(1) أثار (فيديو) انتشر على مواقع التواصل الأجتماعى لفقيه سعودى، أكد من خلاله عدم وجود ما يسمى (بصلاة التراويح) و عدم صحة الأدعاء بأنها (سنة) ،العديد من ردود الأفعال، حيث رفض حديثه البعض بينما ايده بعض آخر، وهم لا يدرون أن هذا الرأى فى صلاة (التراويح) قد طرحته الفكرة الجمهورية قبل عشرات السنين. أحمد الله كثيرا على أننى لم اصل البدعة المسماة بصلاة (التراويح) منذ أن تفتحت عيناى على الحياة، وأحمد الله أن علاقتى بخالقى ودينى لم تقم على النفاق والمجاملة والمظهرية والسير خلف الأخرين كالقطيع اصابوا أم اخطأوا لأن ما لايقبله العقل ولا يطمئن له القلب عمل لا قيمة له وهذا الدين دين الأذكياء للأسف يتصدره الأغبياء ولأن هذا الدين فى (اصوله) يعلى من شأن العقل والفكر .. وأحمد الله كثيرا على أننى لم أضح أو اذبح حيوانا بيدى فى عيد أو مناسبة من المناسبات، قبل أن اعرف من خلال الفكرة الجمهورية بأن تلك السنة قد أداها الرسول (صلى الله عليه وسلم) عنه وعن امته، واصبحت كما ذكرت الفكرة الجمهورية غير واجبة لا على الفقير ولا على الغنى. (2) ذكرت فى أكثر من قال سابق أن (بعض) السودانيين لديهم احساس بالدونية والضعف والأنكسار والهزيمة أمام كلما ياتى من (الخارج)، دينا وفكرا وثقافة وفنا ورياضة، مما يؤدى الى تقبلهم لتلك الأفكار والأجتهادات اذا جاءت من الخارج، فى وقت تجدهم رافضين لأجتهاد أفضل وفكر أعمق، فقط لأن من جاء به سودانى. حكى لى أحد الأصدقاء قائلا بأن والدته كانت كراهيتها فى الدنيا، أسم (الجمهوريين) أو سيرة الشهيد الأستاذ/ محمود محمد طه، لأن أحد ابنائها أصبح جمهوريا ملتزما، ومحدثى ليس بجمهورى، اضافة الى ما كانت تستمع اليه عن الأستاذ/ محمود محمد طه، والفكرة الجمهورية من خلال الأكاذيب والأفتراءات والأشاعات التى كانت تبث عبر المتطرفين و(المهووسين) دينيا، فى زمن لا يتوفر فيه اعلام حر، وما كانت توجد فيه وسائل تواصل أجتماعى. قال لى ذلك الصديق ذات مرة أخذت كتاب (تعلموا كيف تصلون)، للأستاذ/ محمود، وغلفه من الخارج، ووضعه بجانبها دون أن ترى ذلك وهى امرأة قارئة، فقال لى، حينما قرأت الكتاب وتعرفت على كيفية اداء الوضوء المجود الذى لا يشبه حال وضوء كثير من المسلمين الذين يؤدونه اليوم وهم يتحدثون أو ينظرون للمارة، ثم من بعد ذلك تعرفت على اداء الصلاة فى (محاولة) للحضور فيها والخشوع، فقالت له : "والله الكتاب ده سمح خلاص يا ولدى" .. فقال لها هذا الكتاب (للجمهوريين) فما كان منها الا أن رمته بعيدا غير مصدقة انه كذلك! واقعة أخرى حدثت خلال منتصف السبعينات كنت وقتها متابعا مداوما على الأركان التى يقيمها الأخ الجمهورى الدكتور (دالى)، الذى عرى الأخوان المسلمين والمتطرفين السلفيين وكشف خواءهم الدينى والفكرى ومنذ زمن مبكر وأذكر من بين المدوامين على ذلك الركن والمشاركة فى الحوار الذى يدور فيه الصحفى (الأخوانى) المرحوم / محمد طه محمد أحمد. تحدث (دالى) في ذلك اليوم عن قيمة (السودان) ومكانة شعبه عند الله ورسوله، من خلال حديث صحيح، رؤى عن النبى (صلى الله عليه وسلم)، ذكر فيه اسم (السودان) حرفيا جاء فيه : "عن جابر بن عبد الله ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : لما نزلت : "فيومئذ وقعت الواقعة " ذكر فيها "ثلة من الأولين وقليل من الآخرين "، قال عمر: يا رسول الله ، ثلة من الأولين وقليل منا ؟ قال : فأمسك آخر السورة سنة ، ثم نزل: "ثلة من الأولين وثلة من الآخرين"، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم :- " يا عمر ، تعال فاسمع ما قد أنزل الله : "ثلة من الأولين وثلة من الآخرين" ألا وإن من آدم إلي ثلة ، وأمتي ثلة ، ولن نستكمل ثلتنا حتى نستعين بالسودان من رعاة الإبل، ممن شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. لحظتها شعرت بنشوة وطرب وسرور وزهو وفخار بأنى سودانى أنتمى لهذا البلد العظيم وهذا الشعب الطيب لكن قطع فرحتى تلك، احدهم خرج معقبا على الأخ (دالى) وهو سودانى وقال له، من قال لك أن هذا الحديث يعنى (سوداننا) هذا .. ولماذا لا يكون يعنى (مالى) مثلا .. تخيل المصريون جميعهم مسلمين ومسيحيين فرحون لأنهم كما يعتقدون بأن اسم (مصر) قد ورد فى القرآن اربع مرات، بينما سودانى، ينكر على نفسه وبلده وشعبه، أن يذكر اسم (السودان) صراحة، فى حديث يدعو للعز والفخار وه لا يدرى أن الأشياء تقصد بظاهرها وتقصد بمعانيها التى خلف الكلمات، لأن الحق من ضمن اسمائه (الظاهر) و(الباطن). والخصال السودانية التى نعرفها والتاريخ والثقافة التسامحية التى نشأنا عليها تؤكد ذلك الحديث ومن يقصد من الناس وهم الذين أجبروا (العرب) المسلمين فى بداياتهم على توقيع اتفاقية (صلح) لأول مرة مع أى بلد جاءوا اليه فاتحين بالسيف، ومع الأعتراف بوجود كثير من السلبيات بمعايير اليوم وما ترفضه المواثيق والقوانين الدولية، لكن تلك الأتفاقية التى سميت (بالبقط) أكدت بعض الجوانب المشرقة لهذا البلد وأهله ومنذ زمن مبكر، حيث قال اؤلئك الأعراب فى حقهم وما جعلهم (مجبرين) على توقيع اتفاقية: "حدثنا ابراهيم بن جعفر عن عمر ابن الحارث عن أبى قبيل حيى بن هاني المعافرى، عن شيخ من حمير قال: "شهدت النوبة مرتين في ولاية عمر بن الخطاب، فلم أر قومًا أحد في حرب منهم. " .. وأضاف : "لقد رأيت أحدهم يقول للمسلم: أين تحب أن أضع سهمي منك؟ فربما عبث الفتى منا فقال: في مكان كذا، فلا يخطئه، كانوا يكثرون الرمى بالنبل فما يكاد يرى من نبلهم في الأرض شيء وخرجوا إلينا ذات يوم فصافونا ونحن نريد أن نجعلها حملة واحدة بالسيوف، فما قدرنا على معالجتهم". مسألة ثانية .. ضاقت الأحوال المعيشية فى السودان بالناس كآفة خلال فترة من حكم (النميرى)، كانت (الحنفيات) حينما تفتحها (تصفر) أو تأتى اليك (بالطين) ولا يمكن الحصول على مياه نقية الا قبيل صلاة الصبح، وكانت الأسر تصطف فى طوابير للحصول على الخبز لبيعه بعدد محدود تبدأ فى (الأفران) بعد تلك الصلاة مباشرة، فأقترب موعد عيد الأضحى، فأخرج الجمهوريون كتابا بعنوان "الضحية غير واجبة لا على الفقراء ولا