لم يدم تقديرنا للاخ كرار طويلا فحالا ما ظهرت بوادر اهداف الرجل العامة والتي جاء للجهاز من اجلها وكنا علي راس مظلمة بينة وهي اراضي المغتربين غرب ام درمان والتي باعت فيها الدولة ممثلة في بنك المزارع اراضي لا تملكها للمغتربين, اذ يملكها بنك الثروة الحيوانية ومرهونه لبنك اجنبي مقابل امور مالية مرتبطة بمسلخ غرب ام درمان وامور كثيرة والشاهد ان جهاز المغتربين بدلا ان يتصدي للمشكلة , منعنا نحن اعضاء اللجنة من حتي الاجتماع في الجهاز , عموما سلكنا طريق المصابرة والوفاء بعهد التكليف الي ان وصلنا رئاسة الجمهورية -- النائب الثاني –الحاج ادم يومها الذي لم يتواني في ان وجه بان ترفع هذه المظلمة فورا واستجاب الوالي ووجه في نفس الاتجاه ثم كبل الامر بواسطة اساطين الفساد التي وللاسف انها اقوي من سلطة الدولة -- ارجو ان اصحح خطأ اثاره احد المتداخلين في مؤتمر المغتربين الاخير بان هذه المشكلة حلت , لكن الحقيقة غير ذلك وما زالت تراوح مكانها لكن الامل في الحل موجود كان لا بد من هذا التقديم اذ انه وبعد ابتعادنا عن مناخ الغربة والمغتربين بعد عودتنا 2009 لم نتابع بعدها خاصة في شان التعليم والامور الاقتصادية التي تخصهم والتي كنا نكتب عنها—لكن اتصل بي نفر كريم وألحوا أن أذهب معهم لمقابلة الاخ سوار , الامين الجديد وانه ستكون عندي الفرصة للتحدث للامين , واقدم مقترحاتي التي يمكن ان تساعد الرجل في تطوير أمر الجهاز كنت مشغولا وقد ثبت عندي بالدلائل ان الانقاذ رسخت لاعتبارات سالبة ضد بعض الناس ونحن منه , لكن في الحقيقة بدات تتبلور في ذهني فكرة ذات شواهد عملية ابطالها بعض ابناء كردفان الذين هم خارج الجيل المتلهف للفساد واللغف الذي تربي بعد المفاصلة واغلبهم في السلطة–حكي لي احدهم ان ساعة المفاصلة التي بدا واضحا ان ابناء الغرب من الحركة الاسلامية مالو نحو جانب الشيخ الترابي–قال لي الاخ أصر عليه أحد أعضاء المذكرة ان يكون من تيارهم وقال لي الح الرجل وصحبني الي بيتي وجلسنا نتجادل حتي اسفر الصبح وهم بالمغادرة يائسا من التحاقي ببهم—فقال لي , نحن سنحكم باي كيفية لكن والله حينما تعودون للصف لن تجدوا انقاذ ولا إسلام—ونسي ان يقول ولن تجدوني انا ايضا لان الرجل افضي الي رب العالمين الان له الرحمة—وحدث ما حدث والحكم بالشواهد اذ ضرب الغلو في الفساد والهوي البلاد وصار الناس فعلا كابل المئة لا تكاد تجد فيهم راحلة في هذه الظروف تقدم نفر من ابناء كردفان الصابرة والمحتسبة علي التهميش الذي طالها وكانوا لا تخلو نفوسهم من كبر وطهر امهم واحسبهم الطليعة المنجية للسودان من الهلاك لان فيهم الحس القومي وعفة اليد واللسان –تقدم من هذا الًصنف احمد هارون الذي حاول العديد منهم ليلحقوا به لنهضة كردفان ولكن تخوف البعض لان امر هارون كان حمالا للاوجه لكنه كما اجمع الناس لم يتهم بفساد—سوار اصابه شئ من رزاز التنابذ بالا فساد لكن الدلايل العملية لم تكن بينة ذهبنا للرجل فقال لنا احد الاخوة اصلكم يا ناس كردفان ناس جفاف وتصحر من يوم ما جا زولكم الفول نحن في تتلتله – فانشرحت نفسي للرجل دخلنا – والماء وعصير التانك كانت مستساقة الرجل يبدو جادا بمعني انه