السودان..الكشف عن تفاصيل مثيرة بشأن طائرة مسيّرة    عثمان ميرغني يكتب: البرهان في القاهرة..    عناوين الصحف السياسية السودانية الصادرة اليوم الخميس 16 أكتوبر2025    تمديد فترة التقديم لشواغر القبول بمؤسسات التعليم العالي غير الحكومية    علماء يكتشفون فوائد جديدة للقهوة    ترامب يهدد باستبعاد بوسطن من استضافة مباريات كأس العالم    عناوين الصحف الرياضية السودانية الصادرة اليوم الخميس16 أكتوبر2025    نائب رئيس الاتحاد العام يقف على اعمال النظافة باستاد جبل اولياء    البولِيس السِّرِّي    التعادل يؤجل فرحة البرتغال بالتأهل    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنانة إيمان الشريف تحيي حفل غنائي بالسودان وتحصل على "نقطة" طائلة من العريس    رئيس مجلس السيادة يعود إلى البلاد بعد زيارة رسمية إلى القاهرة    شاهد بالفيديو.. بعد الوقفة القوية للسودانيين بأوغندا وخارجها.. إستلام جثمان الفنان الراحل علي كايرو من المستشفى بعد سداد مبلغ 6 ألف دولار    شاهد بالفيديو.. بعد الوقفة القوية للسودانيين بأوغندا وخارجها.. إستلام جثمان الفنان الراحل علي كايرو من المستشفى بعد سداد مبلغ 6 ألف دولار    محل اتهام!!    "الصمت الرقمي".. ماذا يقول علماء النفس عن التصفح دون تفاعل؟    شريف الفحيل: تهديد جمال فرفور سبب مغادرتي السودان وتقديمي اللجوء في كندا    رحيل علي «كايرو».. نهاية حكاية فنان أثار الجدل وكسب القلوب    في مشهد مؤثر.. أحمد الصادق يغني لأول مرة مع شقيقه حسين على مسرح    شاهد بالفيديو.. هتفوا (الجماعة طاروا).. سودانيون بالدوحة يخرجون في مسيرات فرح احتفالاً بفوز "قطر" على "الإمارات" وتأهلها لكأس العالم    بنك الخرطوم يعيد تشغيل فرع الكلاكلة: إيذانًا بعودة الحياة الاقتصادية    السودان يدعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسئولياته تجاه ممارسات المليشيا المتمردة في الفاشر وإدانة جرائمها الوحشية    القاعدة المريخية تترقب "تعيين التسيير .. وتوقعات بأسماء جديدة    شاهد بالفيديو.. بلة جابر يكشف عن اللاعب "الشفت" في الكرة السودانية    السودان يدعو العرب لدعم إعادة تعافي القطاع الزراعي في الاجتماع الوزاري المشترك الثالث بالقاهرة    راقبت تعليقاتهم على مواقع التواصل.. إدارة ترامب تفاجئ 6 أجانب    تدمير راجمة صواريخ لمليشيا الدعم السريع المتمردة كانت تقصف المواطنين بالفاشر    قبل صدام الكونغو الديمقراطية.. تصريحات صادمة لمدرب منتخب السودان    وفاة صحفي سوداني    قرارات مهمة لنادي الهلال السوداني    لجنة أمن ولاية نهر النيل: القبض على مطلق النار بمستشفى عطبرة والحادثة عرضية    تعيين محافظ جديد لبنك السودان    ترامب: أميركا مع السيسي دائما    شاهد بالفيديو.. الفنانة هبة جبرة تهاجم الناشطة "ماما كوكي": (تسببتي في طلاقي وخربتي بيتي..