في مستهل الشهر الجاري زار الخرطوم وفد اعلامي أفريقي ..أعضاء الوفد طلبوا زيارة جامعة ذات إرث تاريخي لالتقاط صور تذكارية..ببعض الجهد قمنا باستخراج تصريح للتصوير من داخل الحرم الجامعي..بين كل خمسة دقائق كان احد افراد الحرس الجامعي يطالب بمراجعة التصريح والتدقيق في محتوياته هل هو تصوير فيديو ام فقط فوتوغراف..بعد خروج الوفد من تلك الجامعة راق احدهم منظر جسر المك ..تحسس مندوب الاعلام الخارجي مسدسه بسبب خطورة تصوير منشاءات معمارية ..الموظف الطيب اكد ان الامر ممنوع بالقانون. تذكرت تلك الصورة وانا وصديقي المهندس ابوعييدة بادي نتجول حول اكثر المؤسسات الامريكية حساسية في العاصمة واشنطن (دي سي)..توقفنا في مبنى (كابتل هيل ) الذي يحوي الكونغرس الامريكي بغرفتيه..الدخول الى حرم المبني لا يقتضي الا بطاقة هوية والمرور عبر الأبواب الالكترونية..اكتفينا بالفرجة من الخارج مع التقاط صور تذكارية لم الحظ اي وجود لقوات امن بين الناس..هل مازالت تحرس إذاعتنا دبابة مجنزرة؟!!. الأمريكان مغرمون بتهيئة اي مكان ليكون مزار سياحي..هنا حول البرلمان جعلوا حدائق خضراء على مد البصر..في قلب الحدائق توجد بحيرة بجع رائعة..بعض من الطيور تحوم حول البحيرة..على جدار البحيرة يجلس عدد من السياح ياكلون الطعام ثم يضعون النفايات في أماكنها المخصصة. هدفنا الان البيت الابيض حيث يقيم الرئيس الامريكي وأسرته ..من ذات المكان يدير السيد الرئيس يوميات اكبر دولة في العالم..رغم شهرة المكان الا انه لا يختلف عن ما حوله من مبان فدرالية ..أعداد من السياح تتجه الى ذات بغيتنا..انا ومرافقي نقف في نقطة تجعلنا نتحسس الحركة داخل ردهات البيت الابيض.. سور حديدي شفاف يفصلنا عن الحديقة الرئاسية..لا عسكر ولا حراس بالطبع افراد الخدمة السرية في كل مكان ..تستطيع ان نلتقط ما شئنا من الصور..لا توجد لافتة مكتوب عليها ممنوع الاقتراب او التصوير . حينما عبرنا امام مبنى (البنتاغون ) الذي يحوي بين جدرانه وزارة الدفاع اختلف الامر قليلا..مرافقنا اخبرنا ان التصوير ممنوع باعتبار ان المبنى يحوي منشاءات عسكرية..ضحك سائق العربة ذو الأصول الفلبينية حينما اقترح ان نلتقط صورة من وراء زجاج العربة..أخبرت السائق خفيف الدم ان لا احد يبحث عن المتاعب. تزاحمت على هذه المشاهد وانا اتذكر ان المرور بشارع الحرية قبالة مجلس الوزراء بات ممنوع بأمر السلطات..حتى شارع النيل ابتعد عن القصر الجمهوري وتوسعت أسواره الفاصلة..سمعنا قبل بناء القصر الجديد ان القصر الأثري الذي شيد من زمن الحاكم العام سيتحول الى متحف تاريخي..لم يحدث ذلك واغلب الظن ان سكان القصر الجدد توسعوا في المبني العتيق. بصراحة..نحن نلعب بالسياحة..حينما نضطر لتوسيع الملعب السياسي ننشىء وزارة باسم السياحة ثم نتخير وزيرا سلفيا اهم أولوياته الإجابة على سؤال هل السياحة حلال؟. (التيار)