في استنفار متفرد من نوعه هب ابناء قرية كرورو بالخرطوم خفافاً وثقالا لإعادة تشييد منزل ابنهم محمد عثمان محمد الذي حطمتة السيول بمنطقة صالحة جنوبام درمان , المئات من الشباب والنساء شاركوا في هذا النفير الذي استطاع ارجاع المنزل المتلاشي بطريقة تعيد الابتسامة لصاحبة المنكوب .! الذي يميز ابناء كرورو في ارادتهم الصلبة وتكافلهم الرحيم , انهم يحملون عزيمة لو وضعت على الجراح لبرئت وتعافت , تقع كرورو في منطقة الجبال الستة بمحلية هبيلا في جنوب كردفان , ويدير شئونها الاهلية المك الحكيم موسى حمودة التوم وهو رجل ادارة اهلية مديد البصيرة ومتسع العلاقات .. ويبدو على قرية كرورو تفردا اجتماعياً منقطع النظير اذ تقوم على منهج تكافلي يجعل ابناء القرية كالجسد الواحد اذا تعلل فية عضوء تداعى لة الجسد كلة , كما رايناهم يومذاك يتدافعون كالنحل في اصرار , يتجلى تلاحمهم وتوادهم من خلال النفير الإستثنائي الذي اقامة شباب القرية لبناء منزل احد ابناءها المتضررين من السيول التي اجتاحت الخرطوم مؤخرا , ويتفوق نفير شباب كرورو بدرجات كبيرة على البرنامج الرسمي لحكومة الخرطوم التي استرخت في احلك الظروف وتفرجت على احوال الطوارئ التي تحدثها الامطار على المستعضفين من مواطني العاصمة السودانية في كل خريف , ابناء كرورو اقاموا نفيرهم بجهد ذاتي خالص النوايا فحددو اشتراكاتهم وجمعوا التبرعات ليرجعوا لابنهم المفجوع بسمتة المفقودة , ويعيدوا لة منزلة بطريقة اكثر متانة وثباتاً , لا استطيع استيعاب الفكرة التطوعية التي يعايشها اهل كرورو منذ وقت طويل إلا لثقافة وجدانية نابعة من هناك, لم تكتمل عندي الصورة الا بعد ان اتصل بي الاخ الجميعابي منسق غرفة طوارئ جنوب امدر مان وهو ورئيس للجنة الشعبية لمنطقة القيعة شرق التي يسكن بها صاحب المنزل الذي جاء اهل كرورو لمؤازرتة وتجبير كسرة , طلب الجميعابي ضرورة مصاحبتة للوقوف على نفير شعبي يعيد لاذهاننا نبل السودانيين حينما تصيبهم المصائب وتحل بهم الابتلاءات .. فما احدثتة تلك النفرة الانسانية يضاف الي عمل جبار يستحق الثناء , بالفعل وقفنا على الطريقة التي تم بها بناء منزل محمد عثمان وارجاعة الي حالة في ايام معدودات بمساهمات عادية قام بها ابناء قريتة بجهدهم الذاتي ووفقتهم الصلبة , ومن خلال التظاهرة عرفت ان ابناء كرورو لديهم عبقرية مسبقة في انجاز مثل هذة النفائر .. وهي طريقة تمثل جذء اصيلاً من ثقافتهم المجتمعية في القرية الرحيمة التي شهدت اول مؤتمر للتمنية في جنوب كردفان عام 1975 كمايحدثي الاستاذ مجدي احد مثقفي كرورو الذي تولى امر الاحصاءات والعمل الفني المصاحب لهذا الاستنفار من حضور ومشاركات مالية ومعنوية .. وعرفت من خلال مجدي ان المجهود الشعبي الذي يبذلة اهالي القرية منذ وقت طويل اخذ يلعب دورا اساسيا في تاريخ بناء القرية واعمارها , فابناء المنطقة شييدوا بجهدهم الذاتي عدد من الدور الاجتماعية والتعليمية منها مدرسة كرورو المختلطة وشفخانة القرية ودار المؤمنات و نادي الشباب على سبيل المثال لا الحصر وهي مقدرات قامت بالفعل على المجهود الاهلي الذي ساهم بدرجة كبيرة في بناء القرية ونهضتها . [email protected]