ما تعمليني موضوع وتلوكيني لبانة وشريف الفحيل دفعتي)    تقرير الموارد المعدنية: 909 ملايين دولار حصيلة الصادرات    ترامب : أنجزنا المستحيل والدول العربية والإسلامية شركاء في السلام    الفنان علي كايرو يكتب رسالة مؤثرة من سرير المرض: (اتعلمت الدرس وراجعت نفسي وقررت أكون سبب في الخير مش في الأذى وشكراً الشعب السوداني العظيم) والجمهور: (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء)    قوات الطوف المشترك شرق النيل تدك اوكار الجريمة بدائرة الإختصاص وتوقف (56) أجنبي وعدد من المتهمين    حاج ماجد سوار يكتب: كيف يكتمل تفكيك المليشيا (1)    انا والسياسة الاقتصادية والكورنة    السفارة القطرية: وفاة 3 دبلوماسيين في شرم الشيخ بمصر    وزير المعادن يترأس اجتماع مناقشة الخطة الاستراتيجية لتأمين المعادن ومكافحة التهريب    هكذا جرت أكاذيب رئيس الوزراء!    احبط تهريب أخطر شحنة مخدرات    جريمة اغتصاب "طفلة" تهز "الأبيض"    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    وزير الصحة يشارك في تدشين الإطار الإقليمي للقضاء على التهاب السحايا بحلول عام 2030    حادث مرورى لوفد الشباب والرياضة    عملية أمنية محكمة في السودان تسفر عن ضبطية خطيرة    السودان..محكمة تفصل في البلاغ"2926″    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    الاقصاء: آفة العقل السياسي السوداني    ضبط شخص بالإسكندرية ينصب على المواطنين بزعم قدرته على العلاج الروحاني    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    جنازة الخوف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إستثمروا فى أبنائكم فهو إستثمار بطىء ولكنه إستثمار مضمون

حتى وإن لم يفيدوك ماديا فسوف لن يكونوا دواعش ويقتلونك بالحسرة
البعض يفتكر أن الأب عبارة عن مضخة تضخ المال فى شرايين الأسرة لتصرفه الزوجة والأبناء على إحتياجاتهم وملذاتهم الضرورية وغير الضرورية وهذا ما يفهم من وجود بنت تعيش فى السودان ووالديها يعيشان فى بريطانيا وفى يدها سلاح خطير اسمه جواز سفر بريطانى
فى العام 1987م أنهى إبنى المدثر عامه الدراسي الخامس بمدرسة الشعلة الأهلية للبين بمدينة الرياض السعودية ولو تذكرون فى تلك الفترة صدر قرار سعودى أن الكليات العلمية من طب وهندسة وصيدلية وخلافه جميعها ستكون حكرا على الطلبة السعوديين ولا مجال للطلاب الأجانب
كنت أعمل مهندس مساحة فى برنامج تشغيل وصيانة مياه الرياض التابع لمصلحة مياه ومجارى مدينة الرياض ومفرغ تفرغا تاما للعمل فى مكتب معالى الدكتور ناصر بن محمد السلوم الذى كان وقتها وكيلا لوزارة النقل فكنت اعمل فى وضع ممتاز من ناحية الراتب وشقه مؤثثه بشارع الضباب وسيارة اخر موديل
فوجىء سعادة المدير العام الأستاذ محمد بن ابراهيم العبد الكريم بأن تقدمت اليه بإستقالتى من العمل وقرارى بأن أعود لوطنى السودان لآكون مع اسرتى واشرف على تربية وتعليم أبنائى .
كان لسعادة المدير العام فيلا صغيرة فى شارع المتنبىء بالملز واجهتها الامامية محلات تجارية تتبع لسوق خاص بالنساء وخلفيتها على الشارع الأخر مكاتب لمؤسسة مسجلة ولكنها لا تعمل لعدم التفرغ ، فطلب منى أن أنقل كفالتى على مؤسستة ظنا منه أننى سأترك العمل معهم لأتى لمشروع عمل خاص جديد فأراد أن يضمنى لصالحه فالرجل يعرف عنى كل شىء ( مانسميه فى السودان حمار شغل الله يكرمكم ) وأقترح ان أنقل كفالتى لمؤسسته وأعمل خروج وعودة لمدة 6 شهور ارتب امور اسرتى ومدارس الأولاد واعود لنعمل سويا فى مجال تنفيذ شبكات المياه متى مارغبت قبل أنقضاء فترة الأشهر الستة .
