:: ومن تجارب العلماء في عالم الحيوانات، ما هي أكدت أن ذاكرة الجمل والدلفين هي الأقوى على وجه الحياة..وعلى العكس تماماً ذاكرة (السحالي والأسماك)، إذ هي بلا ذاكرة لدرجة أنها تقصد هدفاً و تزحف وتسبح نحو الهدف، ثم - فجأة، في منتصف الطريق - تنسى سبب زحفها وسباحتها، وترجع .. وربما هناك دراسة أجرتها عبقرية السادة الخبراء بوزارة وشركة الكهرباء كشفت لهم أن ذاكرة الناس في بلادنا تنتمي إلى فصيلة (السحالي والأسماك)، ولذلك يمارسون المزيد من الخداع و التضليل على هذه الذاكرة ..!! :: 20 فبراير 2009، ليس من أيام حكومة الخليفة عبد الله التعايشي، بل هو يوم من أيام الحكومة الحالية..يومها قال المهندس مكاوي محمد عوض، وكان مديرا عاما لهيئة الكهرباء، قال للصحف شاكيا بالنص : ( خفضت الحكومة ميزانيتها الداعمة لهيئة الكهرباء إلى (14%)، وأن الهيئة توفر من مواردها الذاتية (86%)..)، هكذا كشف مكاوي حجم ما تسميه الحكومة بالدعم ..(14%)، فقط لاغير، وفاتورة المواطن المسماة - في حديث مكاوي - بالموارد الذاتية تتحمل (86%)..ولكن اليوم، 28 يوليو 2015، لم - ولن - تكشف وزارة الكهرباء حجم هذا الدعم ( إن وُجد)..!! :: الحكومة لا تدعم كهرباء المواطن ( ولا بجنيه)، أو كما تزعم وزارة الكهرباء حين تقول أن الكهرباء تباع للمواطن ب (20%) من تكلفتها..الحكومة تربح من المواطن، وتسعى نحو المزيد من الربح عبر الزيادة المرتقبة..وذاكرة الناس ليست بذاكرة السحالي والأسماك، كما تظن وزارة الكهرباء، إذ لا تزال تحتفظ بأرقام لجنة دراسة سعر انتاج الكهرباء التي شكلتها الهيئة في عهد مكاوي .. قالت تقارير اللجنة بالنص : ( تكلفة انتاج الكيلواط بما فيها تكاليف تشغيل الشركة لا تتجاوز 10 قروش، وتباع الكهرباء المدعومة للمستهلك ب 15 قراشا، وغير المدعومة ب 26 قرش)..هكذا كانت تربح الحكومة - في ذاك العام - حتى في (المدعومة)..!! :: نعم إرتفعت تكاليف الإنتاج والتشغيل، ولكن كان - ولا يزال - هذا الإرتفاع موازياً لإرتفاع ( فاتورة المواطن)..وليست فاتورة الإستهلاك فقط هي التي إرتفعت قيمتها، بل فواتير العمود والعداد والأسلاك و رسوم التوصيل أيضاً.. وكما تعلمون، فالمواطن السوداني رحيم بحكومته لحد شراء الأعمدة والعدادات والأسلاك ب (حر ماله)، ثم التنازل عن كل هذه الممتلكات - المدفوعة القيمة نقداً - لصالح خزينة حكومته الرشيدة..ولولا الحياء لأرغمت الحكومة هذا المواطن الطيب على شراء السدود والمولدات والمحطات قبل (توصيل الخدمة)..فعن أي دعم حكومي تتحدث وزارة الكهرباء، فالحكومة لا تدعم غير الحرب والحزب ..!! :: والحديث عن إستهداف المقتدرين فقط والإبقاء على المسمى - مجازاً وشعاراً - بدعم (200 كيلو شهرياً)، خداع قديم مراد به خداع جديد..تلك الطاقة - المسماة بالمدعومة - تستهلكها الأسر في أسبوع أو أقل، ثم تشتري - مكرهة - بالسعر الفلكي بقية الاستهلاك، وهكذا لم يستفد السواد الأعظم من الأسر ذاك التوجيه الرئاسي الصادر يوم الاحتفال بسد مروي، ولن تستفيد أيضا في حال تنفيذ الزيادة المرتقبة..ومن المضحك ألا تعلم وزارة الكهرباء بأنها ولو خصت المصانع والمزارع والمتاجر والمخابز بهذه الزيادة المرتقبة، فأن كاهل المواطن المنهك هو من يتحمل أثقالها.. زيادة تعرفة الكهرباء تعني زيادة تكاليف الإنتاج، وهذه بدعة إقتصادية يعرفها تلاميذ.. (مرحلة الأساس)..!! [email protected]