يريد ان يستقل كل المتاح من حوله من وقت ومال لخدمة قضية المقتربين وهكذا سماها وقد اسمعنا في مداخلاته كثير من الرؤي التي كنا نحملها –ويظل من نقاط حمده الباكرة هي انعقاد المؤتمر الذي فيما اعتقد كان سياسيا اكثر منه خدميا لاهداف المغتربين واحتياجاتهم الواسعة فان كان حقيقة يروم النهوض بالمغتربين ودون ان نتورط في امره بالامل الذي وسع مساحة الامل عندنا ,من الدكتور كرار وكانت النتيجة غير مرضيه—فان رسالتنا له مبسطة وفي النقاط الاتية 1/لابد للجهاز ان ينشئ مؤسسة تدرييب اكاديمية وفنية (Orientation Institute) ) توضع لها المناهج العالمية وتمنح الشهادات العالمية التي تحسن وضع قدرات المغتربين الفنية اينما حلوا اذ ان الغربة كما نري في السودان ستكون امرا مستمرا –هذا ليس بدعا فان ما نري من الافارقة الذين يركبون الاهوال نحو اوربا يحملون من الشهادات العالمية التي تحمل براءة التدريب المتفق عليها عالميا—كما ان هذه المؤسسة التعليمية التي تعمل orientation للغربة يمكنها ان تصنع نفس الشي للمغتربين العائدين تصنف قدراتهم وتحقن بهم مواقع الاحتياج اليهم في السودان وتكون الافادة مزدوجة للمغترب ومنه—لا اعتقد ان ثمة من يعمل هذا العمل المفيد غير انسان متجرد لا يفهم ان وجوده في موقع عام هو تقسيم للثرة والسلطة ولنتفاءل اكثر بوضع جدول لاستقلال امكانيات الغربة ووضعها لتفادي تجارب مغتربي الثلاثةعقود الاخيرة كما ان الاعداد الشكلي والاعداد الظرفي لطبيعة الامور التي تواجه المغتربين وتضيع اوقاتهم وربما تدخلهم السجون—ان هذا المقابل المحسوس للمغترب ربما يكون ايضا اعدادا للمغترب يجعله يبرر او يتقبل ما يؤخذ منه من جبايات 2/ تجربتنا في المساهمات في البنوك والشركات السودانية كانت مضيعة لمدخراتنا فتخيل ان اسهما باكثر من عشرة الف دولار تصبح قيمتها باقل من الف دولار ولا يمكن تسييلها—فان اشراك المغتربين في مثل شركات المساهمة هذه ينبغي ان تدرس من اجله تجارب المغتربين الاخرين , كالبنانيين مثلا , فانشاء بنكا عالميا يمكنه ان يحافظ علي قيمة النقود وكما في اساليب المقاصة العالمية يمكن عن طريقة ادارة تجارة عالمية من خلف الحصار الجائر للبلد وهنا تكمن الفائدة فعلا من قدرات المغتربين ومن الحجم الكبير لمدخراتهم والمحافظة لهم علي قيمة نقودهم بلا استكرات 3/في الغربة طبقات افقر من الموجودين في السودان فلذلك لا بد للجهاز وعبر شركات المغتربين التي بدأت علي استحياء ان تنشا لهم التجمعات الوسيطة والميسورة التملك اذ ان اعداد كبيرة من المغتربين انحدرت بعد العودة الي قاع افقر الناس نرجو ان يوفق سوار في تضمين المغتربين في شريحة الاسكان . 4/ تعليم ابناء المغتربين هذا مرارة ازلية في حلوقهم لا بد من الاجتهاد لعمل شئ واضح في امرها يمكن لك ان تدير هذا الامر من مكتبك وتطلب من ناس كل اقليم ورقة تدرس تعليم ابناءهم وتحدد مقترحات التطوير لذلك وكما اقترحنا ان ينشئ جهاز المغتربين صندوقا خيريا وقفيا لحلحلة اشكالات ابناء المغتربين والاشراف عليهم – لا بد من ذلك لان واقع السودان اصبح ليس من السهل ان يترك لطالب صغير مواجهته اخواننا الذين حرروا السلوك كما حرروا السوق