قلت له انا ذاهب للسودان والسودان فى تلك الفترة للذين لم يعيشوا معنا فترة حكم السيد الصادق المهدى لا شىء فيه سوى اسم السودان وخريطة السودان المليون ميل مكتمله وأغنية سودانى الجوه وجدانى بريدوه - لو بحثت عن كرتونة صابون لن تجدها وجاء خريف 1988م وزاد الطين بله وأى زول عاش عام 1988م فى السودان لن يخشي أى شىء .
رفضت العرض السخى من صديقى ابوابراهيم وسافرت بخروج نهائى وقلت له سأحرق سفنى كما فعل طارق ابن زياد وفقدت ثلث حقوقى لانى تقدمت بأستقالتى حسب نظام العمل والعمال ولم اقال لأن المدير رفض ان يقيلنى والرجل معاه حق .
كثيرون من هم حولى نصحونى بأن قرارى هذا خاطىء وممكن تأخذ اجازة توصل الاسرة بيتها الذى أكتمل بناؤه منذ 1984م وترتب لهم مدارسهم وتشترى ليهم سيارة وسواق وتتركهم لامهم تربيهم وترجع تجرى وراء لم الريالات وكان من بين الأصدقاء الذين نصخونى بعدم السفر صديقى وكفيلى الحالى المهندس سعود البليهد والدكتور ناصر السلوم وزير النقل الأسبق ووقتها كان وكيلا للوزارة والمهندس عبد الله بن عبد الرحمن المقبل التميمى الوزير الحالى لوزارة النقل والمهندس على عبد الله النعيم وكل من عملت معهم فى حقلي الطرق والمياه وجميعهم رجال يتمتعون بالرؤيا الثاقبة وحسن الخلق ويحملون للسودان والسودانيين حبا شديدا ..
لم أستمع لأى من هذه الأصوات وفى اول يوم جمعة ذهبت للحراج بطريق الخرج واشتريت حاوية 40 قدم وانزلتها فى فسحة بجوار شقتى بحى المربع بشارع الضباب واشتريت وبدات أشترى من كل شىء أثنين حتى أمتلأت تماما وغادرنا فى يناير 1988م بخروج نهائى للوطن انا وزوجتي وولدين وبنتين وكان الولد الثالث جنين لم يتجاوز الشهر فى الارحام ومن مشغولية السفر لم نكن نعلم ذلك الا بعد وصولنا للسودان بشهر او شهرين .
كان كل شىء فى السودان ينفر ويكره عدا انسان السودان الذى سيظل هو ملح تلك الارض ما ان تقابل اى زول تعرفه او لا تعرفه حتى تنسي كل همومك فعشت فى السودان مابين 1988م – 2003م أحلى ايام حياتى ولكنها كانت أخطرها ففى هذا الفترة تم تحرير السوق وعملية تحرير السوق هى لعبة قمار لكن على تربيزه مساحتها مليون ميل مربع فى ناس كانوا فى القمة نزلوا تحت القاع وخسفت بهم الأرض وبيعت أملاكهم ودمرت أسرهم وجاء أناس جدد من خارج دائرة الضوء تعرفهم بكروشهم ولحاهم وعلامة على الجبهة سيطروا على كل ولكن لأنهم جاءوا من الظلام قادوا السودان كله لظلمات لم ولن يخرج منها
هذه الجماعة كانت تفتكر أن خلق دولة قوية وشعب ضعيف يمكنهم من الحكم وبدأوا فى مشروع التمكين – انا فى النصف الثانى من سبعينيات القرن الماضى زرت رومانيا وتعرفت على المجتمع الشيوعى – دولة قوية وشعب ضعيف – لذلك تدمير المعسكر الشيوعى لم يكلف المعسكر الرأسمالى الغربى أى شىء – مجرد ان تحرك البساط الذى تحت الأرجل فيسقط كل شىء – المعسكر الشيوعى حتى الأن لم يخرج لنا بتعليل منطقى لسيناريو إنهياره ولكن الكل يعلم أن بناء دولة قوية وشعب ضعيف كمن يبنى عمارة متعددة الطوابق على قواعد بيت جالوص
