في السودان لكل شيء أكثر من استعمال غير الغرض الأساسي الذي صُمِّم من أجله؛ فمثلاً أضواء السيارات التي صُنِعت لاستخدامها في الظلام أو عند انعدام الرؤية نهاراً، نستعملها في السودان لأغراض أخرى؛ فأصحاب المركبات العامة يستخدمونها لتنبيه المواطنين في محطات المواصلات عن إمكانية حملهم في المركبة، سواء أكانت توجد مقاعد شاغرة أم أنهم سيقفون (شماعة ؟؟)، وأصحاب العربات (الميني بص) و(بصات الوالي) يستخدمونها أحياناً لتحية بعضهم البعض ، أماأصحاب العربات الخاصة فبعضهم يستخدمها لمعاكسة (النساء،) وهكذا.. ما ينطبق على الأضواء ينطبق أيضاً على إشارة (الهزر) و(المنشَّة الخلفية) وبوق السيارة. أيضاً في السودان أي مقعد مخصص لجلوس ( ثلاثة ) أشخاص نستخدمه كسرير ؛ ففي المكاتب نستلقي عليه وفي المستشفيات ننوم عديييل حتى في الطائرة وما إن تستقر في الفضاء حتى نبدأ بالبحث عن ثلاثة كراسي فارغة متجاورة، لنزيل الحواجز بينها وننام بعمق. وعندما نستيقظ ننظر بإمتعاض لحركة البعض حولنا وكأننا في منازلنا ولا نرغب في الإزعاج. الحال كذلك ينطبق على التطبيقات الذكية في الهواتف المحمولة، وبرنامج ( الواتس ) المغضوب عليه في السودان والذي تحول إلي روتين يومي نمارسه (بإدمان) وشغف وفي أكثر من استخدام دون أن نتوقف عند إهدارنا للكثير من الوقت الثمين في تداول المواضيع (المليانة والفارغة) على حد سواء، ودون أن نستفيد منه بصورة مثالية في ممارسة عملنا . أما ( قروبات الواتس ) فهذه عالم كبير جداً يأخذنا إلى عوالم أخرى ولها عشرات الاستخدامات مع اختلاف شكل الهوية القروبية . قروبات..... مفيدة، وقروبات ....أي كلام. قروبات...... تستمتع بصحبة أعضائها، وقروبات...... تغادرها غير مأسوف عليها، قروبات........ تجمعك بأناس يندر أن تلتقي بشخصيات مماثلة لهم ، وقروبات....... تَلعن اليوم الذي تمت إضافتك فيه. قروبات........ تحمل فكراً ووعياً ونقاشاً وثقافة، وقروبات............سخيفة مملة تعيش على التكرار وثقافة النسخ واللصق. قروبات........... صُمِّمت لإرضاء أشخاص، وقروبات............. صُمِّمت لأجل الكل. قروبات......... يحلف أعضاؤها بالطلاق لإضافتك، وقروبات........... يقسم بعض أعضائها على حذفك (ويا إنت يا هُم). قروبات .........(الآدمن) فيها جميل مميز راقي مهذب مثقف واعي وسيم القلب والفكر، وقروبات..............( الآدمن) فيها مثل مصاصي الدماء ما إن ترى حروفه (جاري الكتابة) حتى تسارع بإخفاء الظهور . قروبات........... يعلن بعض أعضائها (الحرب) عليك في العام، ويعلنون (الحب) في الخاص. قروبات........ موجهة وأخرى مدفوعة القيمة، وثالثة مراقبة ورابعة جهوية وخامسة عنصرية وسادسة (يا إما معانا يا إما معانا). قروبات................ لطيفة وخفيفة تستمع بالإطلالة عليها وكأنك في دارك ووسط أهلك، وقروبات............أخرى ينتابك إحساس أنك عضو في تنظيم (حماس) وقد وقعت في قبضة ( الموساد) . قروبات........... لنشر الحب والمودة والفكر ، وقروبات......... لاستعراض العضلات وأي واحد هو (بيل غيتس) أو (الوليد بن طلال) وإي واحدة هي (أوبرا وينفري). قروبات ........تُطِل عليها لمناقشة موضوع جدّي فيطل عليك عشرون في الخاص لإرسال رسائل الحب والوَلَه.؟؟؟!!! قروبات ........... فيها الصحة والعافية والمتعة والجمال والأنس والرفقة الطيبة، وقروبات.......... بغيضة يعمل أعضاؤها في مصانع (تكسير الثلج) ، ينسى بعضهم شواربه على حروف الكي بورد وتغادر رجولتهم عند (متصل الآن) وتختلط (أيقونات) الفرح الهستيري عند (الأسماء) اللامعة وتمتهن نسائهن مسح آثار (الحروف) بلعق كل التعليقات السالبة. قروبات ...............يضيفوك رغم أنفك، ويحذفونك كذلك رغم أنفك. قروبات......... تساهر حتى الرابعة صباحاً، وقروبات.......... تنام مع صلاة العشاء. قروبات .............تقرأ رسائلها حرفاً حرفاً وكلمة كلمة، وقروبات ............ تضغط على زر مسح المحادثة. قروبات.............. مثل سرادق العزاء، وقروبات.......... مثل صالة الأفراح قروبات هنا ، وقروبات هناك، وقروبات بي جاي ، وقروبات...و وقروبات... * ولكن، أجمل قروب الفيهو إنتوا. *نقلا عن السوداني [email protected]