في حضرة من اهوى عبثت بي الاشواق حدقت بلا وجه ورقصت بلا ساق وزحمت براياتى وطبولى الافآق عشقي يفني عشقى وفنائي استغراق مملوكك لكني سلطان العشاق غادرنا قبل أيام قليلة مضت الشاعر السوداني الكبير محمد الفيتوري كما غادر قبله ادباء السودان في المهجر كتبت قبل أشهر مضت عن ناجى القدسي بعنوان حتى لا يحدث لناجي ما حدث لبهنس فهاهو الذي كنا نخشاه بالامس يحدث اليوم للأديب الكبير الجوهرة الاديب المثقف العربي الافريقي الاصيل الشاعر محمد الفيتوري لم نكن نخشى لهما الموت ولكننا نخشى الاهمال الذي لاقوه ومازال يلاقونه ، فهذا هو الفيتوري السوداني الاصل يموت اليوم في المهجر( ربما كان ذلك باختياره ولكن مات وفي حلقه غصة أثر ما لاقاه من إهمال حيث ظل لزمن طويل من بقية عمره بدون وطن وبدون جواز سوداني حيث جردا منه لا لذنب جناه الا لأنه كان شاعر من نوع آخر. وأعيد له هذا الجواز قبل شهور مضت ولم يختم علي جنباته ختم حركة واحد الا رقمه الذي استخدم في شهادة وفاته ، فقد أعيد له في وقت لا حاجه له به وهو في فراش الموت. نعم فقد حدث اليوم للفيتوري ما حدث لبهنس ( التشكيلي السوداني الذي مات قبل عام مضى بشوارع القاهرة ) وايضا لناجي القدسي الشاعر والملحن السوداني الذي مات بين الاودية والجبال في اليمن حيث جاء اليها يطلب الحرية من اثر دام ثمان سنوات في سجن كوبر للحنه لقصيدة الساقية لسه مدورة . ( حيث كان الجمهور يردد في احد مقاطعها رأس نميري مطلب شعبي ) فأدباء بلادي المظاليم مثلهم كثير فافيقوا يا أهل الفن والادب واجمعوا شتاتكم محمد مفتاح رجب الفيتورى، من شعراء السودان البارزين وهو من أسرة يختلط في دمها العربي الدم المصري والإفريقي، ولد في الجنينة ، (السودان) عام 1930 م، نشأ في مدينة الإسكندرية وحفظ القرآن الكريم، درس بالمعهد الديني ثم انتقل إلى القاهرة وتخرج في الجامع الأزهر بالقاهرة أو في جامعة القاهرة، عمل محررًا أدبيًّا بالصحف المصرية والسودانية ، وعين خبيرًا للإعلام بالجامعة العربية، ثم عمل مستشارًا ثقافيًّا في السفارة الليبية بإيطاليا. كما عمل مستشارًا وسفيرًا بالسفارة الليبية ببيروت. ثم مستشارًا سياسيًّا وإعلاميًّا بسفارة ليبيا بالمغرب. يعتبر الفيتورى جزءًا من الحركة الأدبية السودانية، لم يجد الشاعر الاهنمام الكافي في وطنه الأم السودان فاحتضنه الرئيس الليبي معمر القذافي إبان فترة حكمه "طبعت له دواوين بمصر والسودان مثل : " أغاني إفريقيا" و " سقوط دبشليم وديوان " ثورة عمر المختار" و" ابتسمي حتى تمر الخيل " . حصل محمد الفيتورى على جائزة الوسام الرفيع " وسام الفاتح" وجائزة " الوسام الذهبي للعلوم والفنون والآداب " . وتعد قصيدة " تحت الأمطار " من قصائد الشعر الحر بالعصر الحديث حيث يتحرر الكاتب من الأغراض القديمة كالوصف والغزل ، بل ويتحرر أيضًا من الأوزان والقافية، ليعبر عن الشعر الوجداني والتجربة الشعرية الخاصة التي يشعر بها وغالبًا ما يلتزم الشعر الحر بالأوزان العربية الأصيلة. وغالبًا ما يتناول الشعر الحر الناحية التأملية ، حيث يعكس الشاعر رؤيته الخاصة المجردة تجاه للأشياء من حوله، فتصف القصيدة أن كلًا منا سائق على نفسه وعلى جوارحه وأركانه فمن بين الناس من يكون رفيق بخيله ومنهم من يقسى عليها ناسيًا أن الموت قريب يرقب العربة وسائقها. فلينظر كل سائق إلى نفسه وليتدبر. الا رحم الله الفيتوري واسكنه فسيح جناته [email protected]