منذ ايام وفى حوار تلفزيونى محضور وفى محضر رده على من تطاول على نتائج الانتخابات وعزوف الجماهير عن المشاركه , قال البروف غندور بان عضوية المؤتمر الوطنى تعدت ثمانية ملايين ولكن هنالك عدد مقدر من العضويه دون سن الثامنة عشر يعنى مازالوا يفع وشفع بلغة البلد –ولان الانقاذ جاءت ببدعة التمكين والالحاق والتجنيب والتجنيد والتتبييع (اتباع ) فان التجنيد اصبح من مرحلة الاساس بدلا عن الثانويات سابقا وكل شئ فى نفس الاتجاه . ليس عيبا او خللا ان يتم تصعيد الشباب للاطلاع بامور القياده ومصالح الامه ولكن ليس بالطريقه التى يفكر فيها جماعة الانقاذ والمؤتمر الحاكم فمن تجاربهم السابقه واللاحقه نجد ان خراب البلد كان بفضل تهاونهم واهمالهم لجانب الخبره فى اختيارهم لمن يقود ويسود وضاعت الخدمه المدنيه كما ضاعت كل المشاريع القوميه ومعها الاقتصاد ما بين تجريب الموظف والسياسات , وهذا التهاون والتلاعب بمقدرات الامه ومصيرها كان نتاجا طبيعييا لقلة خبرة شيوخ الانقاذ فى ادارة الشأن العام حيث لم تكن لهم تلك الخبره الواسعه , ببساطه لانهم كانوا بعيدين عن امور الحكم والاداره بسبب انشغالهم بامور النشاط الحزبى وفيما بعد التجارى . كل خبرات الجماعه لم تتعد النقابات واتحادات الطلبه وهذا لم يكن مؤهلا لقيادة البلاد منفردين بعد اقصاء اصحاب الخبرات العلميه والعمليه .حاولت الجماعه إلحاق الشباب بالعمل الادارى لاكتساب الخبره ولكنهم بدأووا من الاعلى حيث تم استيعاب اولئك الشباب حديثى التخرج فى وظائف عليا بالسفارات والوزارات كوزراء دوله حيث تم وضع منصب وزير دوله بكل وزاره تمهيدا لتنصيبهم وزراء فى اول تعديل وذلك لاستعجالهم فى تمكين وارضاء اكبر قدر ممكن وبنفس القدر تم اصدار الشهادات العليا من درجة الدكتوراه والاستاذيه فاصبح جلهم يحمل هذا اللقب وبالرجوع لسن البروف الشاب تجد ان عمره لم يتجاوز المده المطلوبه لاعداد الدراسات والابحاث والخبره العلميه التى تؤهل لنيل الدرجه المذكوره والتى لم ينلها جهابذة العلم من اساتذة الجامعات الداخليه والخارجيه الا بعد ان بلغ بهم العمر عتيا ومنهم من ينتظر . الآن وبعد اكتساح الانتخابات فى كل مراحلها ومقاعدها بدأ التفكير فى تكوين الحكومه الجديده القديمه وكالعاده فإن هنالك اسماء ورموز لا يمكن تخطيها فى كل التكوينات وكانها خلقت من اجل الاستوزار ولا ينصلح الحال الا بوجودهم ولا يطيب لهم العيش الا فى عباءة الوزاره ببهرجها ومخصصاتها فمن الخارجيه الى الداخليه ومن الزراعه الى الولايه والعكس . فى هذه المرحله هنالك استيعاب ضخم للشباب بعد ان تم اعدادهم باكاديميات القاده الجدد لفترات لم تتجاوز العام فقط فى افضل الحالات وهؤلاء هم نواة ادارة البلاد فى المرحله القادمه لتحقيق التجديد والتحديث تمشيا مع التغييرات الموعوده . لقد هان امر البلاد والعباد على جماعة المؤتمر الحاكم فشرعوا فى تسليمها للشُفع والقُصر خريجى الامس , فلتتخيلوا كيف يكون الحال فى بلد فشل فى ادارته شيوخ المؤتمر الحاكم ولاكثر من ربع قرن ؟! ابدا ما هنت يا سوداننا يوما علينا . الحوار مع الحكومة خيانة للوطن . من لا يحمل هم الوطن – فهو هم على الوطن . اللهم يا حنان ويا منان ألطف بشعب السودان – آمين [email protected]