وضباط الجهاز - الغريبة يرتدون الملابس المدنية وهم بين المواطنين علماً على رأسه نار واوضح من ضباط الجيش والبوليس الذين يرتدون ( الكاكي ) ولاادرى لماذا لا يسهل الجهاز على نفسه عناء التناقض ويأمر منسوبيه بارتداء اللبس العسكرى الموحد اسوة بغيرهم من القوات النظامية الاخرى ! .. ففي الحى الذى اقطن به يسكن جوارى ضابط برتبة نقيب يتبع لجهاز الامن والمخابرات وكل مواطنى الحى والاحياء المجاورة يعرفون انه نقيب وينادونه ( يا جنابو ) ويعرفون نمرته العسكرية وراتبه والبدلات ونثرية المهام الامنية التى يتقاضها وسنين خدمته وموطنه الاصلي واين يقع مكتبه في موقف شندى والى اى ادارة ينتمي وكل المعلومات السرية المتعلقة بمهامه الامنية .. الخ ! في تحطيم مجنون للقيم الامنية يفصح عن مكنون ( البركة ) والصدفة المخلصة التى ترعى مثل هولا الدراويش ! . وكما اسلفت بعد تشويهه لمهام وزارة الشئون الاجتماعية ها هو الجهاز المؤقر يتصدر لمهام وزارة الصحة الاتحادية ويتبنى مشروع ( الرش ) بالمبيدات وسط الاحياء لابادة الحشرات ( الباعوض والذباب ) في لفتة ذكية بكل المقايس توضح ان وزارة الصحة تحتاج الى صحة موازية تمكنها من ممارسة دورها الصحى ، فالجهاز بهذه المهمة القذرة يحاول توصيل رسالة مشفرة مفادها انه يهتم لأمر المجتمع وفات عليه ان المجتمع اكثر ما يهتم لأمر منسوبيه الذين يشتكون لطوب الارض الفاقة وقلة الحاجة ! . فعندما تتداخل الاختصاصات ويتفاقم ( كسير التلج ) بالتدخل فى مسئوليات الوزارت فأن الطوفان يكون على الابواب وان ارتقاب الساعة السياسية يكون اقرب من حبل الوريد ، فالدول الفتية تستمد قوتها من كمال وعى اجهزتها الامنية ، فالامن يعنى السلام والسلام يعنى الطمانينة ، واصحاب النفوس المطمئنة هم صناع السلام الذى بالضرورة هو الامن ، فالسودان يحتاج الى جهاز امن ومخابرات بمعنى جهاز امن ومخابرات يتحرك في حدود اختصاصاته الامنية ولا يتعداها الى استيعاب ( الفنانين والفنانات ) ليكونوا ضباط برتب عليا يقودون المجتمع الى ثقافة ( الهشتك بشتك ) . ابتهال عبدالقادر سعيد [email protected]