أول حاجة عملوها دمروا الخدمة الوطنية واستبدلوها بجماعة التمكين تخيلوا فحيص LAB TECH كان شغال فى مياه الرياض فنى مختبر تم تعيينه بأمر من رئيس الجمهورية مستشارا لهيئة مياه الخرطوم – التعيين دا كان مكافاة لأنهم فى فترة الخصومة مع السعودية كانوا بيجمعوا فى فلوس للأنقاذ وقبض عليهم وسجنوا والقضية معروفه لكل الناس – زى دا عبد الرحيم مايقدرش يشيله لسببين الأول أنه معين بقرار جمهورى والثانى أفتكر هو من جماعة النائب الأول ويقولوا ليك مويه مافى – مستشار هيئة مياه المدن فحيص – طبعا المستشار دا مفروض يكون افهم من المدير العام عشان هو المرجع – عارف يا سيد عبد الرحيم أنت محتاج تغيير كل الطاقم بولاية الخرطوم – أرسلهم لولاية غرب كردفان وجيب ناس غرب كردفان للخرطوم – صدقنى الشغلانة دى كده حتظبط معاك
نجح النظام فى بناء دولة كانت تبان وكانها دولة قوية ولكنها منذ 26 سنة تقف على عصا سليمان التى أكلتها دابة الأرض ولو جاء أى شخص وهز بيده هذا النظام لسقط لأنه يرتكز على شعب فقير مريض جسديا وغالبية عظمى مريضة نفسيا
النظام قام ببناء مصانع أسمنت انتجت وملأت مخازنها والسوق بملايين الأطنان من الأسمنت ولكن المواطن محمد الفقير فى عهد الأنقاذ عجز عن البناء بالجالوص ناهيك عن الأسمنت فتوقف حركة الشراء
النظام قام ببناء مصانع الحديد ولا مشترى لفقر الشعب
النظام قام بسحب البساط من تحت اقدام القطاع الخاص وجاء بشركات القطاع العام وقضى عليه فأنسحب الشعب من أى عمل تجارى صناعى زراعى نتيجة المضايقة الغير متكافئة مع شركات القطاع العام التى تملكها وزارات أمنية لا تدفع ضرائب ولا جمارك فخرج التجار وبداوا يخزنون بضايعهم فى العشوائيات ويبيعون بالجوال بعيدا عن السلطات ففقدت الضرائب دافعي ضريبة كثر
الناس لجأت للتهريب وفقدت الجمارك حصص مقدره
الشعب الفقير أنهار منذ سنوات فأنهارت الدولة هى الأخرى بعده مباشرة
فالشعب هو القواعد والأعمدة والقريدبيم والابيام التى تحمل الدولة والدولة تجمل شعبها كما يجمل البناء الهيكل الخرسانى بالطوب والبلوك والبياض والدهانات والأثاثات
الأنقاذ دفعت بالشعب ورمت به بعيدا وجردته من كل أسلحة مواجهة الحياة وأحتكرتها لنفسها ومؤسساتها التابعة لوزاراتها ومؤسساتها العامة فمات الشعب وشبع موت وتحللت جثثه وأنتقل المرض وقضى على الدولة
نكته : الرباطابى قال لأخيه أنت مافى راجل ضكر كدى يقوم يقلب الحكومة دي
قال ليهو يقلبوا شنو ؟ قاله الحكومة دى ، قال ليه والله الحكومة دى مقلوبه من سنين بس أنتو غالبكم تتخارجوا من تحتها
خلاصة الكلام أن الأنقاذ تعمدت أفقار الشعب لأزلالة بتطبيق عبارة - جوع كلبك يتبعك – الكلب الجعان مات - الغنم الكانت بتحلب لبن للأنقاذذ مالقت البيحرسها - جاء الضيب أكلها – الأتنين ماتوا
طبعا البلد كلها اليوم مافيها اى إقتصادى أو مفكر ممكن يمرق السودان من وهدته هذه
سئل الرباطابى عن الحل ؟ قال يشكوها من أول جديد ، يشكوها كيفن يا أمحمد ، قال يجى المستعمر البريطانى يحكم البلد دى لمائة سنة قادمة وبعد كده ( نشيف !!! )
أعود لسيرتى الذاتية 1988م – 2003م
لو لم أخرج للسعودية فى رحلة العمل الثانية يناير 2003م وقعدت فى السودان كنت أضطررت لبيع بيتى والسبب هو أن ولدك زمان لمان يتخرج طبيب أو مهندس من الجامعة انت لو شغال تطلب المعاش الأختيارى – ما خلاص فقرك أندفن بتخرج أبنك – اليوم ولدك فوق ضهرك حتى يتخصص – لو طبيب يبقى استشارى لو مهندس يبقى مستشار – بكلاريوس الرماد دا بقى مابيكفى سيده – لذلك فور تخرج ابنى البكر فى يوليو 2001م وانهى الأمتياز والخدمة فى يناير 2003م انا خرجت للعمل بالسعودية لأسباب مقنعة .
