1- *** ظاهرة نادرة تثير الاستغراب الشديد، ولم تحدث من قبل، ولا كان هناك مثيل لها في اي من انتخابات سودانية سابقة، ولا حدثت في اي مكان اخر في العالم... الا اخيرآ في السودان هذا العام!!. 2- ***- فلأول مرة نجد ان انتخابات السودان التي تجري في البلاد هذا العام الحالي، تتم اجواء مخالفة تمامآ علي ما تعودنا عليها سابقآ من وجود حرية صحافة..لقد خلت الدوائر الانتخابية من لقاءات المرشحين مع المواطنين!! ***- ولم نقرأ بانه كان هناك لقاء جماهيري قد تم مابين احد المرشحين والجماهير في دائرة ما من الدوائر!!.. ***- خلت الدوائر في المدن والضواحي من تحركات ونشاطات الاحزاب المشاركة في الانتخابات وسط المواطنيين ، تمامآ وعكس ما كان يتم سابقآ، حيث بذلت الاحزاب - في ذلك الزمن السعيد- كل طاقاتها من اجل ابراز شعاراتها السياسية وبرامجها الانتخابية، وراحوا المرشحين عبر الندوات المكثفة يخاطبون أهل القري والاحياء ببرامجهم السياسية والاقتصادية... ***- كان هناك صراع حامي ودي بين الاحزاب المتنافسة لا يهدأ طوال فترة الانتخابات، تمت في اجواء صحية خالية من تعكير صفو الانتخابات، كانت بحق منافسات شريفة بعيدة عن العنف والمشاحنات.. 3- ***- طوال فترة الانتخابات كانت جدران شوارع المدن والاقاليم معلقة عليها عشرات الآلأف من اللافتات القماشية الخاصة ببرامج المرشحين، في الدوائر التي كانوا يتنافسون عليها مرشحين اسلاميين ضد اخرين شيوعيين، ما لمسنا اي نوع من التوترات او التشنجات التي صاحبت الناخبين في هذه الدوائر. كانت هناك هتافات العدائية ترددت في بعض الاحيان ضد بعضهما البعض لكنها ما وصلت مرحلة العنف الا في حالات نادرة. 4- ***- كانت اجواء الانتخابات -في ذلك الزمن الذي يندر ان يجود الدهر مرة اخري بمثله-، لها نكهة خاصة، اجواء كانت تعطي المواطن سوداني احساس انه انسان ذو قيمة، يشارك فعلآ وعملآ صنع القرارات في بلده، ويختار بكامل ارادته من يراه هو صالح وينوب عنه في برلمان الشعب..اجواء كانت تعطي الملايين احاسيس بانهم فعلآ اسياد البلد، كلمتهم مقدرة ومصانة بالدستور والقوانين. كانت الصحف المحلية وباقي وسائل الاعلام في خدمة جميع المرشحين بلا تمييز..سخرت الحكومات وقتها كل اجهزة الدولة لانجاح الانتخابات بدون اي تدخل او محابأة... 5- ***- دار الزمن وجاءت انتخابات عام 2015، التي لا تشبه انتخابات عرفناها من قبل، بل لا يمكن باي حال من الاحوال ان نطلق عليها لقب (انتخابات)!!... ***- انتخابات عام 2015 اشبه ب(بيوت العزاء)، لا نسمع اصوات المرشحين!!..لا ندوات لا لقاءات!..لا برامج سياسية، بل اغلب اسماء المرشحين نجهل من هم؟!!، وماذا قالوا لسكان دوائرهم..؟!! وماهي وعودهم لاصلا ح الاحوال؟!! 6- ***- اولي المساوئ انها تتم في اجواء فيها كل حقوق المواطن منتهكة بقسوة، لا يملك اطلاقآ حق الكلام: التعبير..النشر..الاجتماعات.. التظاهر ..الاحتجاج.. النقد..ابداء الرآي..المشاركة في السلطة..مصادرة الصحف ..الاعتقالات بلا تهم محددة.. ***- ثاني المساوئ في هذه الانتخابات العجيبة، انها تجري والنظام الحاكم يرفض - عن عمد- وقف اطلاق النار في مناطق الحرب، رافضآ بذلك منح المواطنين المشاركة،.. انتخابات تجري في ظل حصار عسكري مفروض علي سكان ولاية النيل الازرق وجبال النوبة.. ***- ثالث الاثافي في هذه الانتخابات، انها لاول في تاريخ الانتخابات المحلية والعالمية، يعرف الناس من هو الفائز فيها!! 7- ***- رحم الله زمن: انتخبوا ابوالزهور حامي الدستور...بحري لمين لعزالدين..صوتوا للشيوعي الصادق الامين..احمد سليمان خير من يمثلكم في البرلمان... 8- ***- اكتب عن هذه الانتخابات بهدف توثيق اغرب انتخابات جرت في السودان...والعالم قاطبة!! 9- ***- نعم وألف نعم لمقاطعة هذه الانتخابات التي لاتشبه ما اعتدنا عليها من انتخابات منذ عام 1954... بكري الصائغ [email protected]