لدغة عقرب ما يشهده السودان في فترة الانتقالات والتسجيلات لو رصدنا ما تشهده كل دول أوروبا أو حتى إفريقيا واقرب دول الجوار مثل مصر فان كل هذه القارات مجتمعة لا تشهد هذا الكم الهائل من إعداد اللاعبين من مختلف دول العالم والذين يتوافدون للتعاقد مع الأندية السودانية والصحف بلا استثناء تفيض صفحاتها بالوافدين من اللاعبين والوكلاء حتى بلغ إعداد المتطلعين من عطالة الكرة ما يفوق عدد اللاعبين المسجلين في كشوفات الأندية السودانية وبصفة خاصة الهلال والمريخ فالصحف لا تخلوا في اى يوم من القادمين الجدد بحثا عن نصيبهم من الأموال إلى تتحدث عنها الصحف بالمليارات لم يتخلف وكيل او سمسار ا طالب عمولة في أن يشحن افشل اللاعبين بالعشرات نحو السودان لأنها الفرصة الوحيدة لحصد الدولارات مستغلين في ذلك انه متى تم تناقل خبر اى لاعب وصل للسودان حتى يتسابق الناديان من اجل حرمان الآخر منه بعد أن انعدمت الأسس الفنية دون مراعاة لحاجة الفرق وسد النواقص فيها بسبب غياب المعايير الفنية لتقييم اللاعبين . ولعل أهم دليل على هذا المرض الذي أصاب الكرة السودانية إننا لم نشهد لاعبا واحدا تسعى أنديتنا للوصل إليه بجهد النادي وإنما هو الذي يقدم نفسه طواعية بواسطة وكيل أو سمسار بل الأدهى والأمر من هذا إننا لم نشهد بين اللاعبين الذين فاض بهم سوق السودان الفاسد من هو لاعب مرتبط ويلعب لنادي يستوجب التعاقد معه التفاوض مع نادية لأنهم في واقع الأمر عطالة الأندية وان كان منهم من يلعب للنادي وانتهت فترة تعاقده فلا احد من مسؤولي أنديتنا يسعى لمعرفة أسباب عدم رغبة ناديه في التجديد له إن كان لاعبا ناجحا أو ربما يكون مصابا او بلغ من العمر ما قلل من قدراته لمزيد من العطاء فيطلقون سراحه لعدم الحاجة إليه. استجلاب الأجانب المحترفين ليس حرفة تعتمد على حشد كم هائل منهم وإنما العبرة بالكيف حيث إن ما يحققه لاعب واحد تتوفر فيه المعايير حسب حاجة الفريق يغنى عن عشرات من المحترفين ولكن الوصول لهذا المستوى من الأجانب لا يتحقق في من يعرض نفسه كسلعة مباشرة آو عن طريق سمسار أو وكيل فلو انه كان ناجحا لسعى إليه النادي وليس هو الذي يسعى إليه: لهذا كم هو غريب حقا أن من تتعاقد معه أنديتا وقمتنا ليس بينهم من يكمل فترة تعاقده أو يتم تسويقه قبل ذلك بل يدفع ناديه مزيد من المال ليتخلص منه بحثا عن بديل لا يقل فشلا عنه وهكذا تدور الساقية مليارات ومليارات بلا حساب وضوابط والحال يبقى على ما هو عليه حيث لم تشهد أنديتنا محترفا أجنبيا أكمل فترته حتى نهاية عقده أو تهافتت نحوه الأندية أو طلبته قبل نهاية فترته بما يحقق ربحا لنادية فالزمالك المصري عندما تعاقد مع ايمانويل بنصف مليون دولار لعب له دورتين حصد فيها الزمالك البطولات الإفريقية أكثر من مرة وقبل أن تنتهي فترة تعاقده الثانية حقق للزمالك مليون ونصف مليون دولار ربح حيث تنازل عنه مقابل أثنين مليون دولار كما حدث نفس الشيء مع حارس المرمى انطوان بل الذي تعاقد معه المقولون وهو في الدرجة الثانية وصعد به وحقق له البطولة الإفريقية فمن هو اللاعب الذي ضمته أندية القمة وحقق لها بطولة أو عائد مادي يفوق ما دفعه مقابله. فهل من دليل على فشل أنديتنا اكبر من هذا. ويا ناس يا هوى خلاص ما في إداري ناجح في أنديتنا يعرف كيف يتم العامل مع الاحتراف ولماذا تلدغ الأندية من نفس الجحر كل موسم. قليل من العقلانية حتى تستقيم الأمور حتى لا يصبح السودان سوق الخردة والمرتجع من الفاشلين.