برغم من أن المواثيق التي توقع من قبل تنظيمات تحالف القوى الديمقراطية الوطنية دوما" تكون جيدة على المستوى النظري ولكن لها خاصية الشيخوخة السريعة بفعل الزمن وتظل حبيسة الأوراق الموقعة وتحفظ في ارشيف ذات القوى على انها وثيقة وقعت ذات يوم لأهداف سامية ونبية وطيبة وهذا ما يجعل موضوع التوقيعات والتحالفات والإتفاقات شئ روتيني لا جديد منه فقد كان من قبل العديد من المواثيق الموقعة في اسمرا واديس ابابا وانجمينا والقاهرة وكمبالا وآخرها اتفاق باريس وكلها جيدة ولها القدرة على جعل قضية الشعب السوداني حية وفي طريقها الى الحل سلمي كان او عسكري ولكن المهم هو التنفيذ لما يوقع عليه وجعله واقعا يمشي بين الناس وتبني الخطوات العملية على الارض وتؤسس لعمل سياسي قوي وحقيقي يخلق تغيير على الارض وينقل الى إحداثيات متقدمة ينطلق منها الحوار لثورة البناء والتعمير بعد ثورة التغيير الحتمية هنالك عدة اسباب جعلتني متفائلا" على المستوى الشخصي بهذا الميثاق بالرغم من عدم تحمسي للمواثيق الكثيرة التي لا تعقب بعمل حقيقي والتي اعتدت على متابعتها بين حين وآخر من فصائل القوى الثورية الديمقراطية ولكن لأسباب تتعلق بشخص الشيخ عبد الله ازرق طيبة الرجل الهيبة كما نقول ويقول مريديه ومحبيه ولما للرجل من احترام لدى جميع المشاركين في ميثاق طيبة ولما للشيخ من مكانة دينية فهو من العارفين بالله والذي نحسبه والله حسيبه من الصالحين وله لدينا وافر الإحترام لمكانته الدينية ومواقفه المبدئية ومبادراته التي يجب ان تثمن من قبل الموقعين بالحراك القوي والفاعل الذي ينتظره الشعب السوداني لتحقيق كرامته وحريته السخف السياسي والغباء المفرط الذي يواجه به النظام الأزمات التي كان سببا لها بمواقف تثير السخرية والشفقة أكثر منها تثير الغضب وآخرها موقفه من ترشيح البشير مرة أخرى بعد 25 عاما من الفشل ولم نحصد منها سوى التشظي والإنهيار التام لكل مناحي الحياة في السودان سياسيا وثقافيا واقتصاديا وتعليميا و صناعيا ورياضيا ولم يبق لنا سوى الامل في التغيير – كل هذا يجعل من ميثاق طيبة ضرورة ويكسبه قوة لأن الحوجة الملحة للتغير لم تعد تخفى حتى على قادة النظام نفسه بالرغم من أن الحزب الشيوعي السوداني لم يوقع على الميثاق ولكن هذا لا يعفيه من الإنخراط مع المكونات الأخرى لعمل جاد وفعال في عملية التغيير وهذا ما درج عليه الحزب في الفترة السابقة من المواجهة والمصادمة من أجل حقوق المرأة والمفصولين ومكافحته في إحلال النقابات المزورة السلطوية بأخرى شرعية والشعب السوداني شاهد على ذلك دون مزايدة أو مغالاة فهذا واجبه قام ليحل قضايا الوطن من المغالطات الخبيثة التي يطرحها منسوبوا النظام علاقة ميثاق طيبة بميثاق باريس ولكني على يقين بأن الميثاقان لا يتناقضان أو ينسخ احدهما الآخر ولكنها يكملان بعضهما البعض وكلاهما صالح للمرحلة القادمة و قادر على قيادة الشعب السوداني العظيم الى ما تواثقت عليه كل مكوناته النقابية والسياسية والمجتمعيه كهدف واحد هو اسقاط النظام الفاسد وإحلاله بآخر قادر على حل المشكلات التي يواجهها الشعب السوداني لكي يتسنى لنا ان نعيش في وطن الحرية والسلام والعدالة ويبقى بيننا الأمل في التغيير دوما ،،،، [email protected]