الخدمة المدنية (المصلّحة) إصلاح امة المدنية علي طريقة الإنقاذ يعني المشي علي طريقة نيفاشا فيما يتعلق بنظرية إسمها (التقريش)،وهي فكرة كروية نبعت من ملاعب الليق السوداني. لو كان الوزير من أحزاب الفكة فلابد أن يكون وزير الدولة من حزب المؤتمر الوطني،بصلاحيات واسعة،تمكنه من وضع الوزير في جيبه،ولو تعذر ذلك فوكيل الوزارة وهو سادن معتمد سيقوم بالمهام اللازمة . وفي كل مؤسسة حكومية هنالك (فرمالة)إسمها الأمين العام،وهو يتلقي توجيهاته من حزب السدنة والتنابلة،وهو الذي يتصرف في الأموال كيفما اتفق،وله الفيتو في التعيين،وكلمته نافذة،وله من الصلاحيات ما يجعل المدير العام يخاف ويقول له (حاضر يافندم). ومدراء الجهات الحكومية المهمة هم ضباط أمن ظاهرياً في المعاش،وعملياً في الخدمة(ولكن باللفة)،لضمان أن الأمور كلها ستمشي وفق ما تهوي الجهات الأمنية. وفي الخدمة المدنية(المصلحة إنقاذياً)فاقد تربوي يعين بعقود خاصة،ومرتبات تعادل 10 أضعاف الهيكل الراتبي في الوحدات الحكومية،يسمونهم تارة (خبراء وطنيون)أو مستشارون،أو (أعضاء منتدبون)،وغيرها من المسميات،ومهمتهم الرسمية تزوير الحقائق وإخفاء المستندات،وتصنيف الناس الشغالين،بحسب إنتماءاتهم السياسية من أجل تجهيز قوائم الفصل . وفي كل مؤسسة حكومية لجان حزبية(أخوانية)مسؤولة عن التعيين وشاغلي الوظائف،تنظر في ملفات المتقدمين للوظائف،وتسأل عن ميولهم السياسية عندما كانوا(طلبة)،وتتجسس عليهم في سكنهم لمعرفة ما إذا كانوا معارضين أم لا،لضمان التوظيف للعناصر الحزبية أو المؤيدة للحزب الحاكم . والمراجع الداخلي في كل وحدة حكومية ضيف شرف،والأموال يتحكم بها التنابلة،ويصرفونها كيفما شاؤوا،وحتي لو أشار المراجع في تقريره الختامي لبعض أنواع الفساد،فالتقرير يوضع في الرف،وينقل المراجع تعسفياً إلي ولاية نائية. وكل من تجاوز ال65 سنة من العمر إن كان(كوز مصلح)فهو حتماً في خانة(التقريش)في إحدي المحليات في منصب معتمد أو مدير أكاديمية،أو داخل سلطة انتقالية. والخدمة المدنية في عهد الإنقاذ،غنيمة باردة لآل بني كوز ومن لف لفهم،فالوظيفة هي مصدر الثراء،ومن لم ينهب الخزنة مباشرة،اعتمد علي رشاوي العطاءات،ومن فاتته الرشاوي اعتمد علي الفواتير(المضروبة) في المشتروات،وآخرون هوايتهم السفر للمؤتمرات الخارجية حيث النثرية بالدولار. وفي كل وحدة حكومية يوجد بند إسمه حافز الاجتماعات،وبالتالي ففي كل يوم هنالك اجتماع للجنة مختصة،ومن قروش الإجتماعات تبني العمارات. وديوان شؤون الخدمة أصبح مثل جمهور المتفرجين في الكورة،والهيكل الراتبي لحق(أمات طه)،ومن مهام النقابات في الخدمة المدنية تسيير المواكب تأييداً للحزب الحاكم،أو تجهيز كرتونة رمضان،أو السمسرة في خروف العيد. إصلاح الخدمة المدنية كما تراه الإنقاذ هو المزيد من الفساد والتمكين،زي حكاية صحن الفول والتركين،والخواجة الذي سأل عن بيت ناس(ياسمين)،وهذه حكايات نتركها لفطنة القارئ الذي يري بالعين ما لا يراه(المساكين) [email protected]