بسم الله الرحمن الرحيم ما الذي جعل لإشيكيت هذه القدرة على رفد السودان بهذه الأسماء الكبيرة في مجالات مختلفة ؟ فقد كانت بلدة ومشيخة وعمودية...تقع في الضفة الشرقية لنهر النيل ..فهي ضمن التقسيمات الكبيرة في بلدات وادي حلفا..مع دبيرة وأرقين ودبروسة وعنقش ودغيم وسرة وفرص وصرص وجمي وغيرها.. وقد بعث اسمها على مستوى الوطن مجدداً بعمل المعبر بين السودان ومصر.. لكنها بالقطع قبل هذا المعبر ..كانت ذات إسهام ملحوظ في الوطن بأسماء كبيرة ..فيكفي أنها بلدة الشيخ المرحوم حسن طنون ..الذي خرج اسهامه من الوطن ليكون علماً دينياً في دولة الكويت..ذا مكانة عالية لدى الأسرة الحاكمة..انسحبت على أبنائه..ثم هي البلدة اللتي ينتمي إليها الشيخ المرحوم أبو زيد محمد حمزة..زعيم جماعة أنصار السنة المحمدية في السودان لعقود..والذي انتقل إلى جوار ربه قبل أيام ..بعد أن ظل منافحاً عما اقتنع به في عقيدة التوحيد ..وصار اسمه مرتبطاً بها حتى اعتبرته الجماعة شيخها ووالدها ..مستقراً في أمدرمان بمسجد بعد أن بدأ الوعظ أمام منزل عابدين في إشكيت.. وهي كذلك بلدة الشيخ المرحوم محمد سيد حاج..الذي تذاع تسجيلات خطبه ودروسه بأسلوبه المميز الذي جعله مدرسة قائمة بذاتها في الوعظ والدرس ..تذاع خلال السفريات بالبصات السياحية ..مع المرحوم الحوت وأبو عركي البخيت أمد الله أيامه.. والفرق الكوميدية...ولم يتوقف الأمر هنا ..فهي بلدة الشيخ محمد الأمين اسماعيل.. أمد الله في أيامه ..من آل أيوب التي أشتهر منها إبراهيم طه أيوب وزير خارجية حكومة الانتفاضة ..فهل يمكن أن يكون كل ذلك مصادفة..؟ ولئن كان ما سبق في المجال الدعوي ..فإن المجالات الأخرى لم تخل من أسماء عرفها السودان ..حيث تزامن مع ظهور الشيخ أبو زيد ..الفنان الراحل صالح محمد موسى الشهير بولولي ..وهو سفير الفن النوبي المتجول في زمانه..وفنان الربوع الممثل للسودان بفنه في المحافل الدولية..كان آخرها في مهرجان العالم العربي في باريس..وكم اصطدم مشروع أبوزيد السلفي بكل مواقف السلفية من الفنون..ومشروع ولولي الفني المرتكز على الغناء والرقص المختلط..لكن كلاهما شق طريقه ليصبحا مشروعين قوميين..فهل هي مصادفة..؟ أما في المجال الاقتصادي..إذا تجاوزنا الحديث عن أسماء مميزة..لوجود الكُثر من مماثليهم ..فلن نتمكن من تجاوز محمد فتحي..الشهير عالمياً بمو إبراهيم..صاحب جائزة الملايين الخمسة من الدولارات للحكم الرشيد في أفريقيا. كل ذلك طرح لدي سؤال العوامل الموضوعية.. التي جعلت ذلك ممكناً..في تقديري أن هناك عاملان أساسيان ..أولهما وجود التعليم النظامي منذ زمان بعيد ..حيث المدرسة الصغرى التي عمل بالتدريس فيها هرم السودان الراحل محمد وردي..الذي ذكر لجنة المدرسة بالخير ..حيث كان أبوراس أيوب فيما أذكر ..من اشترى له أول آلة عود في حياته.. وقد فشلت مع الأستاذ بكري أنور الذي استعنت به في هذا المقال ..للوصول إلى تاريخ إنشائها ..لكن الثابت أنها قديمة حيث عمل من درس بها معلماً فيها في الخمسينيات..مثل المرحومين شيخون وحجي.. إضافة إلى ذلك فقد كان في جنوبها مضرب مضخة ترعة مشروع دبيرة الزراعي ..وكان يسقي إشكيت بمروره ..فاشتهرت بغابات نخيلها..فكانت عبقرية المكان.. ولئن كان في كل ذلك ما يسُر..إلا أن مبعث الأسى هو في المعبر.. ليس لعيب فيه ..بل لأن إشكيت بالشرق وأرقين بالغرب لم تكونا في الحدود السودانية..حيث كانت فرص وجنوبها سرة ثم دبيرة فإشكيت..أخالك قد توصلت إلى مبعث الأسى..فوجود المعبر هنا ..هو الاعتراف العملي من النظام ..بضياع نتوء وادي حلفا ومثلث حلايب..وتقولوا ضربنا جسم ضوئي !!!؟ [email protected]