الوطن حبنا المنسرب فى احساسنا رغم الجرحات الساكنة فينا عبر احلامنا لكن مع الانتكاسات انه السودان العشق الكامن .. فبقدر ما تحبطنا الانكسارات لا اتمنى إن نفرغ احساسنا من حبه والاعتزاز به فلا مسافة بين الذات والوطن الا الوطن فهل نترك اغلى ما نملك لمن لايستحق؟ الاستقلال من اين ومتى وكيف؟ او ليكون السؤال هكذا هل مازالت ذكرى الاستقلال قيمة نستنشق عبيرها ام إننا ننبش فى ذاكرة احلامنا عن معنى قتله الاستبداد ودفنه الاستعباد ام اصبح البحث عن الانسان السودانى يحتاج الى مصباح علاء الدين لنحقق امنياتنا الهاربة فنحن اصبحنا نستدعى المستحيل من الامنيات لنغير واقعنا المتداعى.... اصبح غير مستغرب إن ترى جنسيات اخرى تحمل وثيقة الجنسية السودانية جنسيات حدودية تجتاز مفازات بلادنا تحت سمعنا وبصرنا...فكيف تتسرب مثل هذه الوثيقة الى يد العابثين لتكون سلعة حسب العرض والطلب ؟ كيف يصبح التشادى سودانى وجذور اصله لم تعبر الحدود الينا ؟ كيف يتسنى لكل من هب ودب ليصبح سودانى من غير حق شرعى الى متى تظل اوراقنا الثبوتية مجرد حبر على ورق وبعيدة كل البعد عن معيار المصداقية القانونية الذى لايقبل التفريط؟ ماهى الجهة المخول لها بالاصدار ؟ والتى يفترض إن لا تكون محل مساومة او رشوة وغش . وحسب قانون الجنسية السودانية لسنة 1994 تعديل سنة 2005م... 1-يجوز للوزير إن يمنح الجنسية السودانية بالتجنس لاى اجنبى اذا قدم طلبا بذلك بالشكل المقرر واثبت للوزير انه:- أ-بلغ سن الرشد ب- كامل الاهلية ج - مقيم بالسودان لمدة خمس سنوات او اكثر . د - حسن الاخلاق ولم يسبق الحكم عليه بعقوبة جنائية فى جريمة مخلة بالشرف والامانة. 2- لاتمنح شهادة الجنسية السودانية بالتجنس لاى اجنبى بموجب احكام البند (1) الا بعد إن يؤدى يمين الولاء بالصيغة الواردة فى الجدول الملحق بهذا القانون . فان كان وزير الداخلية هو الجهة الوحيدة المخول لها بمنح الجنسية فكيف تخرج هذه الوثيقة الخطيرة لكل مشترى وكيف ولماذا تصدر بهذه السهولة بدون مسائلة او متابعة من الجهات المعنية وتمنح لاجانب لا تربطهم اى صلة بالسودان ؟ علما بان معظم الذين منحتهم الدولة هذه الوثيقة لا تربطهم بالبلاد غير المنفعة المؤقتة فالجنسية عندهم مجرد وسيلة العبور للضفة الاخرى ... والسؤال الجوهرى هل كل من منحتهم الدولة الجنسية قد استوفوا كل الشروط؟ ونحن نعلم تماما ونرى اشخاص تم منحهم هذه الوثيقة بطريقة ملتوية وعشوائية وهناك من يقبض الثمن داخل الاجهزة الامنية لتمرير الجنسية الى من لايستحق وليست هذه مجرد تكهنات او استقراء عشوائى ولكن قابلنا اشخاص قاموا بدفع مبلغ 5000 جنيه فقط لقاء منحهم الجنسية لافراد يعملون فى الجهات المعنية...وتم منحهم الجنسية والذى بموجبها يتم اصدار الجواز السودانى... ولم يتعدى تواجدهم داخل السودان اكثر من ثلاثة شهور فقط ...فما هى تبريرات شرطة الجوازات فى مثل هذا الانفلات الخطير.. والذى يجعلنا عرضة للتغول الخارجى والاستحواذ اجنبى المكثف على حقوق المواطنين والوطن وضياع هيبة الوثيقة نفسها وبالتالى تقزيم الانسان السودانى فى الخارج ويترتب على ذلك كل ممارسة تمارسها هذه الفئة المحسوبة مباشرة على الجنسية السودانية . وللاسف إن من تمنحهم الدولة هذه الجنسية ليس علماء او اساتذة جامعات او اطباء او حتى اشخاص صالحين اجتماعيا انما هى فئات منفلتة لا يمنحوا البلاد الا الجريمة ليفتحوا لنا ابواب الدعارة والمخدرات والمزيد من الدمار الاجتماعى والتفكك .... هل اصبحت الجنسية السودانية رخيصة حتى تباع وتشترى حسب العرض والطلب وبين الشارى والبائع يفتح الله..هل بلغ حال الفساد حتى طال اهم وثيقة ثبوتية يحملها المواطن فاصبحت هيبة البلاد عارية يغطى عورتها ... الفساد ... فالله المستعان . [email protected]