كنت قد كتبت في مقالٍ سابق عن إنتخابات البشير وحزبه وعن عبثية هذه الإنتخابات التي تجيء بالمخالفة للدستور ونصوص بالرغم من عدم شرعية الدستور نفسه والذي يقنع البشير به نفسه ويستظل بنصوصه المتهتكة ذلك أن كل قانوني نال حظاً من العلم يدرك أن هذا الدستور لا يساوي الحبر الذي كتبت به نصوصه وهو دستور وضع لإمضاء إتفاقية سلام لاتسعي لإنهاء الحرب الأهلية بالقدر الذي كان مقصدها حماية النظام (الإخواني) والتكريس لتمكينه في الأرض .. كما إننا نجد أنه لاخلاف بيننا أن نظام الإخوان الذي حكم السودان هو أكثر الأنظمة فساداً ودموية في عالمنا المعاصر ...نظام لا يخاف الله ولم يستحي من إتخاذ الدين مطية لأهوائه بلا خوف من عقابٍ في الدنيا أو حسابٍ يوم يقوم الناس لرب العالمين . ولو كانت اللجنة العليا للإنتخابات تمتلك ولو ذرة من ضمير أو قليل من جرأة لرفضت وبلا تردد الطلب الذي تقدم به من يسمي نفسه (المواطن عمر حسن البشير) لسبب قانوني ودستوري واضح وهو أن ترشح (المواطن المذكور) يخالف الدستور الذي يمنعه من ترشيح نفسه لأكثر من دورتين ويمكن لأي مواطن التقدم بطعن دستوري ضد ذلك الترشح علي الرغم من أن النتيجة الحتمية ستكون شطب الطعن . ورغم أن كثيراً من المعارضين الشرفاء قد إجتهدوا وسعهم في إزاحة هذا النظام (الفاشستي) من وجه البسيطة وإلقائه في ذاكرة النسيان بعد أن إختطف بليلٍ وطناً معافيً لا عيب فيه وأحاله إلي حطامٍ وسمم بدنه بكل نقائص الدين ومساويء الأخلاق تحت بصر وشهادة علماء الدنيا وليس الدين الذين إرتضوا السكوت عن المنكر ونافقوا في دينهم مهرولين نحو الدنيا يقودهم الإجتراء علي حدود الله قبل الخوف من مخلوقاته حتي تكاد نصوص القرآن الكريم وسنة نبينا عليه افضل الصلاة والسلام لا تجاوز تراقيهم والعياذ بالله . هذا النظام الذي أصبح في عداد الفناء والإندثار وهو في موته السريري يسعي جاهداً لإلقاء آخر أوراقه التي يسميها جوازاً (إنتخابات) ويتشبث بها في وقتٍ تتفرق فيه كلمة أبناء الوطن وتعاني البلاد من التردي الإقتصادي والأمني وتشتعل الحروب في أطرافه وفي تقديري المتواضع وحسن ظني بهذا الشعب الكريم أن هذا التدبير ربما يمثل حقيقة آخر العهد بهذا النظام ولن يتحقق هذا الأمل إلا بالسعي والإجتهاد لسلب الشرعية القانونية من هذه الإنتخابات الصورية وبذلك يتعري هذا النظام امام المجتمع الدولي ..هذا الجهد لا يمثل اي تهديداً لحياة أحدٍ أو إرهاب بإغتصاب بناته أو تشريده في فجاج الأرض كدأب هذا النظام الذي لا يرعي في شعبه المسلم إلاً ولا ذمة وهو مقاطعة الإنتخابات القادمة كواجب مقدس لتخليص الوطن من هذه العصابة الحاكمة المستبدة ..فمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر وعلم علم اليقين نفاق هذا النظام في الدين وإجترائه علي حدود الله فليجعل من مقاطعة الإنتخابات القادمة هدفاً لغاية نبيلة هي كتابة شهادة الموت لهذا النظام والبدء في محاكمة رموزه وعلي الله قصد السبيل. عمر موسي عمر - المحامي [email protected]