هذا إذا كان فى الأساس هنالك ظل أو اذا تبقى من العنوان ذلك الاسم فقط! ولنبدأ بما قرره من قبل شيخه (السنوسى) الذى فضحنا أكاذيبه، ومن ضمنها أن حزبهم الضعيف (المؤتمر الشعبى)، قد نفض يده من المعارضة السودانية لأنها أيدت (إنقلاب) (السيسى)، بحزب زعمه. فهاهو وزير خارجية النظام (إبراهيم غندور) يؤكد على أن علاقتهم بمصر وبنظام السيسى " فى أحسن حالاتها وعلى كآفة المستويات". فإذا كان كمال عمر وشيخه (السنوسى) وحزبه أمناء وصادقين من الذى يجب أن تنفض عنه الأيدى وتعلن مفارقته، الطرف (الضعيف) من ناحية الإمكانات وهو المعارضة، أم (النظام) الباطش بشعبه والذى يحكم السودان منذ يونيو 1989 ويعتبر (ممثلا) له ولشعبه؟ ثم كمال عمر الذى كان يناطح الصخر فى السابق ويعمل جاهدا على إسقاط النظام حيث لا هدف كان فى إجندتهم غيره ومن أجل ذلك ايد الحزب وشيخه (الترابى) المحكمة الجنائية الدولية وظل حزبه لا يرفض أى عمل داخلى أو خارجى يمكن أن يؤدى الى إسقاط النظام، يتحدث (كمال عمر) الآن وفى صلف وغرور، عن أنهم يرفضون الخروج بالحوار للخارج حتى لا تتدخل فيه ايدى أجنبيه، وذلك قمة الغباء، فهل التدخل من الخارج مربوط بالمكان الذى يقام عليه الحوار فى زمن (التكنولوجيا) ووسائل الإتصال المتطوره، الا يمكن أن تتدخل أمريكا أو فرنسا أو ألمانيا من خلال سفارتهم أو رسائلهم أو (عملائهم) داخل (النظام) وما أكثرهم .. ومن هناك حاول أن يعدلها (مسار) فخربها بالمرة، حيث اقترح أن يجرى الحوار على طريقة تبادل (الرسائل) وكأننا فى زمن (الحمام الزاجل). فلو كان ذلك الحوار فى الأصل جاد ومقنع بشكله وآليته المعروفة، هل يعقل أن توجد مشكلة فى مكان اقامته، والدين الذى يتاجرون به ويخادعون الناس يقول لهم (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا) دون أن يحدد لهم مكان إنعقاد ذلك (الحوار) من أجل تحقيق السلام ، إذا كان فى (الخرطوم) أو (أديس ابابا) أو (باريس). وكيف يكون (النظام) جاد فى حوار وهو يصر على (الخدعة) التى يستخدمها الأسلاميون فى اى مكان فى الدنيا حيث قسمة (طيزى) أو 7+7 إضافة الى رئاسية رئيس النظام لذلك الحوار، تجعله من البداية مائلا ومجحفا وغير عادل ولا يمكن أن يوصل لحلول أو يحقق سلام دائم وعادل. فكما خدع (الأخوان المسلمين) فى مصر، القوى الليبرالية والمدنية بقصة 50% من كل طرف فى تشكيل (الجمعية الدستورية) التى تصيغ الدستور، فأتضح لاحقا أن (الإسلاميين) ضمنوا أكثر من 70% من ذلك التمثيل، نفس الشئ يفعله النظام 7 من طرفه (مضمونين) إضافة الى عدد من المأجورين والأرزقيه، الذين سوف تظهر مواقفهم لاحقا خلال الحوار داعمة للنظام، إضافة الى ذلك فهناك سؤال هام، الى أى جهة يعتبر (المؤتمر الشعبى) هل الى جانب النظام أم المعارضة؟ فهو ليس معارضة وليس نظاما لكنه يدعى (المعارضة) وهو فى حقيقة الأمر اقرب (للنظام) خاصة فى الفترة الأخيره، بعد أن قبض (المعلوم) وبعد أن خافوا على مستقبل (العصبة) الإسلامية أن تنهار وأن يحدث (للفرع) فى الخرطوم ما حدث (للرأس) فى القاهرة حيث اصبحت مطالب الشعوب والنغمة السائدة فى مصر والعالم كله لا للإحزاب الدينية، حتى لو كانت مجرد (مرجعية). ثم أنظر ماذا يقول (كمال عمر) فى غباء يحسد عليه؟ .. يقول أن بعض أحزاب المعارضة تسعى لتغيير الحكومه! وذلك امر مشروع سياسيا لأى معارضة فى الدنيا أن تسعى لتغيير الحكومة وأن تحل محلها حتى لو كانت ديمقراطية وتؤدى خدمات جليلة ومقدرة للمواطنين وللدولة وعلى أعلى مستوى، (فديجول) تم تغييره فى أفضل فترة خدم فيها فرنسا وبحصوله على نسبة تصويت حققت له الفوز، لكنها لم ترضه أو تقنعه للمواصلة فى حكم فرنسا وشعر بأن شعبه غير راغب فيه، مع أن نسبته تلك وبدون تزوير كانت أفضل من النسبة التى حصل عليها (البشير) فى إنتخابات 2010 و 2015! ما صعب على (كمال عمر) أن يعترف به وأن يردده بلسانه أن جزء من (المعارضة) الجاده، تسعى لإسقاط (النظام) ولتغييره ليصبح من نظام (حزب) الى نظام (دولة) لا أن تلتغيير الحكومة (فقط) كما قال وذلك امر عادى فى ظل مفهوم التبادل السلمى للسلطة. ما صعب على (كمال عمر) أن يعترف به وهو الطامع فى منصب وزارى بعد أن اصبحت الدار خاليه من الكفاءات فى (المؤتمر الشعبى)، أن الحوار لا يمكن أن يكون جاد فى ظل وجود عدد من (المليشيات) التى يدعمها النظام بالمال والسلاح، والتى يمكن أن تفعل أى شئ وترتكب أفظع الجرائم من نفسها أو بتحريض من النظام، إذا سار ذلك الحوار فى غير مصلحتها أو لو طالب المتحاورون مثلا بتفكيك تلك (المليشيات) والتخلص منها ويمكن أن يجد المجتمعون أنفسهم بما فيهم (رئيس) النظام محاصرين، فتلك (المليشيات) اذا كان كمال عمر يدرى أو لا يدرى قد (شمت صناحها) وأصبح عندها (كبير الجمل)! على كل حال خطأ كبير لا يغتفر وسوف يكون ثمنه غاليا وفادحا، ذلك الذى يرتكبه المعارضون من أى جهة كانوا ومهما كانت نواياهم إذا رضخوا لرغبة النظام فى القبول بإلمشاركة فى حوار (بالداخل)، حتى إذا كان ذلك الحوار قادر حقيقة على حل مشكلة الوطن بدءا بإيقاف إراقة دماء البسطاء فى مناطق المواجهات والإقتتال فى جبال النوبة والنيل الأزرق ودارفور، انتهاءا بتفكيك مؤسسات النظام وتحويل الدولة السودانية من دولة (دينية) الى دولة ديمقراطية مدنية فيدرالية حديثة. اللهم هل بلغت .. اللهم فأشهد. تاج السر حسين – [email protected]