أنهيت ترتيب أثاث بيتى وفضيت الحاوية وبعتها عشان كانت ماخذه مساحة فى الحوش وبدات الفئران تظهر تحتها وأولادى أنتظموا فى المدارس – وخرجت اشوف السوق – لقيت الشعب دا يا المعلق فى حافله او الشايل ساندوتش يأكل – أجى أقيف جنب بتاع المكتبه بالساعة والساعتين مافى زول بيشترى كتاب ولو دخل زول مكتبه يا أشترى جريدة او قلم أو فلسكاب فتكونت فى ذهنى فكرة كافتيريا ودكان اسبيرات أو مكتب خدمات ولم أفكر فى الدخول فى العمل الهندسي والمقاولات وخلافه
لو ذهبت للبحث عن وظيفة سأضطر لمد يدى للحرام فالراتب لايغطى مصاريف اسبوع وأنا اب لعيال وواحد ماطلع للدنيا فى تلك الايام ( الباشمهندس محمد حاليا ) ماشاء الله ..
لو ذهبت لمجال المقاولات سأضطر أن اقدم الرشوة حتى أظفر بمناقصة وكضاب من يقول تعاملت مع الحكومة ولم اقرب الحرام
بحثت فى كنوز معرفتى القديمة قبل الهجرة الأولى
فكرت فى كافتيريا المشكلة كانت فى الخبز فى العام 1988م لا يوجد خبز ولا دقيق ولا خميرة
تسأل تقول الناس دي عايشه كيف يقولوا ليك ربنا ما شق حنكا كتله من الجوع
طبعا دا كلام خاطىء لان الملايين اليوم وفى الماضى وحتى فى المستقبل يموتون من الجوع او مايعرف بالمجاعات والشقه حنكهم هو الله
قبل ما تكتمل اجراءات تراخيص وتجهيز الكافتيريا ذهبت لخبير مختص فى بناء الأفران يسكن الديوم الشرقية جبته وفى الزقاق الخلفى للفيلا بنيت فرن بحجم كبير وكنت اخرج بسيارتى مابين الواحدة والثانية صباحا اشترى جوالات الدقيق من السوق الاسود وفى طاقم شباب عجانين يأتون بعد صلاة المغرب يعجنوا جوالين ويذهبوا وقبل منتصف الليل يأتى طقم قطاعين يقطعوا الخبر ويذهبوا وفى حوالى الثانية صباحا يأتى طاقم الفرانة يشغلوا الفرن انا اكون خرجت وتركتهم يعملون ويحرسون البيت وامشى ادبر جوالات دقيق بكره لمان الشمس قبل ما تشرق الشباب ديل عارفين شغلهم يكونوا فتحوا الباب الخلفى للسيارة الباجيرو وحركوا الكراسي للأمام ووضعوا مشمع داخل السيارة وملوءه بالخبر بتاع الساندوتشات وخبر صامولى للطلبات داخل الصالة
مع صلاة الفجر اتحرك من منزلى فى الجريف غرب للكافتيريا غرب سينما كلوزيوم بمبانى الأوقاف ( كافتيريا البرستيدج ) تكون الصفوف واقفه فى الشباك منتظره وصولى عشان كل واحد يضمن سأندوتش قبل مايذهب لعمله
أنزل الخبز واعود للبيت يكون مدثر وشقيقته لابسين وشايلين شنطهم اوصلهم لباب المدرسة فى العمارات ثم اعود لانام
اى شخص كان شاهد على حياتى فى الرياض وشهد حياتى فى بلدى حيقول الزول دا مجنون
الحمد والشكر لك يارب بمال حلال وجهد نضيف لم امد يدى على مال عام او خاص
عندما شعرت ان عائد الكافتيريا لايكفى مع قدوم الأنقاذ 1989م وسياسة التحرير والذى كنا نشتريه بجنيه اصبح محتاج 1000 جنيه فتحت دكان اسبيرات شراكة مع شقيقى المرحوم على
