عمر عثمان ذهب الى لجنة الاقتراع بعد ان اخد من مسئول الحزب حفنه من الدراهم و وبعض الوعود الطيبة .. و امام اللجنة نسي رمز الحزب .. فكر و حاول التذكر فاختلط عليه الامر و التبس .. فأختار رمز منافس الحزب .. و بعد ان انهى المهمة ورجع من مركز الانتخابات ,, ساله مسئول الحزب فذكر له الرمز .. فغضب مسئول الحزب و وبخه على غبائه .. فأستدار مسرعا الى رئيس وحدة الانتخابات و اوضح له ان خطأ حدث فى اختياره للرمز و يريد معالجة هذا الخطأ فرد عليه : عرفناك غلطته و فاهمين قصدك و وجهتك لذلك عدلنا الخطأ .. ثم نصحه أن يكون منتبها و ان لا يقع في مثل هذا الخطأ الكبير فى المرة القادمة .. ثم لم ينسي الرئيس الموقر ان يعطيه نصيحة و موعظه عن الانتباه و شر التغافل .. هذه النكته تداولتها احدى دول الجوار .. و الانتخابات فى دول العالم الثالث فيها كثير من الشك و الظن و الريبة .. حتى انتخابات الكورة فى هذه البلاد لا تخلو من التكذيب و استخدام اللسان و العراك بالايدى و الكراسي.. و بعد وغرد و عزف و غنى عدد من المرشحين خارج سرب الشعارات المألوفة والمتعارف عليها، من خلال طرح شعارات ووعود .. و النتيجة الان هنا عزيزي المرشح الفاضل معلومة لنا و لكم و معروفه يعرفها الغبي قبل الذكى .. و يعلمها الصغير قبل الكبير .. فمبروك ايها السيد هذا الفوز السحيق .. و هذا الانجاز العظيم .. و بدأت الانتخابات .. وسط حضور ضعيف جدا للمقترعين بالرغم من ذاك الصرف العظيم على العملية الانتخابية .. و تتملكنى الحيرة فى عناد السلطة .. فحصاد تلك الفترات السابقة معلوم .. و لا شئ جديد يقدم فى الفترة المقبلة و لا نصيحة تقال تقبلها الحكومة .. و لاشئ فى يد المواطن سوي الاستسلام .. و السرسرة و السخط فى المناسبات العامة و الخاصة و مع كوب الماء و الشاي .. حدث عابر و ضجه بعدها هدوء .. و كأن شئ لم يكون .. نفس الملامح و الشبه .. و الحكومة القادمة و ان اختلفت الوجوه فالسياسة واحدة .. مالم يتبع تلك الوعود النيه الصادقة و العزيمة القويه .. و لكن .. طبيعة الانسان ان يكون لديه بصيص او قليل من الامل و أملنا فى نظام و قانون و اعلام و أذن تسمع و عقل يحلل و ايدى تبنى و تعمل .. مالم تحترم الحكومة هذه الاشياء لن نتقدم قيد نمله و لن نحصد سوى الحسرة و الندم على ما فات و الخوف على ما سيأتى و الوعود ما لم يتبعها عمل حصادها سراب .. و النظام الذي نعنيه نظام فى كل الوزارات خدمة مدنيه قوية و أقتصاد و تنمية وفق القانون و النظام العلمى و العالمى المتعارف عليه .. الولاء و الانتماء لمصلحة الوزارة .. لا ولاء لشخص او حزب الولاء للوطن و المصلحة العامة و القانون الحازم الذي يجعل المواطنين سواء امامه و لا يتقدم احد على الاخر بفضل انتمائه الحزبي او قربه الشخصي من المسئول .. و خطط للسلم الاجتماعى و الانتماء الوطنى .. يجب ان تعلم الحكومة و هذه الحكومة اتاحت لها الظروف و الفرص ما لم يتح لغيرها فى تاريخ السودان الحديث و القديم .. و ماذالت الفرصة لديها و هى تمتلك ذمام الامور فالترجع كل الامور لسيرتها الاولى فلن تخسر شئ .. فلا بأس ان تجرب عدم المحاباة و أقتصاد نظيف منظم .. لا تدخل فيه شبهة او مصالح .. و شجعوا المفكر على فكره و العالم الى علمه الموظف على وظيفته و المزارع على زراعته و العامل الى عمله و التاجر الى تجارته .. دون تدخل من الحكومة .. تعليم و بناء و خطط طويلة الاجل تستفيد منها الاجيال القادمة .. نتعامل بروح الواقع الماثل امامنا و بالنفس شئ من حتى فمبروك انت الفائز .. عمر عثمان [email protected]