على الأغنياء"، وقدم (دالى) وجهة النظر المذكورة فى الكتاب مسنودة بالأدلة والبراهين، من القرآن والأحاديث، حيث ذكر بأن الآيه تقول "لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنْكُمْ ۚ" وذكر الحديث الذى يقول "جاء في تفسير ابن كثير الجزء الرابع صفحة 642 عن علي بن الحسين عن أبي رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا ضحى اشترى كبشين سمينين أقرنين أملحين ، فإذا صلى وخطب الناس أتى بأحدهما وهو قائم في مصلاه فذبحه بنفسه بالمدية ، ثم يقول: (اللهم هذا عن أمتي جميعاً: من شهد لك بالتوحيد وشهد لي بالبلاغ) ثم يأتي بالآخر فيذبحه بنفسه ثم يقول: ((هذا عن محمد وآل محمد)) فيطعمهما جميعاً للمساكين، ويأكل هو وأهله منهما. رواه أحمد ، وابن ماجة .. وأضاف ما نقل عن (الصحابه) حيث قال "جاء في تفسير ابن كثير الجزء الرابع صفحة 646 ((وقال أبو سريحة كنت جاراً لأبي بكر وعمر وكانا لا يضحيان خشية أن يقتدي الناس بهما)) .. وجاء في سبل الإسلام الجزء الرابع ص 91: (وأفعال الصحابة دالة على عدم الإيجاب – إيجاب الضحية – فأخرج البيهقي عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما أنهما كانا لا يضحيان خشية أن يقتدى بهما) وجاء في (الاعتصام) للشاطبي الجزء الثامن صفحة 91 وكان الصحابة رضي الله عنهم لا يضحون – يعني أنهم لا يلتزمون ثم أوضح أكثر من ذلك ذاكرا بأن (الفداء) كانت بداية بالأنسان حينما رأى إبراهيم الخليل عليه السلام، في المنام أن ربه يأمره بذبح أبنه (أسماعيل)، فعرض الأمر علي ابنه، الذى قال لأبيه كما جاء فى ألاية "قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين" .. وعندما بدأ ابراهيم فى تنفيذ الأمر الألهى وأتى بالسكين ووضع ابنه على الأرض لذبحه، فداه الله بذبح (عظيم) أى بكبش كما هو معروف، وكان ذلك كما ذكر (دالى) فداء الأنسان، الذى كان هو نفسه (ضحية)، بالحيوان. ثم تطور الأمر الى أن أصبح الفداء (بالعلم) حيث كانت الأعراف الساائدة فى مصر أن يتم أختيار فتاة جميلة تسمى (عروس النيل) ترمى فى النيل فى موسم الجفاف حتى يرضى عنهم ذلك النيل ويفيض، فأرسل والى مصر أنذاك (عمرو بن العاص) الى عمر بن الخطاب يخبره عن تلك العادة المصرية، فرد عليه (عمر بن الخطاب) برسالة طلب منه ان يرميها فى النيل مكتوب فيها " من عبد الله عمر بن الخطاب، أمير المؤمنين ، إلى نيل مصر. ، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته - أما بعد - فإن كنت تفيض من عندك فلا تفض وإن كنت إنما تفيض من عند الله ففض. ففعل عمرو بن العاص، وفاض النيل، وأبطلت من يومها تلك العادة ، وتم (بالعلم) فداء جديد للفرد البشري. الشاهد فى الأمر خرج كذلك سودانى اعجبه الحديث المقنع فى (ركن) النقاش عن (الأضحية) وعن عدم وجوبها لا على الفقير ولا على الغنى، لكن كما هو واضح أستفزه ذلك العرض الشيق (المسبك) وتصادم مع قناعاته والعادات الأجتماعية التى استمرت لفترة طويلة من الزمن، ولعله تذكر (الشية) و(أم فتفت) التى تؤكل فى (عيد الأضحيه) بالشطه والدكوة والليمون، فقال (لدالى) : "كلامك ده جميل خالص لكن على الطلاق كان اسرق اضحى"، فانفجر الحضور كلهم ضاحكين. كثيرة تلك هى المواقف التى عمل فيها (الجمهوريون) جاهدين بصدق واخلاص ومعرفة وعلم من أجل التنوير ومن أجل تأصيل الأسلام ووضعه فى اوانيه النظيفة وارجاعه الى معينه الصافى النقى، وبالحق لا بالباطل ولأبعاده عن التطرف والمتطرفين وبالأدلة الداغمة من القرآن والأحاديث، لكنهم كانوا يواجهون بالهوس الدينى والتطرف والتحريض والأدعاءات الكاذبة والأفتراءات وأختلاق اقوال لم ترد على ألسنتهم أو كتبهم وبالأزدراء والتحقير والكراهية والعنف غير المبرر، الدافع الأساسى وراء كل ذلك غيرة (الشيوخ) اضافة الى أنه انه (فكر) سودانى صميم صاحبه سودانى أصيل عالم وزاهد وورع ولو جاءهم من مكان آخر ربما أقتنعوا به وسلموا له، كما سلم الكثيرون لفكر (الأخوان المسلمين) وهو قادم من مصر مع الأختلاف بين ثقافة السودانيين والمصريين (الدينية) والثقافة والعادات والأعراف لأى مجتمع دون شك تترك اثارها وتلقى بظلالها على طريقة التدين. بل من المؤسف أن بعض السودانيين خاصة فى الآوانة الأخيره اعتنقوا أفكارا أخرى (شاذه) وأشد تطرفا ، قادمة كذلك من مناطق أخرى، لا تعرف مجتمعاتها التسامح والتراحم والتكافل والمودة الموجودة فى الثقافة السودانيه الأصيلة. من تلك الروى النيرة التى وجدت مقاومة شديدة وعدم أقتناع، رأى الفكرة الجمهورية فيما سمى (بصلاة التراويح) التى تحدث عنها (فقيه) سعودى مؤخرا، بنفس الطريقة التى تحدث بها (الجمهوريون) مع تحديدا ووضوح أكثر قدمته (الفكرة الجمهورية)، وتشعر بأن ذلك الفقيه – والله وحده أعلم - قد اطلع على ما كتبته الفكرة الجمهورية عن تلك (البدعة الحسنة) كما وصفها عمر بن الخطاب، ثم بحث فى الأمر فأقتنع بما قدمته الفكرة الجمهورية منذ أكثر من اربعبن سنه! ببساطة، قالت الفكرة الجمهورية عن (صلاة التراويح) ليس كسلا أو (كراهية) من اداء صلاة حيث لم ار فى حياتى أناسا حياتهم جلها دين وصلاة وصيام، مثل الجمهوريين، ما يلى: كان الرسول (صلى الله عليه وسلم) يداوم على صلاة (الليل) مثل االصلوات الخمس المفروضة على باقى الناس تماما، امتثالا للأمر الألهى الوارد فى السورة القرآنية (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ، قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا ، نِّصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا ، أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ، إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا ، إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا). ولكى لا يشق النبى (صلى الله عليه وسلم) على قومه فى ذلك الزمان وينفرهم عن الدين وهم لا زالوا حديثوا عهد بالأسلام ، لدرجة أن الرق والسبى لم يبطل بعد .. والنبى (ص) يعرف بأن (المشقة) فى التكاليف قد تجعلهم زاهدين فى ذلك الدين، الذى يدعو للتدرج، لذلك كان يؤدى صلاة (قيام الليل) وحده داخل