قبل ايام كان رئيس البرلمان الفاتح المنصور يناجي بعض من منسوبي الحزب الحاكم..دكتور الفاتح اخبر الحضور ان بلادنا في غضون خمس سنوات ستحقق فتوحات اقتصادية ..استخدم دكتور الفاتح عزالدين مقياسا مدهشا حيث قال وقتها لن تجد الزكاة رجلا من بني السودان يستحقها.. بالطبع كان الرئيس المنصور يشير الى مقاربة العهد القادم مع عهد الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز . حملت تلك المشاهد الى خالي الذي يسكن ضاحية قصية بأم درمان..خالي هذا من عباد الله الصالحين ..يعتلي السقالة ويستخدم (المستطريم) ليوفر قوت عياله..يمضي الى المسجد ليؤدي صلاة الجماعة ..كان شديد الحماس لبيان الإنقاذ الاول الذي وعد بمحاربة الفساد وإقامة دولة العدل وتحقيق السلام ..قبل سنوات قليلة بات الخال متحفظا تجاه ذاك التأييد المطلق..منذ اشهر بات يمتلك الجراءة لنقد التجربة بتحفظ. عندما حللت عليه ضيفا سألته ان كان سيشارك في الانتخابات..وضع الرجل عمامته التي وضع الزمن عليها آثاره وتحسس راسه الاشيب ..أوجز خالي موقفه ان الشعب وصل مرحلة ان يأكل لحم الحمير والكلاب ويضطر للاجهاز على الميتة ومن قبل لم نكن كذلك ..كنا نصدر القطن والسمسم والآن نصدر بعض من (شرفنا ) الى دبي..قال لي خالي كانت مصانع النسيج شامخة في الخرطوم بحري والحصاحيصا..الان حلج القطن يحتاج مسيرة نصف يوم... كنا أكبر بلد في افريقيا والآن نحن من أفقر دول القارة ..اشفقت على صحة خالي وطلبت منه التوقف فما أكثر الماسي والمسالب. الان يشغلني شاغل كيف يرى ولاة أمورنا الصورة..نائب الرئيس السابق قال قبل الإنقاذ كان كل مواطن يملك قمصين.. مسئول اخر استخدم مقياس (الهوت دوق ) في قياس رفاهية الشعب السوداني .. ولكن احمد كرمنو القيادي في الحزب الحاكم ( فات الكبار والقدروا )..كرمنو ذكرنا ان الشعب لم يكن قبل الإنقاذ يستخدم (الموبايل)..الان وبعد ربع قرن من الزمان يطالب مولانا الفاتح عزالدين بزمن إضافي لتحقيق المعجزة الإنقاذية. في تقديري هنا تكمن المشكلة.. الحكومة ترى الشعب في سعادة يحسد عليها..حكامنا تطاولوا في البنيان ..من قصورهم العالية باتوا ينظرون الى الناس مجرد كائنات صغيرة لا تستحق الاحترام .. نحن عند الحكومة مجرد ناكرون للجميل وجاحدون للنعمة. حينما قدم المرشح رونالد ريجان نفسه مرشحا للرئاسة الأمريكية كان يسال الناس هل انتم الان افضل مقارنة بالأربع سنوات الماضية..عزيزي المواطن قبل ان تقرر موقفك من الانتخابات قارن حالك بأربع سنوات مضت..بعدها لك ان تصدق المنصور أو تكون مثل خالي الذي استوعب الدرس ولكن بعد سنوات طويلة. (التيار). [email protected]