بسم الله الرحمن الرحيم يوم أمس وفي شارع المك نمر وبينما كنت أتجاذب أطراف الحديث مع اثنتين من زميلاتي الصحفيات وفجأة وبدون مقدمات بدأتا بالهجوم عليّ وانتقاد مقالي الأخير بعنوان (الزوجة الثانية). زميلتيَّ كانتا مستاءتين من المقال لدرجة أنهما لم تتمالكا أعصابهما وقالتا لي: (إنتي عاوزانا نبور أكثر من كده). حاولت أن أستفسر عن سبب هذه الغضبة فوجدت أن رغبتهما في الزواج من (راجل مرا) أكبر من فكرة الارتباط برجل غير متزوج! الصحفية (.....) اعتبرت أن (راجل المرا) صاحب خبرة ومسؤولية وأنها تفضله حتى وإن كانت زوجته في عصمته وتعيش معها تحت سقف واحد لأنه وحسب رأيها سيهتم بها أكثر ويمكنها من أن تمارس عليه شيئاً من الدلال والغنج. زميلتنا الأخرى (.....) أمّنت على حديثها أيضا وهي تقول إن الارتباط بالرجل الأعزب غير جاذب وإن الأفضل الرجل المتزوج. حديث زميلتيّ على الرغم من أنه كان مفاجئا لي إلا أنه لم يكن مستبعداً، فهناك أجواء اجتماعية مواتية لنمو مثل تلك الإحاسيس. شعور المرأة بأنها مهمة عند رجل ما يجعلها تقبل بحماس على فكرة الارتباط برجل حتى ولو كان هذا الرجل (راجل مرا). كما أن هاجس قطار العمر الذي يمضي من غير أن يصعد على متنه رجل يعمق لديها الإحساس بأنها غير مرغوب فيها وهو ما يجرح كبرياء الأنثى داخلها فتسعى للزواج حتى ولو كان ذلك الزواج من (راجل مرا). أيضا الرغبة في ممارسة إحساس الأمومة مع انزلاق سنوات العمر من بين أصابعها يجعلها تشعر بغصة عميقة مع نهاية كل شهر عند دورة المياه وتقبل بحماس مرة أخرى على فكرة (راجل المرا). انتعاش سوق (رجال النسوان) نفسه يقف خلفه عدد من الرجال بتسويقهم لأنفسهم بشكل جيد يخفون فيه عيوبهم ويظهرون فيه عيوب الزوجة الأولى، مما يجعل الفتيات يتعاطفن معهم ويشعرن بأنهم مظلومون من قبل الأولى وأن عليهن مهمة إنقاذهم والعبور بهم إلى بر الأمان. ومن المؤكد أن هناك رجالاً صادقين في عكس معاناتهم مع زوجاتهم الأوائل وفي نفس الوقت هناك أيضا من يمارسون الغش ويوردون تفاصيل مغايرة للواقع ويلبسون ثوب الحمل الوديع من أجل الزواج بأخرى وهؤلاء لا يستقرون على حال فينتقلون من امرأة إلى أخرى في رحلة البحث عن الكمال في حين أن أكبر نقص موجود في شخصيتهم هم. يبقى هناك أمر مهم للفتيات اللائي يبحثن عن (راجل المرا)، فدوماً تبادل الأدوار وبحث المرأة عن الرجل وليس العكس يفقد المرأة وقارها والحدث عفويته وهو ما لا يناسب الرجل السوداني والذي جبل على الإحساس بأنه شيء عظيم فما بالك بالسعي خلفه وتقديم التنازلات.. لذلك تريثن قليلا فالحصول على (راجل مرا) ليس هدفا تشد له الرحال. خارج السور عزيزتي.. غدا ستتزوجين (راجل مرا) وسيغادر النوم عينيك وقبلها السعادة، وستقولين حتما ليتني كنت في منزل والدي أمارس برهما وأستمتع بكوب (شاي لبن بالمغربية بي زلابية). *نقلا عن السوداني [email protected]