بيته فى رمضان أو فى غير رمضان. لكنه فى مرة من المرات خرج الى المسجد وهو فى صحن البيت أى قريب جدا منه، فأدى تلك الصلاة، وشعر به الصحابه، فبدأوا يتجمعون ويصلون من خلفه وما أحلى الصلاة خلف (النبى)، وحينما أستمر الأمر على ذلك الحال كلما خرج ليؤدى (صلاة القيام) ولمدة ثلاثة ايام وتكاثر العدد، توقف وأمتنع عن الخروج لأداء صلاة قيام الليل لا (التراويح) فى المسجد حتى انتقاله للرفيق الأعلى، وحينما ساله الصحابه عن سبب توقفه قال لهم (خشيت أن تكتب عليكم). ثم جاء من بعده ابو بكر الصديق، وكذلك لم يؤد تلك الصلاة التى عرفت لاحقا (بصلاة التراويح)، وهو معروف عنه كما ذكر فى كتاب (الشيخان)، للدكتور/ طه حسين، بأنه ما كان يمتنع عن عمل فعله الرسول (صلى الله عليه وسلم)، ولذلك حارب الممتنعين عن أداء الزكاة وهو الرجل الذى عرف بالرقة، ورفض طلبا (لعمر بن الخطاب) بعزل (خالد بن الوليد) من قيادة الجيش، وقال له (لن اغمد سيفا استله رسول الله). الشاهد فى الأمر خلال ولاية (عمر بن الخطاب) خرج المسلمون، يصلى كل واحد منهم لوحده فى المسجد، فكان ذلك يحدث جلبة وضجه وتمنع التركيز فى الصلاة، فقال (عمر) لو جمعناهم على رجل، وفعلا جمعهم على (أبى بن كعب)، ثم خرج بعد عدة ايام ووجد العدد قد تكاثر، فقال قولته الشهيرة (انها لبدعة ونعمة البدعة، والذى تنومون عنه خير من الذى تقومونه). خلاصة الأمر أن (عمر) مثل (ابو بكر) لم يصليها مع (الناس) والا كان أمامهم فى تلك الصلاة ولأنه كان يقيم (الليل) فى بيته، لأن الحديث يقول (افضل الصلاة ما يؤديها الأنسان فى بيته ما عدا المكتوبة)، ثم انه وصفها (بالبدعة) لا يفرق الأمر اذا كانت حسنة أو سيئة، لأن البدعة عرفت بأنها (ضلالة وكل ضلالة فى النار)، وحتى لو كانت (حسنة) فكلمة (بدعة) تجعلها لا تعد (سنة) لأن السنة لا يمكن أن تكون بدعة! الأمر الآخر قوله (والذى تنامون عنه خير عن الذى تقومونه) مقصود من تلك العباة أن (قيام الليل) الذى تمنعكم عنه (صلاة التراويح) خير من هذه (التراويح) التى تأدونها فى جماعة، لأن (قيام الليل) سنة نبوية مؤكدة، داوم عليها النبى (ص) من خلال أمر الهى نزل به قرآن. أخيرا .. من تذوق طعم صلاة الليل ومارسها بصدق فى ليلة واحده، لما جاء الى (التراويح) التى يؤديها البعض فى 20 ركعة وآخرون فى ثمانية راكعات، وكأنهم دون أن يشعروا يسئيون الأدب مع الرسول (صلى الله عليه وسلم)،بادعاء اداء ركعات أكثر من التى كان يؤديها الرسول التى ما كانت تزيد عن 12 ركعة ثم يوتر بعدها. والمتصوف السالك بحق والمتأدب بأدب الدين لا يضع راسه براس شيخه ولا يحاول أن يظهر نفسه وكأنه أكثر منه علما وطاعة لله، دعك من أن يكون ذلك الأنسان هو محمد (صلى الله عليه وسلم) الذى لا يعرف قدره (الأخوان المسلمين) ورفاقهم (السلفيين) وعليهم أن يتواضعوا وأن يجلسوا على الأرض ويتعلموا كيف يكون الألتزام بأخلاق الدين، لا أن يجعلوا العالم كله يعيش فى دماء وقتل وأرهاب ويظنون بذلك انهم ناجين. تاج السر حسين – [email protected]