وكلما الأوضاع تزداد سواً نزيد من الهمة والصبر
فى أحدى المرات أشتريت يايات قندران فيات N3 حمولة لورى من السيد / عبد المجيد أبرسي ولمان اللورى وصل العتالة تأمروا علي ورفعوا السعر للتنزيل ، أخذتنى الهاشمية وأتمولصت وقعدت بملابسي الداخلية وبدأت انزل فى اليايات واضعها فى المكان المخصص لها عشان يفهموا أنى من نفس طبقة البلوريتاريا التى جاءوا منها - لك ان تتخيل كم هو ثقيل جدا وزن أمية قندران - العتالة لمان لقوا الموضوع جد ونص اليايات دخل الدكان جاءوا لمساعدتى فرفضت - أردت ان أعطيهم درسا ومن يومها انا من يفرض سعره فى السوق
قد اكون الوحيد الذى يدير عمله من خلال جهاز حاسوب فى تلك الفترة عدا الشركات الكبيرة طبعا – اعنى صاحب دكان اسبيرات - وقبل ما افتح دكانى كل يوم اتعرف على سعر الدولار طبعا ايام حمدى وسياسة ( التهرر ) لا التحرر الدولار اليوم ب 500 بكره ب 700 لحد ما وصل العشرة ألف جنيه ، ممكن الدولار الصباح يكون ليهو سعر والضهر عنده سعر
كنت اضع كل اصناف البضاعة فى ملف مايكروسوفت أكسل وبكم جنيه اشترتيها وتاريخ الشراء وتاريخ اليوم وقيمة الجنيه مقابل الدولار - ادخل القيمة بتاعت اليوم وتنسدل امامى قائمة جديدة للأسعار - جاء صاحب شاحنة قندران وطلب منى ماسورة عقرب قلت له بألف ومائتين جنيه مشى عند جيراننا لقاها ب 570 جنيه قابل شقيقى وشريكى المرحوم على قال ليهو اخوك الجبتوه من السعودية ضاربه سلك يقول لى ماسورة العقرب بألف ومائتين جنيه - جاء شقيقى منفعل وقال لى انت حتطفش الزبائن ولمان وريته ان المبلغ بالدولار الذى اشترينا به هذاالصنف اليوم قيمته فى السوق مع 20% هامش ربح يساوى كذا وفعلا كل من كان يعمل فى تلك الفترة ( تحرر حمدى ) ولم يراقب سعر الدولار يا خرج من السوق يا دخل السجن
صبرنا على أسوأ سنوات فى تاريخ السودان 1990م الى 2003م وغادرت السودان بخروج كل ما أخشاه أن يكون نهائى لأن الأوضاع فى الوطن لا تشجع على العودة ولو تاخرت فى الخروج لضطررت لبيع أغلى ما أملك – فيلا بنيتها بعرق 17 سنة عمل متواصل فى السعودية لم تكلفنى سوى 237 ألف جنيه ( وقتها فى 1980م كان الجنيه يساوى دولار واليوم قطعة الأرض بس بمليارات – غايتو العمله الكيزان فى السودان شىء رهيب ) ، ولكن لم أخرج إلا بعد أن تخرج الدكتور المدثر طبيبا وأنهى فترة الأمتياز وذهب لحامية الدمازين يؤدى خدمة العلم وعاد رجلا يزيد عن والده فى كل شىء سلمته مفتاح البيت ومفتاح العربية وعدت لوطنى الثانى السعودية بعد غياب 15 سنة عنها كان منها 13 سنة ونص تحت حكم الأنقاذ لم اكتب شيك ولم استلم او اسلم شيك ولم افتح حساب فى بنك الا حساب اسم العمل الشراكة مع شقيقى وكنت اتعامل بالكاش وبس
