عندما يصرح الوزير ان دولة جنوب السودان تدعم المتمردين وتوفر لهم ملاذ آمن هذا يعني ان القوات الحكومية خسرت المعركة وفقدت أرواح ومعدات عسكرية كبيرة ، ومنعها استكبارها ان تعلن الهزيمة امام المتمردين. الحكومة دائما تبحث عن اعداء وهميين عند الخسارة ولا تكترث بمآلات التصريحات في العلاقات بين الدول والجيران وهذا ما ادى الى تازيم علاقاتنا الخارجية مع دول الجوار والدول الافريقية خصوصا. المتمردون مواطنون سودانيون لهم قضية حملوا من اجلها السلاح ولا يمانعون الحل السلمي التفاوضي لقضيتهم ولهم اصدقاء ودول صديقة تدعمهم ومن حقهم ان يدعمهم الاصدقاء كما من حق اصدقاء الحكومة ان يدعموها عسكريا واقتصادياً وهذا ما يحدث في كل دول العالم والاقليم، فروسيا تدعم بشار الاسد وامريكا تدعم اصدقائها في العراق وايران تدعم اصدقاءها في لبنان ، هذا شئ طبيعي ولا يدعو للقلق. اذا خسرت الحرب هناك طريق آخر هو التفاوض لحل الاشكال، وجميع الاطراف مقتنعة بان الحوار والتفاوض هو الطريق الصحيح لحل الازمات. لماذا نتحارب لعشرات السنين ونفقد الارواح والمعدات والغذاء والاسى والحزن ومن بعد ذلك نقتنع ونرجع الى التفاوض في النهاية وهو الطريق الصحيح لحل امهات المشاكل. المشكلة ليست في الحرب وانما المشكلة في العقول التي تدار بها الحروب ، اذا سلمنا ان حرب الجنوب كانت وراءها عقيدة التوجه الحضاري فما هي العقيدة التي تدار بها الحروب في دارفور و جبال النوبه والانقسنا؟ فاذا لم تحقق العقيدة النجاح في حل اشكال الحروب على العقول ان تفكر في الحل الصحيح لحل الازمات. واذا عجزت الحكومه في الوصول لهذه الغاية عليها ان ترجع لا صحاب المصلحة الحقيقية وهم الشعب السوداني والحكومة جزء من الشعب ولكنها لا تحتكر باي منطق حق تمثيل الشعب السوداني والحكومة اخذت تفويض اجباري من الشعب السوداني ولكنها ليس الوصي عليه الشعب موجود ويعيش ويتنفس كل المرارات التي تحدث للوطن باسمه والحكومه سادرة في حلولها التي تراوح مكانها. الشعب اصابته وعثاء الحروب التي لا تنتهي ويريد حلاً ليس وراءه غرض سوى ايقاف هذه الحروب العبثية. [email protected]