نفس النهج ونفس الإسلوب فى السياسة هو الذى يتبع الصحفى مزمل ابو القاسم فى الرياضة.. والهدف من ذلك تحقيق إنتصارات على الخصم - مع أنه فى الرياضة يسمى منافسا - بأى طريقة بما فيها الضرب من الخلف أو الضرب تحت الحزام ، بإستغلال لحظات لا يستغلها إنسان سوى كالخسارة فى معركة أو فى مباراة. لقد كتبنا كثيرا ودعمنا موقفنا بالوثائق الدامغة التى لا يمكن أن يشك فيها ونحن على إستعداد لإبرازها فى أى وقت وهى التى تؤكد زعامة الهلال التاريخية بتأسيسه قبل المريخ بثلاث سنوات عام 1930 مقارنة بتأسيس نادى المريخ عام 1933 لا 1927. ودحضنا الوهم والخرافات التى كانت تمنح الزعامة للمريخ من خلال بطولة (وصيفة) كأس الكوؤس أو كأسات (سيكافا) مهما كثرت والتى لا تغنى ولا تسمن من جوع، مقارنة بسجل الهلال الناصع فى البطولة الأفريقية الأولى التى لا يزال مشاركا فى أدوارها المتقدمة وحظوظه فى عبور هذه المرحلة قائم وبالتساوى مع باقى الأندية المشاركة معه فى نفس المجموعة. الذى يؤسف له أن تستغل خسارة (الهلال) أول الأمس غير المتوقعة فى معركة واحدة، لم يخسر من قبلها خلال دورى المجموعات للترويج لمعلومات القصد منها شق صف الهلال، كما كان يفعل اسحق أحمد فضل فى كتاباته السياسية ويحمد لله أعترف لسانه غصبا عنه بذلك أخيرا. فالسيد صلاح أدريس رمز هلالى اتفق معه البعض أو أختلفوا من حقه أن يدلى برايه فى الهلال ومن حقه أن يطمح فى العودة لإدارة نادى الهلال، وذلك الحق مكفول لغيره. وبكرى المدينة .. لاعب كرة باع (الهلال) بثمن بخس قبل أن تثبت قدماه فى الملاعب ولم يقدم للهلال شئيا يذكر، لذلك ومهما كان مستواه فلن تتحسر عليه جماهير الهلال التى نعرفها ومن قبل (بكرى المدينة) رحل (ابوالعائله) رحمه الله وأصبح أفضل اداري فى تاريخ المريخ ورحل (عز الدين الدحيش) أحد أفضل من لعبوا كرة القدم فى السودان حتى عاد لوحده، ومن بعده رحل (هيثم طمبل) ولم يقدم شيئا يذكر للمريخ، وندم فى آخريات ايامه على تصرفه، لكن الشاهد فى الأمر جميعهم لم يأثروا فى مسيرة الهلال وفى تقاليده وإرثه. لذلك لم يكن الهدف من تلك (الشتلة) التى نزلت على صحيفة (الصدى) ثانى يوم من خسارة (الهلال) أمام (التطوانى) المغربى، سوى إحداث شق فى صفوف الهلال وذلك ليس بمستغرب، فصحيفة (الصدى) كانت الصحيفة الرياضية الوحيدة التى شاركت فى دعم (رئس جهاز الأمن والمخابرات) فى دعوته لرفع علم السودان يوم إنفصال الجنوب العزيز بدلا من تنكيسه. وهى الصحيفة التى تبنت رؤية منع لاعبى (جنوب السودان) من المشاركة فى مجال كرة القدم السودانيه الا اذا تجنسوا أو تعاملوا كمحترفين، لذلك ليس مستغربا أن يخرج منها أى شئ لهدم كيان سودانى وطنى أصيل تأسس من أجل إخراج المستعمر عن أرضنا لا إخراج أخ وشقيق ودم ولحم وتاريخ تربطنا به الكثير من المشاعر والمشتركات والوجدانيات. كذلك لم يكن مستغربا، الشتلة المختلقة التى قيل أن الراحل "الطيب عبد الله" – رئيس نادى (الهلال) الأسبق - قد أكدها بلسانه وهى القصة الشهيرة فى الوسط المريخى ب 2 – 12. ما ابينه هنا شهادة للتاريخ موثقة على منتدى (الهلال) وسبق أن تناقلتها الصحف الرياضية فى وقتها. حينما مرض المرحوم (الطيب عبد الله) قبل أن يتوفاه الله فى القاهرة وهو إدارى فذ ورجل متعلم ومثقف تخرج من كلية غردون وحصل على دبلومات فى الإدارة ووصل الى منصب رفيع فى وزارة الداخلية ايام كان للمدنيين دور فيها بعد الإستقلال. ظن الصحفى (مزمل ابو القاسم) بأن الرجل قد توفى حينما دخل فى (كومة) وغيبوبة أو نقل له خطأ أنه قد توفى، فنشر فى نفس اليوم خبرا قال فيه أن الطيب عبد الله، قد إعترف بقصة الثعلب وكندوره وما عرف ب 2 -12 وأنها وصمة فى تاريخ الهلال، يعتقد بذلك أن الحقيقة سوف تدفن مع الراحل ولن يستطيع أحد من نفيها بعد ذلك. لحسن الحظ كنت يوميا ازوره فى المستشفى الذى كان يرقد فيه فى شارع بغداد فى مصر، وحينما نشر ذلك الخبر إتصلت بإبنة شقيقته التى يعاملها كإبنته تماما الدكتورة (ت . أ)، وبعد أن سألتها عن صحته ، وطمأتنتى عليه، قلت له هناك خبر نشر بالأمس عن تلك القصة قيل أنه أكده بلسانه، فليتك سألتيه عن الحقيقة، فقالت لى هو اليوم على غير العادة (فائق) وفى أحسن أحو اله فلماذا لا تأتى وتساله بنفسك؟ قلت لها ولم لا؟ خلال ربع ساعة كنت مع المرحوم (الطيب عبد الله) وفعلا كان فى أفضل حالاته، فحدثنى عن ذكرياته حول كلية غردون ورفاقه وكثير من المواقف التاريخية والطريفة، بعدها سألته هل فعلا قال ما ذكر على لسانه جول تلك القضية؟ فأنكر جملة وتفصيلا، ذلك وقال لى اذا كان (الهلال) هو روحى وحياتى، ولقد بذلت من أجله كل غال ورخيص، فهل يعقل أن اقول كلاما عنه يضر به حتى لو كان صحيحا؟ قلت له طيب لماذا لم تنف ذلك الكلام الذى ذكر فى بعض الصحف؟ فأجاب: وهل رأيتنى فى يوم من الأيام انفى اى كلام ورد فى صحيفة، واذا كنت أهتم لتلك الصغائر، فكيف أتمكن من متابعة أمور (الهلال) إضافة الى أمورى الأخرى؟ نشرت ذلك الحوار فى بعض الصحف وفى موقع الهلال، وكما هو واضح كانت تلك (فجة) الموت، حيثت توفى (الطيب) بعدها بيومين وكنت اول من ارسل خبر وفاته من القاهرة وبعد عشر دقائق لآ أكثر، حيث كنت كذلك موجودا فى تلك اللحظة. رحم الله الطيب عبد الله وغفر له وأسكنه فسيح جناته .. وعلى (الهلالاب) أن يستحضروا مواقفه وأن يعملوا بطريقته اذا ارادوا خيرا لوطنهم وهلالهم .. الإخلاص للهلال لا للبشر. تاج السر حسين – [email protected]