ارسل لى صديقى العزيز المهندس سعود البليهد تأشيرة عمل على أحدى مؤسساتهم طارحا مشروع عمل تشاركي ومازلت حتى تاريخ اليوم اعمل معه مهندسا وكأنى أعمل فى مؤسستي الخاصة والحمد والشكر لله
هذه السيرة الذاتية قصدت منها لو ان أى اب يفكر فى ترك ابنائه القصر او المراهقين للأم وهو يعمل فى دول الخليج او بريطانيا ويكتفى بمراقبة وتربية الأم أو أحد الاقارب أقول له لا تفاجأ لو رسب ابنك أو بنتك ، لا تفاجا لو تداعش ابنك أو بنتك
نحن فى زمن اسود واغبر ولا طعم له
احرص ان تربى اولادك بنفسك
احرص ان توصلهم للمدرسة بنفسك
احرص ان تحضرهم من المدرسة بنفسك
كنت أعمل بصفة شبه تفرغ بمكتب الدكتور ناصر السلوم وكانت المهام الموكلة لى أن اقوم بعمل التصاميم والأشراف على مايعرف بال RELOCATIONS أى التحويلات ، فقد أنتظمت مدينة الرياض حركة حفريات فى العيديد من الأنقاق وقواعد الجسور المعلقة بالصورة التى ترونها اليوم ومهمتي كانت تنحصر فى متابعة العمل مع إستشارى ومقاولي وزارة النقل الذين تعترض تنفيذ أعمال حفرياتهم خطوط نقل مياه قادمة من مشاريع عملاقه خارج الرياض كصلبوخ والبويب والوسيع وخط أنابيب آبار الخرج ونساح والحائر وبعض خطوط وشبكات التوزيع داخل المدينة فكانت مهمتى وضع تصميم خط سير بديل يمر بطريق الخدمة فى منطقة الحفريات ليعود لمساره السابق بعدها وقد أنجزت العشرات من تلك التحويلات التى كانت مثار أعجاب عدد كبير من الأخوة المسئولين السعوديين والحمد والمنة لله ، فكان كلما تأتى مواعيد خروج المدرسة من الروضة والجميع فى إجتماع ، اقف طالبا الأذن بالخروج ، فطلب منى معالى الدكتور ناصر السلوم أن يخصص سائق يأخذ ابنى من المدرسة للبيت ، فقلت له بلهجة رباطابية لا تخلو من جلافتنا المعهودة ، نحن ما بنودى أولادنا مع السواقين الغرباء بكره يطلعوا لينا ... فضحك الجميع وقال الدكتور ناصر سلمان دا ناصح شديد وقد حكى لى بعض الحضور انهم عايشوا مثل هذه المشكلات مع ابناء معارف لهم وأن كيف تخصيص رجل غريب يأخذ ابنك من والى المدرسة قد تترتب عليه مشكلات تفسد حيات طفلك ، إلا أذا كان نقلا جماعيا ببص بداخله مشرف او مشرفة من المدرسة فلا مانع ، والقصص قد لا تنتهى من حلاوتها فى المشكلات التى تقابل الأب فى ترحيل أولاده ، فأذكر أنى كنت مريض واشعر بحمى شديد ، فوقف مدثر وشقيقتيه على راسي وقالوا يا ابى لن نذهب اليوم للمدرسة ، فأنا أسكن فى الجريف غرب شارع الستين والمدرسة بحى العمارات قلت لهم لا سنذهب فدخلت الحمام فأرقت الماء حتى أخفض الحمى وخرجت بالسيارة ، فى طريق عودتى وقفت فى الطريق وأفرغت ما ببطنى ودون مؤاخذة اسهلت فى ملابسي ولكن كان الثمن أن حضر ابنائى دروسهم كاملة وفى نهاية اليوم وبعد ان فككت كرسي السيارة وغسلته ونشفته وأغتسلت ذهبت مرة ثانية وأحضرتهم
لا تترك إبنك مع السائق
احرص ان تتفقد وتتابع مستواهم مع مدرسيهم بنفسك
كنا نجلس جماعة فى الحي فى حلقات تلاوة وقد لاحظ جارى الدكتور احمد على عبد الله خروجى من حلقة التلاوة فسألتى اين تذهب فهل هنالك أفضل من حلقة تلاوة القرأن قلت نعم انا أذهب لأحضر ابنائى من درس المساء فهذا جزء من التكليف برعاية الأسرة
الحديث هذه الايام ينصب كله على طلبة دواعش من جامعة العلوم الطبية لمالكها بروف مأمون حميدة
أنا لى ولدين ( طبيب بشرى وطبيب اسنان ) وبنتين ( أخصائية مختبرات وأخصائية عبون ) تخرجوا فيما بين 2001م و2009م من جامعة مأمون حميدة
الخامس والمولود الوحيد الذى دفنت صرته فى بيتنا فى السودان مهندس مدنى جامعة الخرطوم الاول على دفعة العام 2009م وحصد كل جوائز الكلية الأربعة لوحده – طبعا لم يعين فى الجامعة لأنه غير منظم وابوه غير منظم ونحمد الله على ذلك ومع ذلك لم نسلم من معلقى الراكوبة – عين مساعد تدريس براتب 50 جنيه شهريا خدمة وطنية وبإنتهاء مدة الخدمة الوطنية منح خطاب تسريح الجندى مهند سلمان من الخدمة – أرسلته على نفقتى الخاصة لهولندا فحصل على درجة الماجستير فى علوم ادارة موارد المياه من جامعة اليونسكو IHE بدلفت هولندا وجاء بحمد الله الأول على كل الدفعة بمن فيها من أمركان وأروبيين وآسيويين وهو فى طريقه ان شاء الله لنيل درجة الدكتوراة فى مجالات اوسع قد تطال قانون نزاعات المياه وقانون إقتصاديات المياه ، قلت له يا مهند كل ماحرمتنى منه ظروفى العائلية سأوفره لك لتصل أليه أنت مهندس مدنى من جامعة الخرطوم وإدارى فى مجال المياه من جامعة اليونسكو عاوزك تدرس قانون النزاعات الدولية لموارد المياه مع تخصص رابع فى إقتصاديات المياه يعنى بأذن الله تكون مهندس إدارى قانونى إقتصادى يعنى 4 IN 1 إن شاء الله تعالى
حرستهم ورعيتهم مع أم من اسرة سودانية عريقة بنت ناس مؤدبة تقيم الليل قبل مايظهروا الكيزان وتقرأ القرأن فى غرفتها مش قرأن البربوقاندا والشو ، كانت معلمة قبل الزواج فتفرغت للبيت وتربية الأولاد فكسبت وربحت بفضل من الله سبحانه وتعالى ، فقد أحتفلنا بحمد الله يوم 17 رمضان الجارى بمرور 40 عام على زواجنا ولكن بطريقة الشكر لله فقط
هل ياترى لو سمعت كلام الأخوة والأصدقاء من سعوديين وسودانيين وارسلت اولادى مع امهم للسودان وجلست فى مكيفات السعودية كنت حصدت ما حصدته اليوم
اترك الأجابة لكم ولكل اب اقول لو أردت أن تستثمر استثمر فى أبنائك فهو إستثمار بطىء ولكنه أستثمار مضمون
المهندس سلمان إسماعيل بخيت على
الرياض السعودية
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.